Tuesday 8th april,2003 11149العدد الثلاثاء 6 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لنضاعف إيرادات الجمعيات الخيرية لنضاعف إيرادات الجمعيات الخيرية

في رمضان الماضي، وبعد أدائنا لصلاة الظهر في مسجد العمل، قام أحد المصلين بإلقاء كلمة كان في خضمها معلومة عن أمر نادر، بل يصل إلى حد الانعدام في مجتمعاتنا الإسلامية.
تقول هذه المعلومة إن الإحصائيات قبل 15 سنة عن المؤسسات والمنظمات والكنائس النصرانية التي تعمل في مجال نشر ودعم النصرانية ومساعدة معتنقيها في جميع أنحاء العالم قد وصل عدد العاملين بها آلى عشرة ملايين شخص وبأموال مستثمرة عاملة بلغت ستين مليار دولار أمريكي!!
وما قصدته بالندرة والانعدام ليس وجود المؤسسات والجمعيات الدينية، بل هو حجم العاملين والأموال المستثمرة بها دون إغفال لفاعليتها.
تبادرت إلى ذهني هذه المعلومة قبل فترة، وأنا اطلع على ما نستطيع تسميته تقريراً في صفحة المحليات بجريدة الجزيرة عن أعمال جمعية خيرية في مكة المكرمة التي ذكرت عدداً من أعمالها نتيجة حصولها على (إيرادات) بلغت خمسة عشر مليون ريال، ومن ضمنها فك ثلاثين سجيناً من سجناء الحق الخاص وغيرها من الأعمال.
والإيرادات بالمعنى المحاسبي الصحيح هي نتائج الأعمال سواء الناتجة من بيع السلع أو تقديم الخدمة غير أن الخبر أورد أن هذا المبلغ حصل عن طريق التبرعات والصدقات والهبات.
ولا يخفى على كثيرين من المطلعين على أسواق المال والأعمال خصوصاً في السعودية حجم رؤوس الأموال المستثمرة في بعض الشركات التي قد لا يتجاوز بعضها المليون ريال أحياناً، يصل حجم العاملين في بعضها إلى المئات وتعاملاتها السنوية إلى عشرات الملايين وأرباح توضع تحت بند الستة أصفار.
وإذا وضعنا أسوأ الاحتمالات عند استثمار مبلغ (الإيرادات) فقد ينتج منه أربع إلى خمس شركات داعمة للنشاطات الخيرية والدينية والاجتماعية أيضاً من فك السجناء وكفالة الأيتام والفقراء والمعوزين وغيرهم ممن يستحقونها إلى دعم وتشجيع الدعاة.
فبدلاً من إطلاق ثلاثين سجيناً يصبح لدينا ستون مثلاً، ومن كفالة مائة يتيم إلى الضعف وقس على ما تبقى.
وهذا لا يعني أن نتوقف عن الصدقة فديننا دين العطاء والبذل إلا أننا يجب أن نعترف أن اليهود والنصارى تفوقوا علينا في هذا المجال وبمراحل للأسف الشديد، وهذا سوء منا لا سوء بما عندنا.
فهم رغم ما تدره استثمارات وأعمال كنائسهم ومؤسساتهم ومنظماتهم الدينية من أموال على نشاطاتهم التنصيرية فهم مستمرون في ضخ الدعم والمساندة المادية والمعنوية لها رغم هشاشة ما يؤمنون به فكيف بنا أمة الحق؟
تطوير هذه المشاريع وتنميتها وزيادتها تستدعي الاستمرار في البذل والضخ، وفتح جبهات أخرى من جبهات الخير خصوصاً مع تفاقم معاناة العالم الإسلامي وكثرة إصابته فتلك تعيش حرباً والأخرى اضطهاداً وتلك تهجيراً.
كما أن مد التنصير يجب أن يواجه بمد أكبر أو مساو له.
فكم من مؤسسة نصرانية لديهم تملك فروعاً لها في كثير من الدول، وكم منها يملك محطات وقنوات إعلامية المقروء منها والمسموع والمرئي وكم وكم وكم.
وفي بلادنا ولله الحمد الكثيرون من المشهود لهم بالنزاهة والاستقامة دينا وخلقاً كثير منهم قد يصلح لتولي هذه المهمة سواء من رجال الأعمال أو الدعاة وغيرهم.
وهذه المشاريع لا تحتاج فقط إلى الأموال بل تحتاج إلى الأيدي العاملة لقيامها بالتالي بتوفير وتشغيل عدد كبير من أبناء الأمة والوطن.
فهل سنرى هذه المنظومة الموحدة لجميع أعمالنا وجهودنا ونشاطاتنا الخيرية الدعوية الإسلامية تحت لواء واحد متكاتفة متعاضدة داعمة لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين وصلاح المجتمعات وحالها؟
أتمنى.

يوسف الحناكي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved