اللوموند
تستعرض الساعات الأخيرة من المواجهة و تحت عنوان الحرب في قلب بغداد تقول: الآن، بإمكاننا القول إن الحرب وصلت إلى بغداد حقا، و أن الأمريكيين ينفذون الخطة الثانية بحذافيرها. من خلال إضعاف القوى العراقية داخليا. في نفس الوقت شن الهجوم الجوي والبري.. خطة تبدو استراتيجية. أشبه بالصدمة والترويع هذه المرة !
وتضيف الصحيفة: العملية الهجومية الأخيرة لم تتوقف على مطار صدام الدولي بل تجاوزته إلى القصر الرئاسي، و هي ضربة ليست قليلة للمعنويات العراقية.. إنها عرض عضلات على الطريقة الأمريكية.. ورسالة مرسلة إلى النظام العراقي، أو ما تبقى منه قائلة له: الآن، بإمكانك أن تشعر بالخطر حقا. فجنودنا في بغداد!
وفي موضع آخر تقول: الحرب على العراق تعني للأمريكيين التخلص من صدام حسين الى الأبد. ومن الحزب البعثي.
هذا نعرفه. ولكن الذي يجب أن نعرفه حقا أن هذه الحرب ستجبر الأمريكيين على البحث في موضوع الشرق الأوسط بجدية أكثر.. بين بغداد و القدس أكثر من علاقة مشتركة من الصعب تجاوزها بالحرب.
ولهذا سوف يشعر العرب بالحقد على الأمريكيين بعد الحرب أكثر من شعورهم بالحقد أثناءها. لأن الأزمة الفلسطينية ما تزال تسيل الكثير من الحبر والدم. ولأن التسوية النهائية لهذه الأزمة يجب أن تكون حقيقية.
لوفيغارو
على ذات النسق ركزت على تطورات الحرب ميدانيا وتحت عنوان: «ضربة نفسية» كتبت تقول: ضربة حقيقية موجعة الى النظام العراقي. الأمريكيون يدخلون ويخرجون. يغيرون على بغداد باستمرار. يتحكمون أكثر في الخبر.
الإعلام الأمريكي يدير الأمور أكثر مما كان عليه من قبل.. والتصريحات السياسية تريد إحباط من معنويات العراقيين. حتى الوجوه تبدو أقل شحوبا مما كانت عليه منذ أسبوعين.. مطار صدام الدولي والقصر الرئاسي ليسا أكثر من ضربات نفسية يراد منها إعلان حالة التفوق على العراقيين. بالخصوص بعد الاستيلاء على البصرة وكربلاء والنجف والناصرية. والموصل.. بغداد تبدو شيئا عاديا الآن. وقد وصلت الحرب إلى ما وصلت إليه .!
وتتناول الصحيفة في مقال آخر الزيارة التي قامت بها «كونداليزا» إلى موسكو وتلك التي يقوم بها «جورج بوش» إلى بلفاست للالتقاء بنظيره البريطاني.. وتقول: ربما صار الكلام عن النظام العراقي شيئا عابرا. لأن الأمريكيين يعرفون أنهم انتصروا عسكريا على العراق، و أن وصولهم إلى ما يريدونه بات مسألة وقتلا أكثر. و لهذا تحركت الدبلوماسية الأمريكية في كل اتجاه. في محاولة إفهام الأطراف الأخرى أن الحرب الأمريكية ضد النظام العراقي كانت ناجحة. ليست لها فقط، بل لدول أخرى يمكنها الاستفادة بشكل ما من سقوط النظام العراقي..
وتضيف الصحيفة: ان اللقاء الثنائي بين جورج بوش وتوني بلير في بلفاست لن يكون عاديا هذه المرة. لأنه سيستعرض الإنجاز الذي حققاه معا في العراق. من باب طمأنة توني بلير أن مستقبله السياسي لن توقفه انقسامات ما بعد الحرب التي بدأت تلوح في الأفق. بين الأمريكيين و البريطانيين، أما من الجانب الروسي. فأمريكا تعرف أن التعنت الروسي الحالي ليس أكثر من حملة انتخابية يريد «فلاديمير بوتين» القيام بها قبيل الانتخابات القادمة.
الأمريكيون يعرفون أن بقاء «بوتين» في موقعه يقاس شعبيا بمدى قدرته على الوقوف في وجه الأمريكيين. وهذا ما يحاول فعله ظاهريا وإعلاميا. لكن الحقيقة تبقى دوما مغايرة. لأن روسيا تريد شيئا من الكعكة العراقية. وتعرف أنها ستحصل على شيء ما من الأمريكيين الذين سيحتاجون كثيرا المساعدات الروسية في الكشف عن «ملف التسليح الروسي» لعدة دول مثل الصين و سورية.
ولأن روسيا ستحتاج إلى الأمريكيين في حربها الضروس على الشيشانيين.
ليبيراسيون
تحدثت عن حصار بغداد قائلة: تبدو الحرب في مراحلها الحاسمة، الأمريكيون يزدادون قوة أمام ضعف المقاومة العراقية التي فقدت أهم بنودها «التنظيم».
لعل النداء الذي أصدره الرئيس العراقي الى الجنود بالالتحاق بأي كتيبة عسكرية أكبر دليل على أن أكبر ما حققه جنود التحالف هو ضرب التنظيم العراقي في العمق.
البغداديون يعيشون حظر التجول. ويعرفون أنه الحسم. قرار عجيب للبقاء داخل حصار الحرب والموت معا. لن يكون بوسع العراقيين مغادرة بغداد.. المعركة الأصعب والأعنف ربما ستكون قادمة. نهاية الحرب صارت مسألة وقت فقط !
و تضيف الصحيفة متسائلة: ماذا بامكان الأمريكيين أن يسألوا به أنفسهم بعد الحرب؟ لن يكترث أحد للضحايا و لا لحجم الدمار. ستمشي الدبابات أمام أعين أمهات فقدن أبناءهن. وعندما تنصب الحكومة العراقية لن يسأل أحد عن رأي العراقيين. لأن الحكومة ستأتي من الخارج. ولأنها لن تعرف حجم الكارثة التي عاشها العراقي البسيط طوال سنوات طويلة. ما يهم البعض هو البترول. وما يهم البقية هو الكرسي. وما يهم العراقيين هو : الحقيقة !
|