تنشر وسائل الإعلام الأمريكية، من صحف ومحطات تلفاز نتائج استطلاعات تجريها معاهد متخصصة في البلدان العربية والإسلامية، عن الصورة الأمريكية في هذه البلدان، وكانت جميع النتائج سلبية، مما دفع تلك الوسائل ومعها المسؤولون الأمريكيون للتساؤل: «لماذا يكرهنا العرب والمسلمون»..؟!
الاجابة عن السؤال المطروح يعرفها المسؤولون الأمريكيون جيداً ومعهم كل من يتعامل مع المعلومات والإعلام، وكل من يُحَكِّم عقله في الحكم على الأمور.. والمنطق يقول: «إن أفعالك تحدد موقف الآخرين منك».. ومع أننا كنا نصارح الأمريكيين عندما يفتح هذا الموضوع، ويسألوننا: لماذا تكرهوننا، فنردُّ عليهم: «افحصوا أفعالكم.. ادرسوا مواقفكم من العرب والمسلمين.. قفوا موقفاً عادلاً من النزاع العربي/ الاسرائيلي»..!! فيردُّ الأمريكيون: «التزامنا بأمن وبوجود اسرائيل لا نقاش حوله»..!! ونردّ عليهم: «ضمان الأمن لا يعني مساندة العدوان والوقوف إلى جانب الظالم».. فيأتي ردهم: «ما تقوم به اسرائيل دفاعي وقائي»..!!
الآن تزداد الصورة الامريكية سوءاً، وتتضخم الكراهية لأمريكا، بعد مشاهدة الصور المروِّعة للحرب الأمريكية/ البريطانية ضد العراق، التي تُظهر الجنود الأمريكيين وكأنهم، وحوش كاسرة، يهجمون على البيوت فيحطمون الأبواب، ويخرجون المدنيين العُزل، طالبين منهم رفع أيديهم فوق رؤوسهم، وحتى الأطفال يطلب منهم بوحشية رفع أيديهم فوق رؤوسهم، وظهر بالأمس طفلان على شاشة التلفزيون لا يتعدى عمرهما عشر سنوات، ويطلب الجندي الأمريكي المدجج بالسلاح وبندقيته موجهة إلى رأس أحد الطفلين، وبصوت عالٍ مسموع عبر اللقطة مثيراً رعب الطفل واشمئزاز كل من رأى المنظر، والطفل المرعوب يرفع يديه وعيناه مليئتان بالرعب تبحثان عن جواب.. وعن معنى لهذا التصرف المتوحش لواحد من القوم الذين يزعمون أنهم أتوا لجلب الحرية لهم.. يستكين الطفل وأخوه الأصغر من خلفه وهما يرفعان أيديهما وخلفهما أمهما التي خضعت للتفتيش بصورة استفزازية طال أجزاء من جسم المرأة، منها موضع العورة.. ومع ذلك يكرر الجندي الأمريكي التفتيش في ذلك الموضع الحساس إمعاناً في النيل من كرامة الانسان العربي المسلم، وبعد أن تجري كل هذه الأفعال اللاأخلاقية، تحزم يدا الأب، ويغطى رأسه بكيس أسود ثم يجر أمام طفليه وزوجته بوحشية مفرطة ويؤخذ إلى حيث يزج به مع رفاق آخرين من المدنيين ..!!
هذه الصورة تتكرر في كل رسالة تلفزيونية وعلى شاشات التلفزيون العربية والأجنبية.. تجاه مدنيين يقول الغزاة إنهم جاؤوا لتحريرهم..!!
بعد كل هذه الأفعال.. وكل هذه الصور التي تثير التقيؤ.. هل يجرؤ الأمريكيون على إجابة التساؤل: «لماذا تكرهوننا»..!!
|