ماذا يعني استهداف الصحفيين ومراسلي الصحف ووكالات الأنباء والمحطات الفضائية العربية، بالقتل والترويع في بغداد..؟!
ماذا يعني استهداف مكاتب محطات فضائية بالتحديد، ومحاولة قتل العاملين في هذه المكاتب من صحفيين ومراسلين وفنيين وقتل أحد الصحفيين في مكتب محطة الجزيرة الفضائية القطرية ومصور وكالة أنباء رويترز في فندق مريديان فلسطين؟!!
ماذا يعني استهداف فندق مريديان فلسطين في بغداد حيث يقيم ويعمل الصحفيون العرب والأجانب..؟!
كل هذه الأسئلة لها إجابة واحدة وهي قتل الحقيقة، ومنع الرأي العام العالمي عن معرفة ما يجري في بغداد وان الحرب العدوانية التي تشنها القوات الأمريكية والبريطانية على العراق حرب لا أخلاقية، وأنها ليست فقط تشن خارج الشرعية الدولية، بل إنها تجاوزت كل الحدود وكل الضوابط..
في أمريكا يقدِّمون حرية الرأي على كل الحقوق الأخرى للإنسان.. ويقدمون حق الإنسان في معرفة ما يجري من حوله على غيره من المتطلبات الإنسانية الأخرى.. إلا أن ما يجري في العراق من معارك ومن أفعال يقوم بها جنود أمريكا تنتهك كل هذا، إذ ان استهداف الصحفيين ومحطات فضائية معينة تظهر أن القوات الأمريكية التي تعمل في محيط بغداد لا تريد للرأي الآخر أن يسمع وان تمنع الآخرين من معرفة ما يجري بصدق في بغداد بمن فيهم الأمريكيون المحاصرون بطوق إعلامي «يفلتر» كل الوقائع والأحداث التي لا يريد المسؤولون في البنتاغون والبيت الأبيض أن يعرفها الرأي العام الامريكي من فضائح وفظائع وجرائم يندى جبين الانسانية لها.
وبما أن البديهيات التي يؤمن بها الاعلاميون أن من يستهدف إسكات صوت الحق، ومنع الصحفيين من نقل الحقيقة من قبل اطراف تعد اطرافاً «محايدة» يسعى الى التغطية على خسائره في ميدان الحرب ليس فقط على خسائره العسكرية، بل ايضا خسائره الاخلاقية، واحداث الايام الأخيرة، اكدت لكل من تابع وقائع الحرب ان الامريكيين خسروا اخلاقياً في العراق مما يعني ان كل ما حققوه من مكاسب عسكرية.. إذا كان ما يدَّعونه فعليا من خلال بيانا تهم في الدوحة صحيحاً.. فان الأصح.. أنهم هزموا أخلاقياً في العراق. ولذلك فهم يحاربون الصحفيين الآن للتغطية على هزيمتهم في ميدان الأخلاق.
|