لا أخفيكم .. أنني من أكثر الناس نقداً للقطاعات الصحية.. ومن أكثر الناس تعاملاً وتحاوراً مع القطاعات الصحية بمختلف جهاتها وتخصصاتها، لكن الحق يقال، بأن قطاع الصحة تطور وقفز في السنوات الأخيرة قفزات رائعة على المستوى النوعي .. وتم خلال هذه السنوات المتأخرة .. إصدار الكثير من الأنظمة واللوائح التي نظمت عمل هذا القطاع .. وجعلته أكثر دقة وأكثر تنظيماً .. وبالفعل .. تحقق للوزارة ما تريده..
** ولست هنا بصدد تفصيل أو بسط الحديث عن الأنظمة الصحية التي تحققت لأنها كثيرة ومتعددة وشاملة... لكنها في الجملة .. نظمت عمل هذا القطاع وأراحت الكثير.. سواء العاملين داخل هذا القطاع أو المتعاملين معه.. من مرضى ومراجعين ومستفيدين أو مستثمرين في القطاع الصحي..
** الوزارة.. سهّلت ويسّرت الاستثمار في المجال الصحي.. وشجّعت على ذلك.. لكنها في الوقت ذاته.. ضبطته بأنظمة ولوائح صارمة.. حتى يشعر كل مستثمر.. أنه يستثمر في قطاع خطير ومهم للغاية.
** بالأمس .. كان العمل في القطاع الصحي أو التعامل معه.. شبه عشوائي.. إن لم يكن كذلك.. وكانت الأمور تسير بشكل ارتجالي.. وكان هناك هدر في الطاقات والقدرات والإمكانات والأدوية.
** واليوم .. صارت العملية أكثر تنظيماً وأكثر استثماراً لكل ما هو متاح.
** اليوم، ليس بوسع أي شخص أن يذهب كما السابق لأي مستشفى ضخم ومتخصص ويقول .. لدي مغص في بطني أو صداع في رأسي، ما لم يكن مرَّ على المراكز الطبية الأولية وشخّصوا حالته تشخيصاً دقيقاً.. ووصلوا إلى نتيجة تؤكد حاجته إلى علاج متخصص.
** بالأمس .. كان أحدهم يذهب لأي مستشفى ويحصل على كيس مليء بالأدوية.. وعندما يخرج من المستشفى يضعها في البرميل أو يرميها في الشارع أو يكومها في منزله أو مكتبه.
** واليوم .. اختلف الوضع تماماً..
** بالأمس.. كانت المسألة «اقطع كرتاً» وادخل على الطبيب..
** واليوم.. صار هناك ملفات ولوائح وأنظمة تكفل لك متابعة حالتك .. وعرض معاناتك على أكثر من طبيب.. وتشخيصها تشخيصاً دقيقاً .. وتقديم العلاج اللازم لها..
** التنظيمات الجديدة.. قضت على الكثير من السلبيات.. وولَّدت عشرات الإيجابيات.. وجعلت الناس يشعرون أنهم إزاء قطاع منظم تنظيماً دقيقاً.. وان عليهم أن ينسجموا مع هذا التنظيم.
** الآن.. تزور المراكز الصحية الأولية .. وتزور المستشفيات الكبرى.. وتجد الأمور تسير بدقة متناهية والكل.. يعرف واجبه وما له وما عليه.. والمراجع أو المريض.. يجد خدمة صحية راقية وبشكل منظم.
** إننا لا بد أن نشيد بهذه الإنجازات.. ونشيد بكل من كان وراءها.. ولا شك انها لم تكن صنع يوم وليلة.. بل كانت ثمرة جهود كبيرة من التخطيط المدروس.. الذي استغرق وقتاً طويلاً سبق صدورها.
| 
