نعم تستطيع أن تشارك في إيقاف الحرب بإذن الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام الاولين والآخرين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم عزيزتي الجزيرة السلام عليكم، اطلعت في اعددا سابقة على التغطية للحرب على العراق واود ان اقول بأنه لا يخفى عليك ايها القارئ ما يحدث اليوم للمسلمين سواءً في فلسطين او في العراق او في اي ارض وتحت اي سماء.. لا اريد ان اعيد عرض الاحداث فالصغير يعرف ما يحدث قبل الكبير والمرأة تعرف مثل ما يعرف الرجل من اخبار المسلمين.. ولكن ماهو دوري ودورك كمسلمين ونحن نقرأ في كتاب الله قوله وتعالى {إنَّمّا المٍؤًمٌنٍونّ إخًوّةِ ..} [الحجرات: 10] كلنا يعرف انها آية في كتاب الله، ولكن هل استشعرنا مراد الله فيها وهل تمعنا في معنى قوله {إخًوّةِ} لا..الا من رحم ربي والواقع اكبر شاهد على ذلك. كيف تستطيع ان تشارك في ايقاف الحرب ورفع البلاء عن المسلمين، وقبل ان تسأل: كيف ذلك؟ اعلم رحمك الله ان الله يقول {لا يٍكّلٌَفٍ اللّهٍ نّفًسْا إلاَّ وٍسًعّهّا..} [البقرة: 286] اي ان المشاركة تكون في حدود الاستطاعة. الى كل مسلم رضي بالله رباً وبالاسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً تستطيع المشاركة في رفع البلاء عندما تقلع عن ارتكاب المعاصي والذنوب وتستغفر الله لانه يقول {وّمّا كّانّ اللهٍ لٌيٍعّذٌَبّهٍمً وّأّنتّ فٌيهٌمً وّمّا كّانّ اللّهٍ مٍعّذٌَبّهٍمً وّهٍمً يّسًتّغًفٌرٍونّ} [الأنفال: 33] وعندما نرفع ايدينا للذي امره بين الكاف والنون وندعوه مخلصين وعندما نذكر الناس بالتوبة والرجوع الى الله. وعندما نقوم في آخر الليل ونعترض لقوله تعالى هل من داع فأجبه - هل من سائل فأعطيه - هل من مستغفر فأغفر له - نعم يا رب دعوتنا ان ترفع البلاء عن امتنا وتذكر قول عمر بن الخطاب: اني لاحمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء. كل واحد منا في ميدان عمله يمكن ان يشارك في ايقاف الحرب - بتذكير طلابك في مدرستك بالاستغفار والدعاء، ان كنت معلماً.. وكذلك الموظف مع زملائه في العمل. ولو كنت بائعاً في متجرك مع تذكير الناس بقوله تعالى {وّاعًتّصٌمٍوا بٌحّبًلٌ اللّهٌ جّمٌيعْا وّلا تّفّرَّقٍوا..} [آل عمران: 103] . تستطيع ان توقف الحرب اذا ذكرت الناس بخطر الشائعات من باب قوله {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا إن جّاءّكٍمً فّاسٌقِ بٌنّبّأُ فّّتّبّيَّنٍوا أّن تٍصٌيبٍوا قّوًمْا بٌجّهّالّةُ فّتٍصًبٌحٍوا عّلّى" مّا فّعّلًتٍمً نّادٌمٌينّ } [الحجرات: 6] وتستطيع المشاركة في اطفاء نار الحرب بفهم قوله تعالى {وّأّن لَّوٌ اسًتّقّامٍوا عّلّى الطَّرٌيقّةٌ لأّسًقّيًنّاهٍم مَّاءْ غّدّقْا } [الجن: 16] . تستطيع رفع البلاء باذن الله بتحقيق الولاء والبراء، وكذلك اداء الصلاة في المسجد، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر..باختصار بفعلك كل ما امر به سبحانه واجتناب ما نهى عنه وذلك معنى التقوى.. اتركك الآن اخي القارئ لتراجع حساباتك.. ان كنت محسنا فالحمد لله وينبغي عليك الاستمرار على ذلك وانت تتلو قوله سبحانه وتعالى {وّاسًتّعٌينٍوا بٌالصَّبًرٌ وّالصَّلاةٌ وّإنَّهّا لّكّبٌيرّةِ إلاَّ عّلّى الخّاشٌعٌينّ} [البقرة: 45] وان كنت مسيئاً فأصلح ما بينك وبين الله وما بينك وبين خلقه.. حتى تكون مشاركاً في رفع البلاء عن امة محمد صلى الله عليه وسلم. وأسأل الله ان يردنا اليه رداً جميلاً.. - ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع الا بتوبة - قاله حبيبنا عليه الصلاة والسلام.