* بغداد جنوب العراق الوكالات:
قتلت الصواريخ الأمريكية في غارات مقصودة اثنين من الصحفيين وجرحت اربعة آخرين في يوم حالك السواد للصحافة الدولية، وصعدت الولايات المتحدة من هجماتها على العاصمة العراقية من عدة جبهات مع تركيز على عبور الضفة الغربية لنهر دجلة التي شهدت امس معركة ضارية الى شرق المدينة الهادئ نسبيا، غير ان العراق نفى أي تقدم للامريكيين وقال انه تم عزل القوات المتقدمة نحو بغداد عن مؤخرتها.
وأقر قائد عسكري أمريكي امس ان دبابة أمريكية أطلقت قذيفة واحدة على فندق يستخدمه الاعلاميون بوسط بغداد حيث وقع انفجار أصيب فيه أربعة من العاملين برويترز ومصور أسباني قضى نحبه، بينما قتل صاروخ اطلقته الطائرات مراسلا لمحطة «الجزيرة» الفضائية.
وقال مراسل قناة ابوظبي في بغداد انه و25 من العاملين في القناة وقناة الجزيرة محاصرون في مبنى يقع في مرمي النيران لقوات عراقية وأمريكية تدور بينها معركة حامية، وناشد المراسل، شاكر حامد، منظمة الصليب الاحمر الدولية ان تهرع الى انقاذهم حيث ان وضعهم حرج للغاية، وقالت انباء ان القصف الذي طال اول امس حي المنصور الراقي ببغداد قد شمل منزلا يقال ان الرئيس العراقي صدام حسين كان موجودا فيه.
وأمس أقرت القيادة الأمريكية انه تم اسقاط احدى طائراتها قرب مطار بغداد مشيرة الى انه تم انقاذ الطيار.
ولأول مرة منذ اندلاع هذه الحرب التي تدخل اليوم الاربعاء اسبوعها الرابع حلقت طائرات مروحية من نوع اباتشي في سماء العاصمة العراقية ولم تتعرض هي ولا الطائرات المقاتلة التي حلقت على ارتفاعات غير بعيدة لنيران المضادات الأرضية العراقية مما القى ظلالا من الشك حول فاعلية هذه الدفاعات.
وأعلنت قوات مشاة البحرية الأمريكية سيطرتها على مطار الرشيد العسكري على المشارف الشرقية للعاصمة العراقية، وقالت هذه القوات انها لم تواجه اي مقاومة وهي تتقدم بعرباتها المدرعة على مدرج المطار على بعد نحو خمسة كيلومترات من قلب بغداد.
كما اعلن الامريكيون ان قواتهم دخلت العاصمة العراقية بغداد من الشمال ومن الجنوب.
غير ان وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف نفي حدوث اي تقدم للقوات الأمريكية وأعلن تدمير دبابات بمعسكر الرشيد ومحاصرة اخرى.
وقال الصحاف: «قطعناهم الآن، الآن الذين في داخل المدينة مؤخرتهم مقطوعة من اطراف معسكر الرشيد وسنقطع الجزء الآخر الذي «جاء» عن طريق الدورة» التي تقع جنوبي بغداد، وقد دارت امس معركة في قصر الرئاسة العراقي الذي يسيطر عليه الامريكيون حينما حاولت قوات عراقية استعادة القصر، وقد تمركزت دبابات أمريكية على جسر فوق نهر دجلة، ويحاول الامريكيون رؤية ما اذا كان بالامكان العبور الى الضفة الشرقية للنهر.
وافاد مراسلو وكالة فرانس برس ان دبابات امريكية متمركزة على الضفة الغربية من نهر دجلة اطلقت النار للمرة الاولى على مبان في الضفة الشرقية للمدينة فيما حلقت المقاتلات من طراز أيه -10 «المضادة للدبابات» في سماء المنطقة وقصفت المباني الحكومية، وكان يمكن سماع دوي انفجارات عالية قرب وزارة الاعلام.
وعقب ساعات من القتال بين القوات البرية الأمريكية والعراقية، شنت القوات الجوية الأمريكية سلسلة من الهجمات ضد أهداف في وسط المدينة، وذكر المراسلون أن الجيش العراقي لم يبد سوى مقاومة محدودة، وسجل وقوع معارك قرب وزارة التخطيط التي تقع عند ساحة تؤدي الى الحي الذي يضم مقارالادارات الحكومية في بغداد وخصوصا وزارتي الاعلام والخارجية.
ومن جانب آخر غادرت مئات الاسر العراقية صباح امس الثلاثاء على متن سيارات بغداد متوجهة خصوصا الى شرق العراق حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وفيما يتصل بالوضع في مدينة البصرة فقد اعلن الجيش البريطاني امس انه يسيطر على هذه المدينة التي تعد ثاني اكبر المدن العراقية لكنه اضاف انه سيحتاج الى بضعة أيام لتعزيز وضعه.
وطلبت القوات البريطانية من شيخ قبيلة عراقي تشكيل لجنة لتسيير مدينة البصرة. على ما افاد أمس الثلاثاء متحدث عسكري.
وقال الكولونيل كريس فيرنون للصحافيين في الكويت: «لقد اتصل بنا زعيم قبيلة محلية. شيخ». واضاف: لقد التقى به قائد الفرقة البريطانية مساء يوم الاثنين، وسيشكل من الان ادارة في منطقة البصرة، وطلبنا منه تكوين لجنة يرى انها ذات تمثيلية للاهالي. ورفض الإفصاح عن هوية شيخ القبيلة غير أنه اكد انه شخصية ذات قيمة ومصداقية. وتابع: لقد طلبنا منه تشكيل لجنة اولية للبدء في اقامة ادارة مدنية.
وسيطرت القوات البريطانية الاثنين على البصرة بعد حوالي اسبوعين من محاصرتها.
واكد الكولونيل فيرنون ان حزب البعث الحاكم في العراق اصبح مجرد ذكرى في البصرة.
واضاف ان القوات البريطانية ستعمل على منع تكرار عمليات النهب التي حصلت الاثنين. وقال: ان الجنود لم يتدخلوا الاثنين لأن دورهم الأساسي هو القتال.
طالع « دوليات »
|