* بغداد - الناصرية - شمال العراق:
تعرضت مدينة الموصل بشمال العراق في وقت مبكر من صباح امس الاثنين لموجة جديدة من القصف الجوي من قبل الطائرات الأمريكية والبريطانية.
وبدأت تدب في المدينة حركة مرورية على الرغم من وجود القصف، حيث شوهدت السيارات والناس تتحرك بشكل عادي وان غالبية سكان المدينة لا ينظرون الى السماء في اثناء القصف او اثناء وجود او تحليق الطائرات في سماء الموصل.
وكانت الموصل ونينوى قد تعرضتا لقصف مستمر طوال الليل لم يتوقف إلا فترات قليلة.
وتفيد تقارير اخبارية ان المقاتلين الاكراد والقوات الأمريكية باتت على مسافة 10 كيلو مترات من مدينة كركوك العراقية الغنية بالنفط.
وذكر راديو لندن ان القوات الكردية في شمال الموصل أخذت تحكم سيطرتها على بلدة عين سيفين .. مشيرا الى ان اغلب سكان المدينة هربوا خوفا من المقاتلين الأكراد أو من هجوم عراقي مضاد بقذائف المدفعية.
وفي الناصرية صرح مسئول بمستشفى صدام في مدينة الناصرية بأن عدد ضحايا القتال العنيف الذي شهدته المدينة منذ بدء الحرب على العراق يمكن أن يزيد على أربعمائة قتيل و1300 مصاب.
ونقلت شبكة «سي.ان.ان» الاخبارية الأمريكية عن هذا المسئول قوله ان المستشفى يعاني من نقص الأدوية والكهرباء والمياه .. مضيفا ان معظم المصابين الذين يرقدون في هذا المستشفى فقدوا سيقانهم أو أذرعهم أي أن اصاباتهم لن تشفى مع مرور الزمن حيث لن يتمكن أطفال مصابون من لعب كرة قدم ولن تتمكن أمهات مصابات من رفع أطفالهن الرضع على سبيل المثال.
ويقول أحد الشباب المصابين عن ظروف إصابته انه كان يتناول طعام الافطار مع أفراد عائلته عندما سمع صوت طائرة هليكوبتر وبعد ذلك دوي انفجار تسبب في مصرع شقيقه واصابة والده بالاضافة الى بتر ذراعه.
وذكر طفل مصاب انه كان يسير في الشارع عندما انفجرت قنبلة بجواره وانطلقت شظاياها تجاه ساقه وذراعه.
وأفادت التقارير الصحفية أن هناك الكثير من المصابين الذين يعانون من اصابات مماثلة في هذا المستشفى.
من ناحية اخرى اعلن المتحدث باسم الفرقة الأمريكية المجوقلة 101 الميجور هيو كيت لوكالة فرانس برس ان القوات الأمريكية سيطرت على مدينة كربلاء في وسط العراق بعد ان قتلت نحو 400 مقاتل عراقي اثر معارك طاحنة دامت يومين.
واضاف الضابط الأمريكي ان اللواء الثاني في فرقته سيطر الاحد على هذه المدينة بعدما تمكن من القضاء على مقاومة حوالي 500 مقاتل موالين للرئيس العراقي صدام حسين.
وقال ان «اللواء الثاني هاجم القوات شبه العسكرية (العراقية) وقضى عليها وضمن أمن المدينة»، مؤكدا ان الجهود التي بذلها الأمريكيون «تكللت بالنجاح بعد يومين من معارك عنيفة».
واكد الضابط الأمريكي ان اقل من مئة عراقي اسروا، وقتل آخرون معظمهم في المعارك، وتابع كيت ان جنديا قتل بالرصاص السبت وجرح ثمانية آخرون خلال شن الهجوم النهائي على كربلاء.
وجرت المعارك في المدينة بين فوج المشاة في الفرقة 101 وحوالي 500 من فدائيي صدام المجموعة شبه العسكرية التي يقودها قصي صدام حسين النجل الاصغر للرئيس العراقي.
واضاف ان عددا كبيرا من هؤلاء كانوا يختبئون في المقار المدمرة لحزب البعث الحاكم بينما كان آخرون يطلقون النار من احياء سكنية.
من جهة اخرى، اكد كين ان الجنود الأمريكيين عثروا على «كميات كبيرة» من الاسلحة والذخائر بما في ذلك اسلحة نارية والغام في مدارس ومبان مدنية اخرى.
لكنه اكد انهم لم يلاحظوا وجود مقاتلين في المساجد والاماكن الدينية الاخرى وهو تكتيك دانه الأمريكيون في مدينة النجف.
وجاءت معركة كربلاء (80 كلم جنوب غرب بغداد) بعد تلك التي جرت في النجف (150 كلم جنوب) حيث قاتلت الفرقة 101 المجوقلة حوالي اسبوع.
وتبادل الأمريكيون والعراقيون في معارك النجف الاتهامات باستهداف المواقع الدينية وخصوصا مسجد الامام علي.
وتحدث الضابط الأمريكي نفسه عن «استقبال حار» للقوات الأمريكية من قبل سكان كربلاء، وقال «لقد كانوا يرفعون اشارة النصر ويرحبون بنا»، مؤكدا ان السلطات العسكرية الأمريكية ستساعد المنظمات غير الحكومية في تقديم مساعدة انسانية للسكان في كربلاء.
واوضح ان المساعدات الانسانية للنجف التي قامت القوات الأمريكية بتأمينها يمكن ان تبدأ اعتبارا من الاسبوع الجاري مع تسليم مئتي الف من عبوات مياه الشرب إلا ان ضابطا امريكيا آخر السرجنت مارك سوارت تحدث عن «جيوب للمقاومة» في هذه المدينة، مشيرا الى جرح خمسة جنود امريكيين في كمين ليلي السبت.
يذكر ان الفرقة 101 مكلفة بضمان امن المدن التي عبرتها او التفت حولها الفرقة الثالثة للمشاة الموجودة حاليا في بغداد.
وهناك عناصر من الفرقة الثالثة موجودون حاليا في مطار صدام الدولي حيث يقومون بمهمة ضمان السيطرة الأمريكية الكاملة عليه باستيلائهم على مبان ومنشآت تحت الارض في المطار.
عراقي يحمل طبقاً من البيض ويمر من أمام الدبابات الأمريكية التي تشق شوارع كربلاء
|