السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
عندما قرأت مقالة الاستاذ محمد الشهري في عدد جريدة الجزيرة «11116» تذكرت تلك الطفلة التي لم يكن يتجاوز عمرها الخامسة، وكانت تجلس بين يدي الحلاق ومعها شقيقها الذي يعد في ريعان الشباب، وكان يوجه الحلاق الي الشكل الذي يريده لشقيقته، واصدقكم القول انني خجلت قليلاً عندما افلتت ابتسامة خفيفة من بين اسناني، عندمارأيت الطفلة المسكينة التي تحولت بين يدي الحلاق الى طفل يضع قرطين في اذنيه، وذلك بفضل القصة او التسريحة سموها ما شئم لانني في الحقيقة الى الآن لا ادري ماذا اسميها بالضبط، ولكن الذي انا متأكد منه انها بالفعل كانت قصة غريبة جداً، وما انزل الله بها من سلطان، ومن سوء حظ ذلك الشاب ان دخل رجل كبير في السن صالون الحلاقة وقد بدت عليه علامات الدهشة من منظر الطفلة الغريب، وعندما لاحظ الشباب ذلك اطرق برأسه خجلاً، وكأني به يخاطبني ويخاطب الرجل الكبير في السن، ويقول لماذا اخترتما وقت الظهيرة للحلاقة، وقد اخترته قاصداً على أمل أن لا اجد احداً في صالون الحلاقة، فيراني مع شقيقتي في هذه الحالة.
وكنت في هذا الوقت انظر الى الشاب بعين الرثاء والشفقة حيث مع طول النظرات للكبير في السن، كان هو يتصفد عرقاً، وقد يكون مرد ذلك احساسه بخطأ ما يفعله تجاه شقيقته او لعدم قناعته اساساً بفكرة احضار شقيقته لصالون الحلاقة، لولا إلحاح اسرته الشديد عليه، ولكن لا اقول الا قاتل الله التقليد الاعمى للغرب، ورحم الله الشاعر العربي الكبير حين قال:
ومن يكن الغراب له قريناً يمر به على جيف الكلاب
|
والله من وراء القصد
علي بن زيد القرون - حوطة بني تميم
|