* بغداد أ.ش.أ:
ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الطرق المؤدية إلى المحافظات العراقية خارج العاصمة تختنق بألوف السيارات التي تحمل مليوني مواطن عراقي فضلوا الهروب من العاصمة التي تتعرض إلى القصف اليومي منذ 18 يوما وخشية أن تتحول إلى ساحة حرب صاروخية وجوية ومدفعية وقتال شوارع بالأسلحة البيضاء.
وقال مراسل الوكالة إن السيارات تقف في صفوف طويلة على الطريق المؤدي إلى محافظة ديالي المحاذية للحدود العراقية/الإيرانية وقد حمل راكبوها معهم مدخراتهم المالية وبعض الأغذية والمياه وحليب الأطفال وبعض الملابس والأغطية واستأجر المحظوظون منهم بيوتا أو غرفا في القرى الفلاحية أو بعض مقاهي الطرق الشعبية.. بينما ينام الباقون في سياراتهم أو على قارعة الطريق في ظروف قاسية وغير إنسانية وسط الظلام والقلق وانعدام المياه وارتفاع درجات الحرارة في النهار والخشية من الأفاعي والعقارب التي تنتشر في تلك المناطق.وأضاف المراسل أنه أصبح أمرا مألوفا أن ترى في بغداد سيارات صغيرة أو سيارات «بيك أب» مكتظة بالركاب ومعظمهم من النساء والأطفال وهي تحمل فوق سقوفها حقائب وأغطية وأكياسا من الأغذية الجافة التي لا تحتاج إلى ثلاجات.. والمفارقة أن كثيرين منهم بدأوا رحلة العودة إلى بغداد بعد أن طالت أيام الحرب والمعاناة دون أي أمل في وقف الحرب.وفي نفس الوقت ظل ثلاثة ملايين مواطن في العاصمة تحت القصف الصاروخي والمدفعي ووسط انقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية عن معظم الأحياء وهم ينتظرون المعركة الحاسمة في ضواحي ووسط بغداد.
ويقول معظم السكان الذين بقوا أنهم يفضلون الموت في منازلهم على الموت هربا من المحنة التي تمر بها بلادهم.
وهم يؤكدون أن بغداد التي قاومت المغول ببسالة ستصمد أمام المحتلين الأمريكيين والبريطانيين وستقاوم بشجاعة دفاعا عن تاريخها العربي والإسلامي قبل أي أمر آخر ومهما كانت التضحيات.
|