يتم تشخيص حوالي (10) ملايين حالة درن سنويا حول العالم، ويقضي المرض على حياة ما يقارب (2 ،5) مليون شخص. ومرض الدرن ينتج عن بكتيريا حيث تنتقل عن طريق التنفس لتسبب إلتهابا رئويا يسمى (السل) كما أن المرض قد ينتشر في الجسم ليصيب أعضاء أخرى مثل الدماغ، والغدد الليمفاوية، والكبد، والمفاصل مسببا إلتهابا في هذه الأعضاء.
لقد بدأ استخدام الأدوية في علاج مرض الدرن منذ ما يقارب (50) عاما، وخلال هذه الفترة مر المرض بمراحل عديدة، وأجريت عليه دراسات وأبحاث مكثفة، ومع التطور العلمي الهائل أدى في النهاية إلى تقدم كبير في وسائل تشخيص هذا الداء وطرق علاجه.
وقد أشارت تقارير صادرة عن المكتب الإقليمي لشرق المتوسط والتابع لمنظمة الصحة العالمية إلى أن ثلث سكان العالم معرضون للإصابة بعدوى عصيات السل، وأنه من المتوقع أن يصاب بهذه العدوى خلال العشر سنوات القادمة ما يقارب (300) مليون شخص على مستوى العالم.
ومما لا شك فيه أن وزارة الصحة تبذل جهودا استثنائية لمحاصرة هذا المرض والقضاء عليه وذلك من خلال التركيز على برامج التوعية للجمهور عن أسباب هذا المرض ومخاطره، ولعل من أبرز هذه الجهود إنشاء البرنامج الوطني لمكافحة الدرن بالمملكة العربية السعودية والذي ساهم إلى حد كبير في مكافحة هذا المرض الخطير ومنع انتشاره.
وتتواصل هذه الجهود المميزة بتنفيذ عدد من البرامج التوعوية بمناسبة اليوم العالمي للدرن، حيث تتمثل في إقامة ندوات طبية يتحدث من خلالها عدد من المختصين، إضافة إلى تنفيذ خطة توعية شاملة لبيان أضرار وطرق الوقاية من هذا المرض. حيث بلغ عدد الحالات المكتشفة خلال العام 2001م حوالي (3327) حالة.
ومن الجدير بالذكر أن معدل تغطية علاج مرض الدرن في السعودية من خلال تطبيق استراتيجية المعالجة قصيرة الأمد وتحت الإشراف المباشر قد ارتفع من (48%) في عام 1999م ليصل إلى (100%) اعتبارا من عام 2000م.
وانطلاقا من هذا كله فإنه تقع على عاتق جميع القطاعات الصحية المعنية ومن ضمنها القطاع الطبي الخاص القيام بدور مميز وفاعل في السيطرة على هذا المرض الخطير، والعمل على منع انتشاره حتى لا يصبح وباء يهدد البشرية برمتها.
(*) مدير عام المستشفى
|