*بغداد الوكالات:
توقع مسؤولون عسكريون في مقر القيادة المركزية للعمليات العسكرية للقوات الامريكية البريطانية في الدوحة حدوث مقاومة عراقية شديدة للوجود العسكري الامريكي في العاصمة العراقية بغداد خاصة في المناطق التي توجد بها انفاق تحت الارض.
وأشار موفد شبكة «بي.بي.سي» الاخبارية البريطانية في الدوحة نقلاً عن المصادر نفسها الى ان المقاومة التي واجهتها القوات الامريكية حتى الآن في بغداد تعزز الاعتقاد بعدم وجود تنسيق على الاطلاق بين عناصر المقاومة العراقية.
وترى المصادر العسكرية نفسها انه في حالة عدم حدوث المقاومة الشديدة المتوقعة في بغداد فإن ذلك سوف يرجح احتمال فرار قيادات المقاومة الرئيسية خارج العاصمة العراقية، وانطلقت قوة مدرعة امريكية صوب قلب بغداد وأقامت معقلاً لها في أحد قصور الرئاسة موجهة ضربة عسكرية ونفسية قوية الى الزعيم العراقي صدام حسين، وعرضت شبكات تلفزيون امريكية لقطات لجنود امريكيين يتجولون داخل القصر.
وفي جنوب العراق سار مظليون بريطانيون على الاقدام دون ان يعترضهم احد الى وسط مدينة البصرة ثاني اكبر مدن العراق حيث استقبلهم السكان بالترحاب.وعثر جنود بريطانيون على ما يشتبه بأنها اسلحة كيماوية في بلدة بوسط العراق لكن ضابطا اشار في وقت لاحق الى انه قد يتبين انها مجرد مبيدات حشرية لا أسلحة محظورة وان الفحوص لم تتحقق بعد من محتويات براميل الزيت المشتبه بها.وقال الجيش الامريكي ان الهجوم الذي شنه على وسط بغداد اكثر من مئة دبابة ومركبة مدرعة كان عرضاً للقوة لاظهار ان الجنود يمكنهم دخول العاصمة متى شاءوا وانه ليس هجوما نهائيا على المدينة التي يعيش فيها خمسة ملايين نسمة. وقال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد انه لا يعرف ماذا حدث للرئيس العراقي صدام حسين لكنه أكد انه لم يعد يتحكم في معظم العراق وانه يفقد جنوده.
وقال رامسفيلد للصحفيين في مقر وزارة الدفاع الامريكية «هناك ثلاثة احتمالات .. اما انه مات او اصيب او لا يرغب في الظهور». وعرض التلفزيون العراقي الحكومي امس الاول لقطات لصدام وهو يرتدي زياً عسكرياً اثناء اجتماع مع كبار معاونيه في حضور ابنه الاصغر قصي، ولم يتضح متى عقد الاجتماع.وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا الحرب على العراق في العشرين من مارس آذار للاطاحة بصدام وتجريد العراق من اسلحة دمار شامل، وينفي العراق امتلاك مثل هذه الاسلحة.
وأخبر الميجر ميشيل هاملت من الفرقة 101 الامريكية المحمولة جواً رويترز ان الاختبارات الاولية التى جرت وشملت 14 برميلاً عثر عليها في معسكر للتدريب للقوات العراقية يوم الاحد كشفت عن وجود مستويات من غازات الاعصاب مثل السارين والتابون وعناصر من غاز اللويزيت السام.
وقال ان هذه النتيجة قد تكون «الدليل القاطع» الذي يثبت الاتهامات الامريكية والبريطانية للرئيس العراقي صدام حسين باخفاء اسلحة دمار شامل محظورة وهو محور حجتهم لشن حملة عسكرية للاطاحة به.
لكن الجنرال بنيامين فريكلي وهو من الفرقة 101 المحمولة جوا قال في وقت لاحق ان الاختبارات التي اجريت على المواد التي عثر عليها في المعسكر وفي مناطق زراعية مختلفة تقع كلها في مدينة البو مهويش يمكن ان تظهر ان اغراضهم اقل شراً.وقال فريكلي في حديثه لشبكة «سي.ان.ان» الاخبارية الامريكية «هذه المواد اما ان تكون نوعاً من المبيدات الحشرية او انها مواد كيماوية لا تستخدم كاسلحة، بل مواد سائلة كتلك المعبأة في البراميل»، وقام الجنرال الامريكي تومي فرانكس بزيارة سريعة الى العراق يوم الاثنين لتحية قواته واثبات قبضتهم القوية على معظم البلاد.
وهذه هي اول رحلة له منذ ان غزت القوات الامريكية التي يقودها فرانكس العراق قبل حوالي ثلاثة اسابيع، ولم يزر فرانكس بغداد التي تسيطر القوات الامريكية بالفعل على جزء منها واكتفى بالوصول الى بلدة النجف الواقعة على مبعدة 145 كيلومترا جنوبي العاصمة.
واثناء رحلته التي استغرقت سبع ساعات توقف فرانكس في جنوب العراق لزيارة قادة عسكريين بريطانيين يديرون معركة السيطرة على مدينة البصرة التي تقترب الآن من نهايتها ثم طار الى النجف للقاء قوات امريكية.
من جهة اخرى أكد اطباء المستشفيات في بغداد انه لم تعد لديهم القدرة على استقبال الاعداد الكبيرة لضحايا القتال من العسكريين والمدنيين.
وذكر راديو لندن امس الثلاثاء ان الارهاق اصاب الجراحين وان الادوية بدأت في النفاد وان العمليات الجراحية تجرى بدون تخدير المصابين.
واشار الراديو الى ان الدماء تكسو ارضية بعض المستشفيات.
وأوضح مسؤولون في مستشفى الكاظمية انهم عالجوا اكثر من ثلاثمائة حالة طارئة خلال اليومين الماضيين.
|