** يدور اهتمام معظم الصحف العالمية حول معركة ما بعد الحرب، وفيما تفكر أمريكا بجدية في مرحلة اعمار سياستها الخارجية، تتنافس الدول الأخرى للفوز بحصص الاعمار، وطغى على الصحف بشكل عام طابع حرب الأخبار المتناقضة عن سقوط المطار، وأنباء استرداده، واحتلت الأوضاع الانسانية وحقوق الانسان جانبا مهما من تغطيات الصحافة الدولية. وظلت انتقادات الحرب غير النظيفة.. والأسلحة الغبية التي حصدت النساء والأطفال والرضع ومخاوف اتساع رقعة الحرب تجلب المزيد من التوقعات السيئة لمآل الأحداث. كما أشارت بعض الصحف إلى أن ظهور صدام في شوارع بغداد بدد نشوة النصر التي ارتسمت على وجوه مسؤولي الإدارة الأمريكية، وباتت تلوح صور فيتنام أمام مخاوف الحرب الاعلامية.**
البوسطن جلوب
تابعت الصحيفة سير العمليات العسكرية الجارية في العراق، وركزت على معركة العاصمة وقالت تحت عنوان «القوات الامريكية سوف تلجأ لعنصر المفاجأة والسرعة للسيطرة على بغداد»: إن قادة القوات الامريكية قد يختارون استراتيجية تقليدية فيها نوع من التروي تتضمن الانتظار مدة اسبوعين حتى يتم تأمين وصول قوات اضافية، وتابعت الصحيفة القول إن القوافل العسكرية الامريكية المسلحة التي تطوق العاصمة العراقية تعتبر نموذجاً صريحاً للخطة العسكرية الامريكية للإطاحة بالرئيس صدام حسين إذ إنها سوف تعتمد على احسن تقدير، السرعة والمفاجأة لخلق حالة من التشويش لدى الطرف الآخر ثم استنزاف قواه وأخيراً القضاء على قدرته القتالية.
واشارت الى ان الساعات التي سوف تسبق دخول بغداد ستضمن قصفاً جوياً مركزاً لمدة 24 ساعة ثم دخول قوات برية خاصة وضباط من السي.اي.ايه بحيث تكون الضربات جوية وبحرية في آن واحد مع فرض كردون او حصار محكم حول بغداد لمنع خروج اي مسئول او عنصر مقاوم.
واختارت الصحيفة عنوان «القوات الامريكية تهاجم بغداد والنهاية باتت وشيكة لتقول ان الضربات الجوية على بغداد تم تكثيفها مما اوقع ضحايا كثيرين من الجنود والمقاومين العراقيين داخل وحول العاصمة في اول خطوة من عملية الاجتياح».
شيكاغو صن تايمز
شاركت الصحيفة غيرها من وسائل الاعلام الامريكية في الحديث عن قرب المعركة الحاسمة في العراق، وقالت إن هناك تصورات للمسئولين الامريكيين حول مهام صغيرة جديدة ومؤثرة في الحرب الحالية بحيث لا تترك شيئاً غير متوقع في اشارة الى ان التجهيزات تجري على قدم وساق قبيل الاختراق المنتظر لبغداد.
واكدت انه بعد 19 يوماً من بدء المعركة فإن العمود الفقري للقوات العسكرية العراقية لم يعد بالشكل الذي كان عليه من قبل، كما ان الجيش العراقي لم يعد وحدة قتالية منظمة.. وتحدثت عن الضربات القوية على الجيش النظامي والوحدات شبه العسكرية الاخرى.
ولفتت الصحيفة الانتباه الى المجندة الامريكية جيسكا لينش التي تم انقاذها من الاسر وكيف أنها تعالج حالياً في مستشفى امريكي بإحدى القواعد العسكرية في المانيا وان صحتها تتحسن غير انها حزينة بسبب موت صديقتها المجندة لورى بيستيوا التي قتلت في العمليات العسكرية الاخيرة، وان الاطباء يحاولون التخفيف من هذه الصدمة حتى تجاوز ازمتها الصحية.
واهتمت الصحيفة كذلك بالانباء الواردة عن مطار بغداد إذ ابرزت تصريحات وزير الاعلام العراقي سعيد الصحاف بشأن استرداد المطار من يد القوات الامريكية، في الوقت نفسه نشرت فيه تصريحات مسئولين امريكيين أكدوا فيها ان المطار تحت السيطرة.
وكانت الافتتاحية بعنوان «بعد النصر.. على أمريكا إعادة إعمار العراق» وذكرت الصحيفة انه قبل بدء الحرب «كنا نعتقد ان الحرب سوف تكون قصيرة، لكن هذا الكلام تبخر في الهواء، ومع ذلك فإن الشواهد تؤكد على قرب انجاز المهمة مع معدل خسائر غير قليل نسبياً، وعلينا الحذر من معركة بغداد المنتظرة إذ إن الحرب العنيفة ربما تكون بانتظار جنودنا». وقالت انه يجب علينا كما فعلنا في المانيا بتخليصها من الحكم النازي ودفعها نحو الديمقراطية ان نطبق هذا النموذج في العراق، بمعنى السعي نحو ديمقراطية هذا البلد من جانب مع العمل بكل قوة نحو اعادة الاعمار لعودة الحياة الى طبيعتها. وحذرت الصحيفة من السماح بدخول اي عناصر من النظام الى الحكومة المقبلة بل محاكمة هؤلاء على الجرائم التي ارتكبوها.
شيكاغو تربيون
على صدر صفحتها الاولى نشرت خبراً نقلا عن مسئول عسكري امريكي جاء فيه أن نحو ثلاثة آلاف جندي قتل في العراق من جراء العمليات العسكرية التي تواكبت مع دخول الفرقة الثالثة مشاة التابعة للقوات الامريكية الى جنوب بغداد. ونشرت في تقريراً على الصفحة الاولى بعنوان «النيران الصديقة تقتل جنديين» اشارت فيه الى ان طائرة عسكرية امريكية ألقت بالقنابل على قافلة للاكراد وبعض القوات الخاصة الامريكية مما اسفر عن مقتل جنديين امريكيين وبعض المرافقين. اما الافتتاحية فكانت تدور حول مقتل مايكل كيلي الصحفي بالجريدة ومراسلها في العراق لتغطية سير المعارك وقالت ان سقوطه ضحية قد اعاد للأذهان الصورة غير الوردية عن الحروب التي تشن هنا وهناك مؤكدة ان الحرب مهما كان غرضها عمل يجب الابتعاد عنه.
لوس انجلوس تايمز
نقلت الصحيفة عن قادة ميدانيين في العراق ان وحدات عسكرية امريكية قد انسحبت للخلف بعيداً عن بغداد وهذا يدل على قوة المعارك وحدتها، وفي نفس الوقت يعني قدرة القوات الامريكية على تنفيذ عمليات في العمق والعودة مرة اخرى دون سقوط ضحايا.
وبعنوان «ثلاث وحدات لها هدف واحد هو بغداد» اوضحت ان الفرقتين الاولى مارينز والثالثة مشاة و 101 المحمولة جواً تخطط جميعاً لدخول بغداد بأسرع وقت مع اقل قدر من الخسائر البشرية.
واختارت الصحفية عنوان «الاكراد المتحالفون مع الولايات المتحدة يرون ان الفرصة مناسبة وقالت ان الاكراد يرون ان اللحظة التي انتظروها سنوات طويلة بدت أمامهم الآن ومن ثم فهم يسعون الى الحصول على اكبر المكاسب بعد حرمانهم من مطالبهم لعقود.
نيويورك تايمز
كان المانشيت الرئيسي للصحيفة هو أن الهجمات على بغداد تهدف الى إفقاد العراقيين توازنهم وقالت: «الضربات الجوية القوية سوف تزداد حتى يتم إضعاف قدرة المقاومة الامر الذي يهيئ الجو لدخول العاصمة بلا مشاكل منتظرة».
وفي تحليل عسكري بقلم مايكل آر جوردن قال ان دخول وحدات امريكية الى بعض شوارع بغداد يتم النظر إليه على انه استعراض للقوى والعضلات امام سكان المدينة. وقال ان القوات الامريكية اصبحت حقيقة في مداخل بغداد وسوف تقوم عما فريق بعمليات داخلها إذ إنها مصممة على هذا المسلك.
وتحدث كاتب المقال عن جولة مدتها ثلاث ساعات قام بها مع الجنود في الاماكن الجنوبية من العاصمة، شاهد خلالها عمليات عسكرية متبادلة مع مقاتلين عراقيين وقوات شبه عسكرية. ويرى ان القوات المشتركة تحاول احتلال بعض النقاط الحيوية، الاستراتيجية في العاصمة وتجعلها نقطة تمركز للجنود ورأس حربة نحو تمشيط بغداد. وعلقت الصحيفة على العمليات التي تقوم بها القوات البريطانية وقالت إن مجموعتين مقاتلتين بريطانيتين بدأتا في الاندفاع صوب البصرة في اكبر هجوم على ثاني المدن العراقية منذ بدء الحرب قبل اسبوعين وذكرت ان الدبابات والآليات العسكرية قامت بتوغل في البصرة من الناحية الغربية والجنوبية الغربية وان الاهالي قد توجهوا خارج المدينة خشية وقوع عمليات عسكرية. واشارت الصحيفة الى وصول خبراء امريكيين في التشريح الى البصرة لفحص بقايا رفات مئات الجثث التي عثر عليها في احدى القواعد العسكرية العراقية، وكانت وحدات بريطانية اثناء اعمال روتينية لها قد اكتشفت هذه الرفات في مبان معزولة بأحد المعسكرات العراقية التابعة للفرقة الحادية والخمسين مشاة ميكانيكا. وقالت إن الخبراء اكتشفوا علامات تعذيب في بعض الرفات بالموقع الذي ينظر إليه على انه مكان لارتكاب جرائم انسانية. وتنشر الصحيفة تصريحات لمسئولين عراقيين رفيعي المستوى يؤكدون فيها ان القوات العراقية والفدائيين قاموا برد القوات الامريكية عن مطار بغداد الدولي وأوقفوا تقدم هذه القوات بل ودفعوها الى مناطق منعزلة حيث استسلموا الى الجيش العراقي الذي وجه إليهم ضربات موجعة.
|