تعقيباً على ما ينشر في الجزيرة من مواضيع عن رجال أمن الطرق والدور المناط بهم أقول عظيمة هي الأخلاق حينما تسمو بالإنسان، فتعلو به عن وحل الأرض إلى رفعة السماء، فيبني مجداً ويسطر فخراً، وفي وقتنا الحاضر تتجلى صور زاهية مشرقة، أبدعتها أنامل الوفاء لهذا الوطن المعطاء من أبنائه، وهكذا أنبت وطني رجاله وفاء وصدقاً وبذلاً وتضحية، فصاغوا الأخلاق حوادث تروى، وقصصاً تذكر، فليرو التاريخ أخبارهم، ولتسطر الأقلام آثارهم.
إنها قصة عشت لحظاتها، ورأيت أحداثها، بل إنني أحد أشخاصها، فسيروا معي لنروي فصولها ونستمتع بأحداثها، فبينما كنت مسافراً في أرجاء مملكتنا الحبيبة ووطننا الآمن، بالتحديد خرجت ليلاً من الرياض متجهاً إلى الدمام بصحبة عائلتي، وفي الطريق حدث ما له أكن أتوقعه، خلل أعاقني عن مواصلة المسير، ماذا أفعل وبصحبتي عائلتي؟! أخذت أفكر لعلي أقوم بإصلاح السيارة ومواصلة السير، فحاولت ولكن كيف لمن لا يملك أدنى مستوى من المعرفة بصيانة السيارة أن يقوم بذلك؟! وكم من الأقمار والخيالات قد تغزو فكر الإنسان وتستولي على مشاعره، إنني في ساعة من الليل قد أطبق فيها على الكون بظلمته، ثم إن معي من النساء ما يزيد قلقي، إلا أن رجالنا البواسل رجال أمن الطرق لم يمهلوا هذا الأفكار لتستولي عليّ فلم ألبث غير وقت يسير حتى رأيتهم يقفون، وعن حالي يستفهمون وللمساعدة علي يعرضون، فرحبت بهم وحييتهم، وبما أصاب سيارتي أخبرتهم، فاتصلوا فوراً بزميل لهم كان على نطقة بعيدة عنا واستنجدوا به، وبقوا معي حتى جاء زميلهم فاستغربت، ومن شهامته تعجبت، فإذا هو يتناسى أنه رجل أمن الطرق، ويتحول إلى مهندس يفحص السيارة ويقوم برفعها وإصلاحها، ثم يقول لي سر صحبتك السلامة، فتعقد الدهشة لساني، ويضيع ساعتها بياني، كيف أشكره بل كيف أكافئه؟ ولكنه ابن هذا الوطن البار، وفعل الجميل عليه ليس بمستغرب، فهو التواضع وهو الخلق الإسلامي الأصيل يتجسد في هذا الرجل الكريم، لقد اختلست ساعتها اسمه واسم المرافق له لأنهما يستحقان مني، ومن كل مواطن التكريم إنهما الوكيل رقيب فهد شافي الدوسري والعريف مسلم الدوسري تابعان لمركز الدهناء الواقع على طريق الرياض الدمام وأنا عبر جريدتي الغالية أبعث لهما باقة من الشكر والتقدير وإن كنت على يقين أن الكلمات لا تفي بحقهما ولا ترد جميلهما ولكنها مشاعر أحببت أن أبثها علها رسالة شكر لهما ولمن يصنع صنيعهما من رجال وطننا، كما أدعو غيرهما للاقتداء بهما ففعل الجميل يدوم ويبقى، أخيراً أيها البطلان لا أملك غير الدعاء لكما، فأسأل الله العظيم أن يبارك في أعماركم وأعمالكم وأن يوفقكما لخيري الدنيا والآخرة.
أحمد بن محمد العليوي بلدية محافظة الزلفي
|