* واشنطن أ.ش.أ:
غطت أنباء القصف الامريكي على أحد المباني التي ذكر أن الرئيس العراقي صدام حسين كان مجتمعاً فيه مع كبار معاونيه بأحد أحياء العاصمة العراقية على أنباء الحرب على العراق وذلك على الرغم من المعارك الاخرى الدائرة في مختلف جبهات القتال.وعلى الرغم من الشعور بالتفاؤل والثقة في المعلومات الاستخبارية التي استندت اليها المصادر العسكرية الأمريكية في شن الغارة الجوية على مبنى بحي المنصور السكني في بغداد حيث كان يجتمع فيه الرئيس العراقي صدام حسين وأحد ابنيه أو ابناه الاثنان وعدد من كبار مسؤولي النظام العراقي.. الا أنه من المنتظر أن يستغرق الأمر ساعات وربما أيام قبل أن تعلن بصورة رسمية وواضحة نتيجة الهجوم الذي وقع في حي المنصور السكني المزدحم بغرب العاصمة العراقية بغداد.
وقد أجمعت المصادر الأمريكية في روايتها لما جرى من قصف لأحد مقار القيادة العراقية من أن البداية جاءت فيما بين الساعة الثانية والساعة الثالثة من بعد ظهر «الاثنين» بتوقيت بغداد عندما قامت طائرة أمريكية بإسقاط أربع قنابل.. وقد سوَّت انفجارات القنابل الأربع المبنى، بل أحدثت حفرة عميقة به.ولكن على الرغم من مرور ساعات عديدة على تلك الغارة فانه لا تتوفر أية معلومات مستقلة توكد وجود صدام حسين أو أحد كبار المسؤولين العراقيين من بين الضحايا وإن كانت مصادر أمريكية تبدي تفاؤلاً بأنه جرى الايقاع هذه المرة بصيد ثمين بعد أن اخفقت عملية قطع الرأس التي استهلت بها الحرب على العراق في اصطياد الرئيس العراقي.
ومع ذلك فان مصادر لم تستبعد امكانية أن يكون الرئيس صدام قد تحرك من الموقع قبل القصف ولكنها قالت انه من المرجح ان يكون هو وابناءه من بين القتلى. واستناداً الى معلومات من مصدر استخباراتي موجود على الساحة في بغداد يعرب مسؤولون أمريكيون عن ثقتهم من أن صدام وابنه قصي كانا يشاركان في اجتماع في حي المنصور السكني مع عدد من كبار المسؤولين العراقيين، وأعربوا عن اعتقادهم بأن ابن صدام الآخر عدي كان موجوداً ايضا. ونقلت شبكة فوكس عن مصادر استخباراتية في واشنطن قولها اننا واثقون من أن صدام دخل المبنى ولم نشاهده وهو يغادره. ونسبت فوكس الى مسؤولين أمريكيين قولهم انه كان بوسعهم أن يعرفوا ان الحاضرين في ذلك الاجتماع كانوا يبحثون كيفية الخروج من بغداد وان الواحد منهم كان يقف على بعد من أربعة الى ستة أمتار عن الآخر وقت وقوع الهجوم ولكن نظراً لحجم الدمار الناجم عن الغارة فان أيا من الموجودين لم يفلت من الموت.
وذكرت تقارير أن الموقع الذي تعرض للهجوم يبدو للمشاهد العادي مبنى سكنياً يضم أحد المطاعم ولكن يقع بالاسفل من هذا المبنى ملجأ محصَّن تحت سطح الأرض بالقرب منه أنفاق تحت الارض تؤدي الى ممر للهروب.
وكانت هذه المعلومات الاستخباراتية موثوق بها الى الدرجة التي بررت شن هجوم تستخدم فيه قنابل بمثل هذه الضخامة على منطقة سكنية تقع غربي العاصمة العراقية على الرغم من تأكيدات الادارة الأمريكية من أنها تتفادى ايقاع أية ضحايا بين المدنيين. وقد استخدم في هذا القصف أربع قنابل ذكية زنة الواحدة منها ألفا رطل المعروفة باسم عاصفة الدشم التي تحدث فجوات عميقة في الأرض، وقد احدثت هذه القنابل حفرة بعمق ستين قدماً واقتلعت أشجار البرتقال من جذورها وخلَّفت كومة من المسلح وقضبان الحديد الملتوية و قطع الأثاث والملابس الممزقة، كما حطمت زجاج النوافذ في دائرة محيطها ثلاثمائة متر. وكان شهود عيان قد ذكروا ان الغارة أوقعت تسعة قتلى، ولو كان صدام حسين أحدهم لحقق بذلك المخططون العسكريون الأمريكيون واحدا من أهم أهدافهم وراء تلك الحرب التي قاربت على دخول أسبوعها الرابع. غير ان الأمر سوف يستغرق بعض الوقت قيل ربما يوما أو يومين قبل التأكد من نتيجة هذا الهجوم الجوي، وان كان جو من الثقة يسود مقر القيادة الوسطى لقوات التحالف في قطر غير انه مع تأكيد المسؤولين هناك لوقوع الغارة الجوية وهو أول اعتراف من جانبهم بشن غارة على حي سكني يرفضون حتى الآن التعليق على نتائجها. وقال مسؤولون أمريكيون ان خليفة صدام حسين المحتمل مع افتراض ان قصي لقي نحبه مع والده في تلك الغارة سيكون على الأرجح عزت إبراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، وأشارت مصادر أمريكية الى أنه يعتقد أن عزت ابراهيم موجود الآن في الموصل في شمال العراق وليس في بغداد.
|