دعا الرئيس الأمريكي «جورج بوش» في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الأخير.. شعبه.. «للصلاة».. من أجل سلامة جيشه الذي يغزو العراق هذه الأيام، والوقوف حداداً على قتلاهم.
لن أخوض في صحة هذه الصلاة أو شرعيتها.. ومايحيط بها، وإنما الإشارة لما توحي إليه أيديولوجيا..
ومن جانب آخر رفض وزير خارجيته «باول» أن تحصل الدول التي عارضت الحرب على العراق.. وعلى رأس قائمتها فرنسا والمانيا وروسيا، على أية قطعة من «كعكة» الحرب التي تخوضها أمريكا وحلفاؤها في ذلك القطر العربي المنكوب بانقلاباته العسكرية التي دمرت كثيراً من معالم حياته الجميلة..
بداية من الاطاحة «بالملكية العراقية» وانتهاءً بزعامة «عاشق الحروب» المدنف بها «صدام حسين»..!
بين «صلاة بوش»..! و«كعكة باول».. اتضحت حقائق ومعالم ما كانوا يتصنعون تغليفها ب«السلوفان» اللماع.. كادعائهم أنهم يغزون العراق ليزرعوا «الديمقراطية» الغربية في ربوعه.. حتى ولو اضطروا لإسقائها «بدماء» أبنائه وأطفاله وعجائزه.. فالأمر بالنسبة لهم سيَّان.
المهم في نظرهم ان يُمرّروا الخداع تلو الخداع.. ظناً منهم أن العرب بلغوا من الخبال والهوان مايمكنهم من تصديق ادعاءاتهم وبالارتماء في أحضانهم.. كالذي يحتضن «الصلال» تحت آباطه.. وهو لايدري أية لحظة مميتة تصرعه بلدغة منها..
على ماذا تدل صلاة بوش من أجل سلامة جنوده وهم لم يسلموا من ان ينالهم نصيبهم من آثار عدوانهم على الشعب العراقي.. وإن كان بنسبة قليلة إلى ما أصاب أبناء الرافدين! وماذا تدل عليه كعكة باول..؟!
ألم يقل بوش.. إثر صدمته بتفجير الأبراج في نيويورك، ووزارة الدفاع في واشنطن.. «انها الحرب الصليبية»..؟! إذن فالحرب الأمريكية التحالفية العدوانية.. كانت بدافعين أساسيين:
** دافع ديني «صليبي».
** دافع مادي «نفطي».
وماتدعيه من محاربة الإرهاب.. بعد أحداث 11 سبتمبر.. ليس للعراق به صلة.. ولا ثبت.. بل ولا ادعت هي انه له اية يد في تلك الأحداث.
فلماذا إذن تشن عليه هذه الحرب الضروس المدمرة بدون ذنب جناه..؟ هل لأنه خاضع مستكين لحاكم دكتاتور.. يسمى صدام حسين.. وهي تريد تحريره من عنف وقسوة حكامه..؟
هاهو صدام حسين يخرج ويمشي في شوارع بغداد.. والصواريخ الأمريكية تعْوي في سمائها وأجوائها.. فلماذا لم تَصِدْه أو تقتله اذا كان هو الهدف من الحرب..؟ أليست تدَّعي أن لديها أسلحة متطورة جداً.. بحيث ترى وتسمع أبعد الاشياء وأدقها.. فضلاً عما بجسم صدام.. لو كانت صادقة وجادة في القضاء عليه..؟
إننا في المملكة العربية السعودية بخاصة وفي كل بلد اسلامي نتعاطف مع الشعب العراقي المظلوم والمعتدى عليه من قبل أمريكا.. ولا نتعاطف مع صدام حسين..! وعلى هذا فإننا نأبى أن يكون الشعب العراقي «جسراً» تعبر عليه الأحقاد والأطماع الاستعمارية.. التي تسميها أمريكا محاربة «الإرهاب»! مع أنَّ ماتقوم به امريكا من غزو مكشوف.. .وتسلُّطٍ غير مألوف في العلاقات الدولية هو في حقيقة الأمر اقسى وأفظع أنواع «الإرهاب» الدولي.
لكن أمريكا خاسرة، خاسرة إن شاء الله حتى ولو احتلت بغداد.. وسيطرت على سماوات العراق وأراضيه.. وسوف تلاقي الذي لاقته في «فيتنام» و«الصومال» وغيرهما..
فكيف لبوش أن يطلب النصر لجيشه الذي يقتل ويجرح آلاف المدنيين العراقيين بدون ذنب؟ إن منطق الحق ان يستغفر بوش والشعب الأمريكي والبريطاني، وجميع «حلفاء الشر» للشعب العراقي، وان يُعَمّروا من أموالهم وليس من نفط العراق، مادمروا.. وما أهلكوا من الحرث والنسل الانساني، إن كانت عندهم بقية من فروسية الرجال، وجميل الاخلاق.
أمَّا إشارة كولن باول الى «الكعكة» العراقية، والتي نسميها في اللغة وأحكام الحرب «قسمة الغنائم» بعد هزيمة أحد طرفيها فتعني أن هذا هو الهدف الثاني لغزو العراق.. وكفانا كذباً وخداعاً والله غالب على أمره.
|