Wednesday 9th april,2003 11150العدد الاربعاء 7 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلا تردد بلا تردد
تشويّه ومسخ
هدى بنت فهد المعجل

ليس ثمة ما يغري على البوح، وفم الزمان مكبّل..!
ليس ثمة مايغري على التقدم، والدوافع معاقة..!
ليس ثمة مايغري على شيء، والحقيقة لاشيء..!
إذاً كيف تشتهي الحياة، والغثيان جيوش أنت بخيلها ورجلها على كل مافيك؟
تفرّس وجوه من حولك.. تأمل ملامحهم.. هل تفصح لك عن دواخلهم..؟
ذاك الذي هو الآن يبتسم لك.. هل تجد في ابتسامته إمارة رضى عنك.. أم ملامح استهزاء توارت خلف ابتسامة صفراء؟
من أفصح عن محبته لك.. وفقدك ساعة غيابك عنه.. هل واصل قطع مشوار محبته.. وان بدا «للوهلة الأولى» طويلاً.. وعراً.. أم تراجع أمام أول إشارة تحويلة اعترضت طريقه..؟
وإذا انصاح للتحويلة.. وواصل المشوار قفل راجعاً من حيث أتى دون ان تعلم لماذا.
أمعن النظر في الوجوه مرة اخرى، تجدها بفعل التلاعب، مشوهة، ممسوخة حد غياب المعالم. وضياع الملامح.. كل ما هو محسوس فيها تبلّد.. وما تلمسه مفتعل.. فترة حفظه قصيرة للغاية، فما يلبث العفن إلا ان يبدوا على السطح ممتداً للعمق.. ونسبة ظهوره على السطح لاتقارن بما امتد للعمق، وتأصل.. وما اتضح على السطح.. لم يتضح إلا بعد ان استشرى داؤه في العمق، وتمدد، وتجذّر بهيئة، ووضعية يصعب اجتثاثها.
تفرّس وجوه من حولك.. ولا تغتر إن بدت نواجذهم..!.
في محيط الأسرة.. في مجال العمل.. في اماكن تتكرر فيها التجمعات الجسدية.. ماتراه ظاهراً للعيان لاينبئ عن الداخل.. او قلما ينبئ عن الداخل.. حتى أنت حينما تتعامل مع فلان.. وتخاطب فلانة.. لاتظهر كما انت في الداخل..!!
لماذا؟؟
أجب نفسك.. لاتجبني لقلقي المركب حيال وجع الإجابة..
فمن يمتلك جرأة الإفصاح عما في داخله لفلان مهما كان حجم الألم مما سيفصح عنه!!!
وكم نسبة الخسائر التي سنحصدها لو افصحنا عما بداخلنا لفلان بحرية لا تردد فيها.. او افصح عما بداخله لنا بحرية «كذلك» لاتردد فيها.
«العراق» عندما غزا الكويت عام 90م وزعزع امن المنطقة بغطاء امريكي.. هل كان يتوقع ان يأتي وقت يناله نصيب من الغزو الامريكي؟؟!
هل أفصحت الملامح الامريكية عن ما يضمره بالداخل للعراق..!!
الوضع البشري متأزم للغاية..
الوضع البشري بكافة طبقاته.. ومستوياته.. وشعوبه.. واجناسه.. وتعاملاته، متأزم.. بل فوق خط التأزم بأميال لا تحصى..
فهل نركض للعزلة.. ونستأنس بالصمت.. وتنشئ لنا ابراجاً عاجية لا يسكنها سوانا.. ولا يرتادها جنس مخلوق كان..؟!
اترانا نكتفي بمعاقرة الكتاب.. ومصاحبة القلم والورقة.. ومجالسة الحاسوب بشبكته العنكبوتية..
ربما نجد في معاقرة الكتاب.. ومصاحبة الحبر، وبياض الورق سعادة لا تدانيها سعادة، واطمئنان لا قياس له.. طالما ان وجوه من حولنا، رغم تفرسنا لها لاتفصح لنا عن دواخلهم مهما تعمقنا في دراسة «علم النفس» وجدفنا في بحوره وشواطئه.

فاكس 8435344-03

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved