إن معظم الدراسات والأبحاث المتقدمة عن مرض السرطان تؤكد وجود سبل وطرق تمكننا من حماية أنفسنا من خطر السرطان، وهذا بالتأكيد يدعونا للتفاؤل خصوصا إذا علمنا أن هذه الطرق هي عبارة عن تنظيم غذائنا بشكل مدروس ومتوازن. وقد حددت هذه الأبحاث 6 خطوات بسيطة وباتباعها نكون قد طبقنا نظاماً غذائياً مثالياً جداً.
1- تنويع الأطعمة: من المؤكد أنه لا يوجد نوع واحد من الطعام يمكنه مد الجسم بجميع العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على سلامته، ولذلك من الضروري أن يشتمل غذائنا على، الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة، واللحم الأحمر، والدجاج المنزوع الجلد، وكذلك الأسماك والبقول والحليب المخفف الدسم ومشتقاته.
2- المحافظة على الوزن المثالي: تعتبر زيادة الوزن السبب الرئيسي والمباشر لمعظم الأمراض، وهذه الحقيقة أصبحت مؤكدة ومعروفة لدى الجميع، وقد تنوعت الأساليب التي تساعدنا في المحافظة على الوزن المثالي وكلها في متناول اليد، ويبقى علينا المبادرة.
3- تخفيف كمية الدهون المشبعة والكوليسترول: إن زيادة نسبة هذه الدهون في الجسم يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي والقولون والبروستاتة. لذلك أن يحتوي غذائنا على كميات مخففة وبالقدر الذي يحتاجه الجسم من هذه الدهون سيحمينا بإذن الله من هذه الأمراض.
4- تناول الأطعمة الغنية بالألياف والنشويات: ينصح الاخصائيون بتناول كميات جيدة من الفواكه والخضار والبقول والحبوب الكاملة، حيث اتباع حمية كهذه تقلل إلى حد كبير من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
5- تخفيف الحلويات والمعجنات: كما هو معروف أن الأطعمة الغنية بالسكريات لها تأثيرات سلبية على الأسنان، هذا بالإضافة إلى إحتوائها على كميات مرتفعة من الدهون وقد عرفنا خطورة ذلك، كما أن الأطعمة الغنية بالسكريات تفتقر إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية المفيدة للجسم.
6- تخفيف ملح الطعام: إن ارتفاع كمية ملح الطعام في الحمية الغذائية تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم والذي إذا لم يعالج قد يسبب حدوث نوبة قلبية أو جلطة دماغيه أو مشاكل في الكلى.
ما هي الأطعمة الواجب تنظيمها في غذائنا والتي لها علاقة بأمراض السرطان؟
1- الألياف: وهي مادة من الخلايا النباتية التي لا يمكن للجهاز الهضمي عند الإنسان أن يفككها كليا، وبذلك تساعد على تحريك الطعام في الجهاز الهضمي حتى خروجه من الجسم. ولزيادة نسبة الألياف في غذائنا علينا اختيار الأطعمة التالية: الخبز والأرز والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة، والفواكه والخضار الطازجة أو المثلجة مثل، التفاح والخوخ والمشمش والبرقوق، والملفوف والطماطم والخيار، والبقوليات كالحمص والفول والعدس.
2- الدهون: إن اتباع حمية غذائية مخففة الدهون تقلل من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية، إضافة إلى أنها تساعد على المحافظة على وزن صحي ومثالي وهذا بالتالي يحمي من الإصابة بالنوبات القلبية والجلطة الدماغيه. ولكي نخفف الدهون في غذائنا علينا اتباع التعليمات التالية: اختيار اللحم الأحمر أو الدجاج أو الديك الرومي، ويجب نزع القطع الدهنية الظاهرة قبل وبعد الطهي، وعلينا اختيار الأسماك الطازجة أو المثلجة والابتعاد عن المعلبة بالزيت. وأهمية تناول اللحوم لاحتوائها على بروتينات وفيتامينات وأملاح معدنية كالحديد والزنك، وهي مكونات ضرورية لحمية متوازنة، وفي حال الرغبة لتناول وجبات خفيفة يفضل اختيار الفواكه والخضار بدلا من المعجنات والحلويات، كما يجب تناول الحليب ومشتقاته المخفف الدسم، حيث أن الحليب يحتوي على عدة مغذيات أهمها الكالسيوم وهو ضروري لنمو العظم وحمايته من الترقق، ويفضل اختيار صلصات للسلطة مخففة الدهون واستعمال طرق لطهي الأطعمة خفيفة دون استعمال السمنة أو الزبدة والمرغرين، وإضافة مطيبات خالية من الدهون كالبهارات والليمون والأعشاب.
3- الفيتامينات: هناك بعض أنواع من الفيتامينات مثل (أ) و (ج) لها أهمية كبيرة في الحد من الإصابة ببعض أنواع السرطان، والعكس صحيح إذ إن اتباع نظام غذائي لا يحتوي على كمية كافية من هذه الفيتامينات يزيد من نسبة الإصابة، وتحتوي الخضار على نسبة مرتفعة من هذه الفيتامينات خصوصا ذات الأوراق الخضراء منها كالسبانخ والملوخية والجرجير، والملفوف والقرنبيط، وكذلك الفواكه ذات اللون الأحمر مثل البرتقال أو اللون الأصفر مثل الحمضيات.
ما هي الطريقة السليمة لتغيير عاداتنا لتنظيم اتباع هذه الخطوات؟
من الطبيعي أن لا تتم عملية التغيير بين ليلة وضحاها، ولكن بطريقة التدريج حيث نبدأ بإضافة نوع من الفاكهة أو الخضار يوميا، كذلك أثناء التسوق علينا التنويع في الأصناف المشتراة، حيث نختار الحليب ومشتقاته المخففة الدسم، واستبدال الخبز الأبيض بالخبز البر أو الأسمر، كما نستبدل طريقة الطهو بالسمن باستعمال الشوي أو السلق أو التحمير في الفرن، مع مراعاة عدم وصول النار مباشرة للطعام وذلك باستخدام الألمونيوم مثلا، لأن النار المباشرة والحرارة قد تكون مضرة بالطعام.
ويجب علينا أن نذكر دائما بأن اتباع حمية غذائية يعتبر نصف المشوار للوصول إلى المحافظة على الصحة الجيدة والنصف الثاني والذي لا يقل أهمية هو ممارسة التمارين الرياضية يوميا وذلك لضمان استمرار الصحة الجيدة إضافة إلى المحافظة على الوزن المثالي، وإضافة لكل ذلك المتابعة الدورية لصحتنا.
ديان كنج اخصائية التغذية العلاجية / عالم الحمية مستشفى المركز التخصصي الطبي
|