حول ما نشر بالجزيرة من مواضيع حول «فن الإلقاء» وحاجتنا إليه أقول: هل يتطلب عملك الإلقاء أمام الآخرين؟ وهل تتردد في إلقاء الكلمات أو المحاضرات؟ أسئلة كثيرة تتردد في أذهاننا ولكننا نستسلم لذلك بقولنا إننا لا نحتاج إلى ذلك والناس يختلفون في هذا الأمر فمنهم من أصبح قادراً بالممارسة اليومية والبقية لم تتح لهم فرص كبيرة فأسقط في أيديهم ورضوا بواقعهم ولم يفكر أحد من هؤلاء أن هناك مجالات كثيرة في تغيير هذا الواقع من خلال المراكز المختصة التي بدأت تبرز في مشهدنا الثقافي كمؤسسات أهلية مساندة للقطاع العام.
وأياً كان هدف كل فرد وأياً كان مركزه الاجتماعي فإن نجاحه في تحقيقه يعتمد على مقدرته على الاتصال بالآخرين وتوصيل أفكاره إليهم وهذا يتطلب جرأة الوقوف أمام الآخرين بدون خوف أو ارتباك لإلقاء الكلمات أو المحاضرات بطريقة شيقة مستخدماً لغة البدن وتنويع طبقات الصوت وحسن اختيار الكلمات وتنظيم الأفكار.
هنا يأتي دور مركز متخصص في فن الإلقاء لتطوير مهارات الإلقاء وذلك بتعزيز قدرة الفرد على الوقوف والتحدث أمام الجميع بدون خوف أو وجل ومعرفة أسرار التأثير في الآخرين ونقل الأفكار للعقل الباطن مباشرة.
وأعني هنا بالمركز المتخصص هو مركز الإلقاء للتدريب بالرياض الذي افتتح منذ سنوات قليلة ولكنه يسير بخطى ثابتة وهدف واضح ووسائل متجددة وفريدة.
وقد يقول قائل إنك تقوم بعمل دعائي لهذا المركز..!! صحيح هذا الكلام في بداية الأمر ولكن ما ان تدلف إلى قاعة التدريب وتمضي أياماً قليلة متدرباً فيه ستجد الفرق بين شخصيتك قبل دخول المركز وحضور التدريب وبعد ذلك، حيث تستطيع إلقاء الكلمات والمحاورة ومواجهة الأسئلة المفاجئة والتمرن على الإجابة عليها وجميعنا يحتاج لتلك المهارات لإلقاء كلمة أو تقديم محاضرة أو إدارة اجتماع وأكثر من سيستفيد في هذا المجال هم أئمة وخطباء المساجد لأنهم معنيون بإيصال رسالة سامية ونقية وهي شريعة الإسلام فإذا لم يمتلك البعض منهم الأسلوب والوسائل فإنه يلقي كلمات لا تفعل شيئاً في النفوس ولذلك فإنني أقترح على وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة بوزيرها معالي الشيخ الفاضل صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، الذي قاد الوزارة باقتدار من نجاح إلى آخر وذلك من خلال المشاريع الكثيرة الدعوية وغيرها وبالأخص مشروع العناية بالمساجد الذي تبناه معاليه وخطا فيه خطوات جميلة، أقول أُقدمُ هذا الاقتراح بإدراج برنامج تدريبي في الإلقاء ضمن هذا المشروع وأن يتضمن هذا البرنامج دخول جميع خطباء المساجد في دورات مبرمجة حتى يتحقق الهدف المنشود.
كما أن هذا الأمر يعني بشكل عام لمديري الإدارات العامة في جميع الوزارات والقطاعات الحكومية المتفرعة منها الشيء الكثير لما له من أثر إيجابي في الإنتاجية وحسن الأداء واستقبال المراجعين وإنجاز معاملاتهم بكل دقة ورحابة صدر.
وإنني هنا أختم بتقديم الشكر لوزارة المعارف التي أتاحت لكاتب هذه السطور الالتحاق بهذا المركز كما أُثني بالشكر لمدير المركز الأستاذ المبدع عبدالله البابطين، وزميله المدرب في المركز عيسى العيسى، وهما يعدان مفخرة لنا جميعاً لاتقانهما هذا الفن الصعب السهل في آن واحد.
وألخص الموضوع بهذه الرؤى والمقترحات:
1- إنني آمل من القطاعات الحكومية الالتفاتة الجادة لتدريب الموظفين وخاصة القياديين على فنون كثيرة منها فن الإلقاء وإدارة الاجتماعات.
2- كما آمل من الخطباء وأئمة المساجد المبادرة الشخصية للتدريب لزيادة فاعلية العطاء المفيد والنافع ومعرفة جوانب القصور عند كل فرد.
3- إنني أتطلع من مراكزنا التدريبية أن تختار المواقع الجيدة ذات البعد الجمالي في القاعات وحبذا لو كان هناك قاعات على شكل مسرح صغير لمحاكاة الواقع في التدريب.
وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري،،
عبدالعزيز بن ناصر البراك - وزارة المعارف
|