* دبي «أ.ف.ب»:
يعد القصر الجمهوري في بغداد الذي تدور حوله معارك طاحنة امس الاثنين من أقدم وأكبر قصور الرئيس العراقي صدام حسين وهو ربما اول قصر تم بناؤه في العراق بعد سقوط آخر ملوك العراق فيصل الثاني في عام 1958.
ويبدو القصر الجمهوري وكأنه قلعة حصينة على ضفاف دجلة وسط العاصمة العراقية، وتحيط به اسوار عالية كبيرة وبوابات ضخمة وحراسة امنية مشددة تجعل من الصعب على العراقيين رؤية ما في داخله.
ويمتد القصر على مساحة عشرات الكيلومترات المربعة على ضفاف دجلة في جانب الكرخ من وسط العاصمة العراقية بغداد بين جسري الجمهورية والجسر المعلق.
ويواجه القصر على الضفة المقابلة لنهر دجلة «في حي الرصافة» شارع ابو نواس الذي يعد من اقدم واطول الشوارع العراقية والمعروف باشجاره العالية ومطاعم السمك البغدادي الشهير «المسكوف» التي تنتشر على جنباته.
وكان شارع ابو نواس قبلة السياح الاجانب في السبعينات من القرن الماضي ولكن الحركة فيه انحسرت الى حد كبير في الثمانينات والتسعينات بسبب الاجراءات الامنية التي تحيط به والسياج الذي يحجب دجلة تماماً.
وتمنع حركة سير الناس بجوار القصر الجمهوري كما تمنع منعاً باتاً جميع انواع المركبات النهرية الصغيرة او الكبيرة قبالة القصر، ويستخدم العراقيون عادة هذه المركبات لعبور دجلة والتنقل بين جانبي الرصافة قبالة القصر الجمهوري والكرخ المجاور له.
وقبل سقوط الملكية كانت هذه المنطقة تضم قصراً ملكياً ومنازل لكبار المسؤولين العراقيين كرئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي الاسبق نوري السعيد والذي كان يسميه العراقيون «الباشا».
وبالنسبة لجميع العراقيين فهذا هو القصر الرئاسي الوحيد الذي يمكن الحديث عنه بصراحة على انه القصر الجمهوري دون ان يتعرضوا للمساءلة خلافاً لبقية القصور التي يتم التكتم عنها ويخشى العراقيون حتى النظر اليها .
وكان القصر الجمهوري يستخدم في السبعينات من قبل رئيس الجمهورية العراقي السابق احمد حسن البكر الذي كان صدام حسين نائباً له في ذلك الحين.
ويضم القصر العديد من البنايات الكبيرة كما تحيط به حديقة كبيرة واسعة خضراء لكن البناية الرئيسية للقصر تعلوها قبة خضراء من الموزاييك الذي يستخدم في معظم المساجد العراقية التقليدية. وتم مؤخراً بناء قبة مشابهة لقبة الصخرة الذهبية الموجودة في القدس فوق احدى البوابات الرئيسة للقصر.
وكانت القيادة العسكرية الامريكية الوسطى اكدت ان القصف الذي طال مرات عدة مجمع القصر الجمهوري استهدف ملجأ الرئيس العراقي صدام حسين الموجود تحت القصر.
ويقول مهندس معماري ألماني شارك في تصميم الملجأ كارل برند ايسر ان سماكة جدران الملجأ تبلغ ثلاثة امتار ويمكن ان تتحمل درجة حرارة تصل الى 300 درجة مئوية ويمكن ان تقاوم اي شيء باستثناء ضربه مباشرة بسلاح نووي بحجم القنبلة التي دمرت هيروشيما.
|