عندما تكتب عن العراق فإنك تكتب تاريخاً وحضارة
وعندما تقرأ عن العراق فإنك تقرأ مجداً تليداً
وعندما تسأل عن اهل العراق فإنك تسأل عن ذرى الهمم الذين ظلوا عبر العصور مستقبلين ما يحل ببلادهم من نكبات برباطة جأش.
العراق.. وأي تاريخ.
وأي حضارة..
وأي شعب..
صفحات من الماضي..
مشرقة..
متوهجة يفوح منها عبق تاريخ بني العباس في مجدهم الاول.
الان وفي ظل ظروف العراق، لا يجد المرء مناصاً من ان يلوذ بالصمت، ونحن نعيش مناخ «ذل» العرب، والصمت في هذه الحالة ابلغ من التعبير.
اللحظات الحاضرة التي تسعى الكتابة الى تجسيدها او وصفها هي لحظات محبطة، وموجعة، ولغة القهر لما يحصل للعراق وشعبه هي اللغة السائدة.
الرؤيا منكسرة بفعل حضور الصور البشعة التي تتناقلها وسائل الاعلام عن الموت الذي يمارس في العراق، ومعها تظهر الصورة المكشوفة غير المستورة عن الغرب وحقده الدفين على العرب والاسلام.
ذل العرب كبير، وهوانهم اكبر، ولا أعتقد ان التاريخ سوف يسجل هواناً اكثر من هذا والذي نال العرب عبر تاريخهم الحديث والمعاصر.
وأي مستقبل ينظر إليه العرب، وهم اذلاء.. جبناء..
واي تاريخ سوف يكتب، والغزاة يخططون لتدمير عاصمة الرشيد، ثم تغيير هويتها بإعادة اعمارها.
الشرخ يتسع في جدار البيت العربي، وليس هنالك من يحاول ترميم الصدع ، وكيف يمكن النفخ في روح امة شاخت وضعفت وانقسمت وهانت على نفسها، وشغلت عن اعدائها، ولم تستطع الذود عن حمى الامة وموروثاتها وثوابتها.
من يوقظ الحس العربي فينا؟
واي قيمة للانسان فينا؟
وماذا تقرأ أجيالنا القادمة. سوى تاريخ الخزي والعار لامة اختارت ان تكون في الهوان.
|