Tuesday 8th april,2003 11149العدد الثلاثاء 6 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التهاب الجيوب الأنفية... الأعراض والمسببات التهاب الجيوب الأنفية... الأعراض والمسببات

  تعتبر التهابات الجيوب الأنفية من المشاكل الشائعة الانتشار، ولعل من أهم الأسباب التي تجعل المصابين بهذه المشكلة لاستشارة الطبيب المختص بأمراض الأنف والأذن والحنجرة هو الشعور بالصداع المزمن والذي يزداد عند الانحناء وخاصة عند السجود في الصلاة، بالتأكيد هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى هذا الإحساس، إضافة إلى تاريخ المرض والذي له أهمية كبيرة في تحديد هذه العوامل وبالتالي الوصول إلى تشخيص سليم ومن ثم العلاج الفعال بإذن الله.
ولقد أدى التطور العلمي في هذا العصر إلى حدوث تقدم سريع بعالم المناظير الطبية وخصوصا المنظار الأنفي، وكذلك التقنية الحديثة للأشعة الطبقية. إضافة إلى استخدامات الليزر في المجال الطبي، كل ذلك كان له الأثر الإيجابي في الوصول إلى التشخيص الدقيق لمعظم أمراض الجيوب الأنفية ومما لا شك فيه أصبح العلاج أكثر فعالية سواء العلاج الطبي أو الجراحي بواسطة الليزر أو المناظير.
*ما هي العوامل المؤدية لالتهاب الجيوب الأنفية؟
هناك عوامل عديدة، منها الحاد ومنها المزمن. ومن أهم هذه العوامل أن يتعرض الإنسان إلى التهاب حاد للجيوب الأنفية كنتيجة للإصابة بالبرد أو الأنفلونزا والتي لم تؤخذ بجدية وتعالج علاجا صحيحا، وغالبا ما تدوم الإصابة لأكثر من 5 أيام أو تتكرر الإصابة أكثر من 3-4 مرات سنويا، حيث ينتج عن ذلك التهاب تطول المعافاة منه ويحتاج المريض إلى المضادات الحيوية لكي يشفى من هذا المرض المنتشر عالميا.
ما هي المؤشرات الدالة على وجود إلتهاب بالجيوب الأنفية؟
1- آلام بعظام الوجه وخاصة بين العينين وفوق العينين وتحت العيون، حيث موقع الجيوب الأنفية.
2- إفرازات أنفية صديدية
3- إنسداد بالتنفس من الأنف.
4- انعدام أو انخفاض بحاسة الشم.
5- شعور المصاب بخمول عام وكسل.
6- ارتفاع متوسط لدرجة حرارة الجسم.
* ما هي مراحل تطور المرض؟
عادة ما يبدأ الالتهاب باحتقان بالأغشية المخاطية حيث يؤدي إلى شعور المريض بالإعياء فجأة مع ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم، وبعدها مباشرة يحدث إنسداد بالأنف مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس عن طريق الأنف، ونتيجة لذلك تنتفخ الأوعية الدموية وخاصة الليمفاوية منها ومن ثم نلاحظ ركود للدم بالأوعية الدموية والليمفاوية بالأنف والأغشية المخاطية وتتكاثر بعدها الإفرازات الأنفية، وعندما يقوم الطبيب المختص بالكشف على المريض يشاهد هذه التغيرات، كما يلاحظ من خلال الأنف إحمرار شديد بالأغشية المخاطية وتضخم بالأوعية الدموية، وهذا يؤدي إلى كسل بالحركة الدائمة للشعيرات الموجودة عادة على الأغشية المخاطية. وهذا التطور يعرف بالالتهاب الحاد للجيوب الأنفية، فإما أن يتم الشفاء التام منها، أو يحدث التهاب مزمن بالجيوب الأنفية ومن علاماتها زيادة في الإفرازات خصوصا عند الصباح نتيجة للتعب والمعاناة طوال الليل من الإنسداد في التنفس مع سعال مصحوب ببلغم.
ومع وجود هذه الإفرازات الكثيرة يجعل من السوائل الموجودة بالجيوب الأنفية وسط ملائم لجذب الميكروبات والبكتيريا، ومن هنا تبدأ المعاناة الطويلة الأمد للمرض.
*ما هي الأسباب المؤدية لكسل الجيوب الأنفية لطرد هذه الإفرازات؟
1- أسباب عضوية مثل: انحراف بالحاجز الأنفي، وانتفاخ بالقرنيات الأنفية وخاصة الوسطى منها، وكذلك إنسداد بمجرى فتحات الجيوب الأنفية.
2- أسباب ناتجة عن أمراض وراثية مثل: وجود شلل بالشعيرات القاذفة للإفرازات المتراكمة على الغشاء المخاطي Immotile Cilia Syndrome، وظاهرة ينج المعروفة Young's Syndrome
3- أسباب ناتجة عن وجود أمراض مزمنة بالجسم مثل: مرض السكري، التهاب الغدة الدرقية Myxoedema، ووجود أكياس متليفة بالجيوب الأنفية Cystic Fibrosis
4- أسباب ناتجة عن عوامل بيئية محيطة بالإنسان مثل: نسبة الرطوبة، إدمان المخدرات، الحرارة العالية، رحيق الأزهار، العفن، وجود حيوانات أليفة في المنزل، إنتشار الميكروبات House Dust Mites
*ما مدى فعالية عملية تنظيف الجيوب الأنفية وفي أي مرحلة تتم؟
من المؤكد أن الإصابة بالجيوب الأنفية للمرة الأولى لا يتطلب إجراء تنظيف للجيوب الأنفية بالمنظار، كما أن هناك اعتقاد بأن كل التهاب بالأنف أو الحلق يسمى إلتهاب بالجيوب الأنفية وهذا غير صحيح واعتقاد خاطئ. ولكن تكرار حدوث الالتهابات بالأنف والحلق لعدة مرات سنويا وفي أوقات متفرقة، ومع زيادة العوامل المؤدية إلى الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، هو الأهم للأخذ بالاعتبار إذ إنها عوامل تؤدي فعلا للإصابة بالتهاب مزمن بالجيوب الأنفية، وهنا تأتي ضرورة أن يتم التشخيص الدقيق لحالة المريض بواسطة الطبيب المتخصص بالمناظير الأنفية، وإذا تبين للطبيب استمرار هذه الالتهابات لأكثر من ثلاثة أشهر، يتأكد التشخيص الدقيق لحدوث الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية المزمن، وهنا تصبح عملية تنظيف الجيوب الأنفية بالمنظار ضرورية.
* هل الأطفال معرضون للإصابة بهذا الإلتهاب؟
يصاب الأطفال بهذا الالتهاب خصوصا الذين يعانون من الشخير طوال الليل، وعدم القدرة على النوم بنعومة وسهولة وكذلك الذين يشكون من التنفس عن طريق الفم بدلا من الأنف، حيث ان هؤلاء يعانون من تضخم في اللحميات الموجودة خلف الأنف والتي تؤدي إلى انسداد لقنوات تصريف الإفرازات من الجيوب الأنفية وبالتالي حدوث إلتهاب الجيوب الأنفية، وفي مثل هذه الحالات كاللحميات العنقودية والأكياس الوراثية والنواصير، لايمكن شفاء الطفل منها بالعلاج العادي، لذلك يتم استئصالها بالعمليات الجراحية لكي يتعافى المريض. مع العلم بأنه في وجود تضخم في الجيوب الأنفية والأغشية المخاطية يجب أن يعطى الوقت الكافي من العلاج لكي تشفى الحالة قبل التدخل الجراحي، كما أن الأدوية والعلاجات ضد الحساسية لا شك تعمل على التقليل من حجم الحميات العنقودية ولكن لا تنهي المشكلة تماما.
*ما هو العلاج لالتهابات الجيوب الأنفية؟
إن عملية تنظيف الجيوب الأنفية بالمنظار الأنفي يعتبر من أفضل الطرق للتخلص من هذه المشكلة، إذ أنه يؤدي إلى تحسن كبير في حالة الأغشية المخاطية المصابة، وكذلك الحد من التهابات الأغشية المخاطية، إضافة إلى التخفيف بدرجة كبيرة من أعراض الالتهابات.
كما أن إجراء الفحص بواسطة المنظار للجيوب الأنفية بالعيادة له فوائد كثيرة خصوصا مع الحالات التي لا تستجيب مع العلاجات الطبية، حيث من خلال المنظار يمكن تحديد العوامل المساعدة على حدوث الإصابة، وكذلك إمكانية أخذ عينة من الجراثيم الموجودة في الجيوب الأنفية لعمل التحاليل المطلوبة، إضافة لذلك إجراء العلاج المطلوب في نفس الوقت.

د. شكري محمود حماصني
استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة وتنظير وجراحة الجيوب الأنفية /مستشفى المركز التخصصي الطبي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved