Tuesday 8th april,2003 11149العدد الثلاثاء 6 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اعتبره الأكاديميون الأمريكيون استهتاراً بالشعب العراقي اعتبره الأكاديميون الأمريكيون استهتاراً بالشعب العراقي
صهيوني على رأس الإدارة الأمريكية لحكم العراق

* واشنطن «أ.ف.ب»:
يتمتع جاي غارنر الجنرال الامريكي المتقاعد الذي سيصبح فعلياً الحاكم المدني للعراق بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين، بخبرة واسعة في الشرق الاوسط لكنه يثير جدلاً كبيراً بسبب علاقته الوثيقة بقطاع الاسلحة واسرائيل.
وهذا المسؤول العسكري السابق بشعره الاشقر ووجهه المستدير والذي يتمتع بروح المرح، يبلغ من العمر 64 عاماً ويتكلم اللغة الانكليزية بلهجة الجنوب الامريكي، وهو يوحي بالثقة ويرد بسهولة على الاسئلة ويشجع باستمرار مرؤوسيه المقبلين.
وقد اختير ليكون المدير المدني المؤقت المسؤول عن الجهود الاولى لإعادة الاعمار المدني والمساعدة الانسانية في العراق نظراً لسمعته الجيدة كخبير محنك في الشؤون اللوجستية، لكنه مثير للجدل.
وغارنر صديق شخصي لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد، وقد عمل في القطاع العسكري في منصب نائب رئيس اركان القوات البرية الامريكية، وقبل ذلك كان قائد الدفاع الاستراتيجي والفضاء في القوات البرية الهيئة التي انشئت في اطار برنامج الدفاع المضاد للصواريخ العزيز على قلب الرئيس الاسبق رونالد ريغن.
وفي حرب الخليج «1991» كان مسؤولاً عن انظمة صواريخ الباتريوت المضادة للصواريخ قبل ان يكلف في نهاية النزاع بضمان عودة اللاجئين الاكراد الى شمال العراق.
ويقول زملاؤه السابقون انه رجل يتصف «بالرأفة واللطف ويهتم كثيراً بشؤون العالم».
وبعد ان غادر الجيش في 1997 وبالرغم من خبرته شبه المعدومة في القطاع الخاص، عين غارنر رئيس مجلس ادارة «اس واي تكنولوجي» الشركة التي اشترتها العام الماضي المجموعة الصناعية الدفاعية «ال-3 كوميونيكيشن» المتخصصة في التحكم بالصواريخ، وغادر هذه المؤسسة في كانون الثاني/يناير الماضي.
وتثير صلته هذه بالقطاع العسكري الصناعي لادارة العراق مدنياً بعد الحرب تساؤلات عن نزاع في المصالح.
وتعيين عسكري امريكي سابق لادارة جهود لإعادة اعمار بلد بعد حرب ليس امراً جديداً «جاك كلاين عين في 1999 ممثلاً في البوسنة للامين العام للامم المتحدة»، لكن الامر الجديد هو تعيين شخص كان يقود شركة مسؤولة جزئياً عن دمار بلد، على رأس عملية اعادة اعمار هذا البلد.
وقال استاذ علم الاخلاق في جامعة بيركلي ديفيد كيرب «انه مثال رائع عن استهتارنا بالشعب العراقي، وهذا يعكس كثيراً غياب الجدية في التفكير لدى ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش».
وخلال ترؤسه الشركة نفسها اتهم غارنر الصيف الماضي باستغلال نفوذه، وقد اتهمه اللفتنانت الكولونيل السابق في قيادة الفضاء بيف بيكر بأنه حصل على عقود بقيمة مئة مليون دولار من وزارة الدفاع الامريكية «البنتاغون» مستغلاً علاقاته.
ونفى جاي غارنر ان يكون خالف القانون بأي شكل من الاشكال وهاجم بيكر في القضاء بتهمة التشهير، وتم تسوية القضية ودياً وبشكل سري خارج اطار المحاكم في كانون الثاني/يناير الماضي.
من جهة اخرى، اتهمته بعض الاوساط العربية بأنه «صهيوني» بسبب مواقفه السياسية المؤيدة لاسرائيل وعلاقاته مع المعهد اليهودي لقضايا الامن القومي.
وربما يكون هذا هو السبب الذي دفع البنتاغون الى التأكيد انه لن يبقى في منصبه اكثر من بضعة أشهر لتحل محله شخصية مدنية تتمتع بسمعة دولية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved