* البصرة الكويت رويترز:
اعلن الجيش البريطاني امس الثلاثاء انه يسيطر على البصرة ثاني اكبر المدن العراقية لكنه سيحتاج «بضعة أيام» لتعزيز وضعه.
وصرح المتحدث العسكري البريطاني كريس فيرنون بان زعيما قبليا سيساعد على تشكيل قيادة جديدة في البصرة.
وقال فيرنون «القوات البريطانية تسيطر على المدينة البصرة وان كان الامر يتطلب بضعة ايام لنعزز وضعنا في البلدة كما فعلنا في ام قصر والزبير» مشيراً الى بلدتين في الجنوب شهدتا مقاومة عراقية طويلة.
وصرح فيرنون بأن زعيما قبليا محليا اقتصر في تعريفه على انه «شيخ» سيشكل قيادة داخل محافظة البصرة.
واضاف فيرنون «هذا الشخص اتصل بنا والتقيناه الليلة الماضية.. تأكدنا ان له اهمية ومصداقية وله سلطة في المنطقة المحلية خاصة بين زعماء القبائل، «سيشكل الآن لجنة خاصة به، من سينضم الى هذه اللجنة امر متروك له تماماً».
من جهة اخرى تدفق البشر والسيارات في شوارع البصرة امس الثلاثاء بعد يوم من دخول القوات البريطانية الى قلب ثاني اكبر المدن العراقية وعبر كثيرون عن غضبهم لنقص المياه وتعطل القانون والنظام.
ورحلت قوات المظليين التي دخلت المدينة امس الاول لكن عشرات الدبابات البريطانية تمركزت في مواقع عند المفترقات الرئيسية وبدأ الجنود توزيع الماء في اربع نقاط.
وقال الكابتن جيليس ماليك «كل ما نفعله اليوم هو اظهار وجود لقواتنا يتيح للناس ان يشعروا بالثقة فيخرجوا للشوارع ويفعلوا ما يريدون».
وكانت الاجواء في الشوارع حول القوات ممتلئة بالاثارة وفي ميدان العاصمة الرئيسي انزلت صورة كبيرة للرئيس العراقي صدام حسين. لكن السكان بعيدا عن الجنود اشتكوا من قلة المياه.
وقال صلاح عبد الصبور 64 عاماً «لكي يخرجوا صدام اصبح الشعب العراقي جائعا وعطشانا، ما الذي يفعله هؤلاء الجنود، لم نحصل منهم على اي شيء».
وخارج مستشفى البصرة العام صرخت امرأة «اين معوناتهم.. اين نقودهم.. كل ما حصلنا عليه هو ماء قذر».
وقال الكابتن نيال برينان من الحرس الايرلندي ان الحكومة العراقية قطعت امدادات المياه والكهرباء عن البصرة.
وقال ان الكهرباء اعيدت الآن الى معظم المدينة وان معامل معالجة المياه اصلحت هي الاخرى، ولكنه قال ان شبكة المياه التالفة والملوثة في حاجة الى اصلاح وانه لا يعرف كم سيستغرق ذلك.
وكان الناس غاضبين كذلك من اعمال السلب والنهب والتي بدأت عندما كانت القوات البريطانية تسعى للسيطرة على المدينة.
وتوقف السلب والنهب اليوم لكن مازال بالامكان رؤية الصبية والشبان الصغار وهم ينهبون كل ما يستطيعون حمله على العربات الخشبية.
وفي مقر قيادة الحرب في قطر قال الكابتن ال لوكوود لرويترز «اعتقد اننا نستطيع القول بثقة ان المدينة حررت... لكنها ليست آمنة تماما بعد، فربما ظلت هناك بعض جيوب المقاومة».
وقال لوكوود «ظلت البصرة هادئة في الليلة السابقة وخلال النهار، واليوم سنجري عمليات بحث لتحديد مواقع جيوب المقاومة التي نعرف انها موجودة».
وقال «عادت الحياة الى حد كبير الى طبيعتها هناك»، مضيفا ان الحافلات العامة عادت تسير في المدينة.
وقال لوكوود ان القوات البريطانية عثرت على عدد كبير من الاسلحة في المدينة وانهم مازالوا مستعدين للتعامل مع اية عناصر مقاومة صغيرة.
وقال «بالامس كانت لدينا عناصر من الفوج المظلي الثالث دخلوا المدينة القديمة حيث كانت آخر جيوب المقاومة، لقد ذابت المقاومة».
واوضح بعض السكان انهم لا يريدون القوات البريطانية ان تمكث وصرخ حسن عبد الرزاق في احدى الدبابات «متى تعودون لبلادكم.. ارحل ايا الجندي.. نستطيع الاهتمام بشؤون بلادنا الآن».
|