Tuesday 8th april,2003 11149العدد الثلاثاء 6 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تفكيك الوهم ووهم التفكيك: الخطاب الثوري أنموذجاً..! 2/2 تفكيك الوهم ووهم التفكيك: الخطاب الثوري أنموذجاً..! 2/2
د. حسن بن فهد الهويمل

ومما نتفق عليه ما ينتاب الأمة من الضعف، والوهن، والهوان، والإغراق في الوهم والتوهيم، وتفرق الكلمة، وتنوع الانتماء، وتعارض المصالح، وتعدد الأحلاف، واستفحال التخاذل. وحالة موجعة كتلك، تتطلب منا ألا نيأس، وألا نقنط من رحمة الله، وألا نمارس الإحباط، وجلد الذات، ولن يتحقق الإيمان الصحيح الصريح إلا بالخوف والرجاء، والأخذ بالأسباب، وعدم الركون إليها، فالتوكل المشروع يتطلب استكمال متطلبات المواجهة. ومصدر الوهن والهوان التباس (التوكل) ب(الاتكال)، فالاتكاليون يميتون إسلامهم، بانتظار الملائكة المردفين، والمتوكلون حقاً يُعِدون ما استطاعوا من قوة، ثم يستمدون النصر والتثبيت من الله (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى).
وما أكثر الناس ولو حرصت بقادرين على التخلص من النقائض والتكتم عليها. والشفافية وتشخيص الأدواء حين يروضان على الاستكانة، واستمراء الضعف، والاكتفاء بالإسقاط والتلاوم، ثم لا يحملان على إعادة النظر في المناهج والآليات المستخدمة في قراءة الواقع وتفكيكه، والوصول إلى أدق تفاصيله، يكون التكتم خيراً منهما، فالأصل فيهما تحفيز المعنيين على جس النبض، وسبر الأغوار، والوقوف على مكامن الداء، دونما محاباة أو مجاراة. فالداء العضال لا يحسمه كتمانه:-
(واحتمال الأذى ورؤية جانيه... غذاء تضوى به الأجسام).
وسوف أضرب صفحاً عن تقصي الشواهد، لأنها مطروحة في الطريق، يتعثر بها الناس، ويتجرعون مرارتها، دونما استساغة:-
(ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى.. عدواً له ما من صداقته بد).
وليس هناك ما يمنع من استدعاء بعض الظواهر المفشلة ك:(لعبة المفاضلة) بين مشروع ومشروع و(مأزق التصدير) لتلك المشاريع، والرهان على الأشخاص على حساب القضايا، مما هو ديدن الإعلام المضلل، و(المفاضلة) و(التصدير) و(التصنيم) من لوازم العالم الثالث، المصاب بداء الشرعنة لكل فعل، قصرت أخادعه من العملقة الحضارية. وقد أومأ أحد المسكونين بوباء الانهزام عن (شرعنة الفوات الحضاري). وكل مشروع سياسي أو ثقافي أو فكري يقدمه الإعلام المزيف للوعي، ثم لا يكون الرأي العام حفياً به، يرد بالمثمنات موارد الهلكة، وبئس الورد المورود، وقد يتعثر المشروع بظروفه المحيطة، بحيث لا يكون سيئاً بذاته، إذ ربما يكون مثالياً، ولكنه فوق الطاقة، بحيث يفقد صواب التوقيت والتقدير. وقد يطلقه الماكرون، ويتلقفه المغفلون. وكم تمر بنا مشاريع سلفية ناصعة، أو قومية جادة، أو وطنية صادقة، ويكون من ورائها صهاينة بالأصالة، أو متصهينون بالمواطأة، لا يريدون من الدعم والتمويل إلا الإيضاع في الفتنة، واجتثاث ما تجذر من المشاريع، واستمرأها الناس، ولقد فعلها المنافقون من قبل، حين بنوا مسجد الضرار، ليزاحموا به أول مسجد أسس على التقوى. والذين يتقحمون المشاهد برؤية فاضلة أو مفضولة، ثم لا يتحقق شيء مما يريدون إلا بتفرق الكلمة، والتخلي عما عليه الجماعة، في زمن الغثائية وتداعي الأكلة، إنما هو جزء من الفتن، وكيف لا، والرسول قد استعدى الأمة على من يأتيها وأمرها جميع، وهو قد أخذ بالمفضول في إعادة قواعد البيت، احتراماً للرأي العام. والمتابع للغط المتعالمين وفيوض الإعلام يفزعه الطرح المحتدم والمثير والمبتسر في آن، مما ينذر بشر مستطير، وكم من مبادئ لا يتسرب إليها الشك، تتعثر بعامل المفارقة بين المثالية والواقع. ومثلما تسبق المبادئ زمنها، يسبق النوادر من الرجال زمنهم، بحيث يولدون في غير وقتهم، والمعذبون في الأرض أمام هذه المتناقضات هم العقلاء الذين يشقون في النعيم. والإشكالية التي أدت إلى ارتكاس عالمنا في الفتنة، ولم يفكر أولو الأمر في التخلص منها تعدد المشاريع، ومراكز القوى، ونزع الثقة من المرجعية الدينية، وفهم الحرية والحقوق على غير وجهها، والجدل العقيم حول مشروعية كل رأي وأهليته، والإيغال في تمجيد ذويها أو تجريمهم، حتى لكأنهم ملائكة أطهار أو مردة أشرار. والتحبس في ثنائية: الشيطنة أو الملائكية، والضلوع المدان في عملية التصدير للمبادئ والأحزاب عبر ترسانة البلاغة، أو ترسانة السلاح، فوت على الأمة فرصاً كثيرة، واستنزف كل طاقاتها. ولما نزل في مُنْخَنق الانفعال والافتعال، حبيسة اللحظة المعاشة، بحيث لا تستعيد الماضي، ولا تستشرف المستقبل. وما الحرب الحدودية والأهلية: ساخنة أو باردة إلا ترجمة فعلية لهلوسة المفاضلة والتصنيم والتصدير. وكم تكرر في القاموس السياسي الحديث مصطلح (تصدير الثورة)، الأمر الذي زج بالدول العربية في حروب طاحنة، وزرع الريبة في الصدور، وأغرى الأعداء باختراق الأجواء، والدخول بين الأخ وأخيه. ولكي تكون الأجواء ملائمة لخطيئة التصدير، كان لابد من التورط في جدلية المفاضلة. وهكذا تدخل النخب: مخدوعة أو مأجورة في هذه اللعبة الأكثر عقماً والأقل عمقاً. وتتخطى ذلك العقم والتسطح إلى التصنيم للقائد الملهم، لتقترب به من الطهر الملائكي، والعصمة النبوية، ليفعل ما يشاء، وكأنه من (البدريين)، مع توهيمه بإمكانية تصدير النظرية، عبر آلية الترغيب أو الترهيب، مما يحمله من تبذير مقدرات الأمة، وإشعال الفتن، وإلجاء الضعفاء المكتوين بنار التعدي إلى ارتكاب المحاذير، وذلك بجر الأساطيل التي تمخر العباب، وتجوب السحاب، وتثير النقع، معيدة الوجه الكالح للاستعمار البغيض، وإذ يقترف البعض خطيئة التعدي المدان بكل المقاييس، يبادر البعض الآخر منفرداً باتخاذ قرار قومي مصيري، يفاجئ به الأمة، ويثير به الرأي العام، ويصدع الوفاق العربي والإسلامي والاقليمي، ثم يجد من يسانده: عربياً وإسلامياً وعالمياً، فيما يحمل البقية على الإذعان المكره، أو الرفض الأعزل، متيحاً الفرصة للأعداء المتربصين، ليجتالوه، ويقاضوا خصومهم من خلاله. وما أكثر اللاعبين الأغبياء لحساب غيرهم. وأياً ما كان الأمر، فإن القاموس السياسي يفيض بهذه المفاجآت التي تربك الصف العربي. واتخاذ قرار الحرب، أو التسوية مع العدو، أو استقدام القوى الأجنبية أو الخروج على الشرعية، إن هي إلا قرارات مصيرية، لا يجوز اتخاذها دون إجماع عربي، ولا سيما إذا تم الاستقدام من دولة صغيرة، ليست لها قضية، وليست بحاجة إلى مال أو حليف، وليس لها حدود ساخنة. ذلك أن أثر الوجود الأجنبي سيطال المقيم والظاعن. ولأن الأمة واقعة تحت طائلة المغامرات فإنها أحوج ما تكون إلى الناصحين، الذين يجنبونها الفتن، ويواجهونها بالحقائق، ويصدقونها القول. والأمة العربية منذ ثورة حسني الزعيم عام 1949م، وهي في نكث للعهود، وطعن في الدين، وتثاقل في الأرض، إلا من رحم ربك، وفي هذا العراك لا تسمع إلا دوي الكلمات الجوفاء، وهمس المجاملات، وسك المشاريع التي يقوم بعضها على أنقاض بعض: حرية، اشتراكية، قومية، علمانية، حداثة، ديموقراطية، وحْدوِيَّة، شَعْبَويَّة. ومن ورائها (ثورة) و(زعيم)، يحفهما إعلام يكيل التهم لحفنة توارت بالحجاب، من الخارجين الخونة، الذين باعوا وطنهم، وكانوا من قبل ملء السمع والبصر، ويبشر بطلائع قادمة من المنقذين، الذين استردوا وطنهم ممن باعوه بثمن بخس، فكأنهم {فٌتًيّةِ آمّنٍوا بٌرّبٌَهٌمً}، وما هم في الحقيقة إلا لصوص سرقوا شعباً بكامله، فقفَّصوه، وسرحوا في فضاءات أرضه. ولما تزل الأمة منغمسة في أتون الفتن إلى الأذقان، مغلوبة على أمرها، مغيبة في المغانم، شاهدة في المغارم. وإذا لم تُدِنْ الأمة نفسها، وتواجه أخطاءها، وتقبل مرارة الحقيقة، ستظل كما هي لا عزٌّ ولا ظفر، والوضع القائم لا يقبل المزيد من النكبات، ولا يمكن احتماله، الأمر الذي يحتم مواجهة الحقيقة العلقمية بشجاعة وثقة، للخروج من وهدة الاحتقار، والخلوص من استخفاف الأقوياء، وتفكيرهم بالوصاية علينا، حتى لا يجدوا حرجاً في أنفسهم من التدخل العسكري، بدعوى تَخليص الأمة من ظلم أبنائها، وانتزاع المسؤولية من أيد لا تحسن النهوض بها، واقتسام الغنائم، وأصحاب الشأن صامتون أو مواطئون. وإذا كان الشرقيون والغربيون يتفانون في تصدير نظرياتهم، وحضاراتهم، وقومياتهم، وتعميم ثقافاتهم، ولغاتهم، ومدنياتهم، والعمل على هيمنتها، فإنهم جميعاً يدعمون مشاريعهم الديموقراطية، والعدل، والإحسان، والمساواة، وتكافؤ الفرص، وتداول السلطة، واحترام الدساتير، والقوانين، والأنظمة، وتفعيل المجالس التشريعية، وتمكين شعوبهم من ممارسة حقهم، والتوفر على ما يكفل لهم الحياة الكريمة: صناعياً، وزراعياً، وسياسياً، وفكرياً، وعسكرياً. ثم إن مشاريعهم تأتي انبثاقية صنعوها بأيديهم، واتخذوها بطوعهم واختيارهم، وفصَّلوها على قدر أجسامهم، ووفق حاجتهم، وفي إطار إمكانياتهم. ولم يكن شيء منها مصادم لما استقر في أذهانهم. ومشاريع العالم النامي المتورط في لعبة المفاضلة والتصدير والتصنيم طارئة مجلوبة، لا تمت إلى واقع الأمة بصلة، ولا تستجيب لحاجاتها، ولا تلائم ما جبلوا عليه من عقائد وعادات وتقاليد. للعامة دينهم، وللقادة دينهم، وكل القضايا المصيرية تقضي بليل، وما يقال عبر قنوات الإعلام حبر على ورق، وكم هو الفرق بين مبدأ تمهد له النخبة، وتؤمن به الكافة، وينهض بأعبائه المسؤول، ومبدأ تكفر به العامة، وتتملق به النخبة، وتفرضه السلطة بالقوة. والذاكرة المعطوبة تنسي الأمة ما سلف من ويلات، وتحملها على ملاحقة الكذبة الجديدة، والخنوع للمفترين الذين يخدرونها بالشعارات الزائفة، والدعاوى الكاذبة. ومتى انكشف أمرهم، ألهبوا الحدود، وافتعلوا الخلاف مع الجار، ليتمكنوا من إخراس الألسنة، وإطلاق صوت المدافع وأزيز الرصاص، سعياً وراء شغل الرأي العام، وإخضاع البلاد لحالة الطوارئ، بحيث لا يتكلم إلا رجل السلطة. وإذا أراد الله بقوم سوءاً، أمَّر عليهم أراذلهم، ووضع مصائرهم بأيد آثمة، خائفة مخيفة، ليس لها عمق تاريخي، ولا رصيد وطني، وتلك مؤشرات فتن عمياء، تجعل كل شيء أتت عليه كالرميم، وتشرعن للأقوياء المتغطرسين التدخل في الشؤون الخاصة، وتقديم الحل العسكري على المواجهة (الدبلوماسية) مما لا يطال الضالعين في الخطيئة وحدهم، وإنما يمتد إلى من عرفوا قدر أنفسهم، وقدروا الأمور، وتحاموا الفتن. وعلينا أن ننظر إلى الحمم التي تمطر أرض الرافدين، إنها تهدم البيوت، وتمزق الأشلاء، وتسلب الحرية، وتحقق التخلف، وعصابة الحزب الحاكم في أعماق الأرض مختبئون، لا تراهم إلا حيث تكون شتيمة أو غنيمة، وهم قد خرجوا بجلودهم من حربين عنيفتين مجانيتين، أهلكتا الأمة، ولم تحققا أي مكتسب، لا على المستوى الاقليمي ولا العربي ولا الإسلامي، ولم يكن لها أي مبرر، ولما تزل عصابات الشر من أبناء الجلدة في انتظار ما يأتي من ويلات، والشارع العربي تتدفق هتافاته لحساب اللحظة الضاغطة، مستدبراً قضايا مهمة في الوطن العربي، ومغمضاً عمن قتل الكرامة، وأشعل الفتن، وجلب الويلات، وفرق الكلمة، وجر الأساطيل إلى المنطقة، وشرعن التدخل العسكري. والمؤلم ان المستقبل امتداد للحاضر، وليست هناك بوارق أمل، للخروج من ضوائق المرحلة الحرجة، فالأمة تعيش حالة من الانفعال والوهم والاحتقان. وإذ يعيش الخليج أزمات الحروب الثلاثة التي أتت على كل المقدرات، ومهدت الطريق لوجود عسكري خارجي بغيض، لم تشهد له مثيل من قبل، شرعنت له نزوات مجنونة، والجأ إليه الخوف من مغامرة عسكرية غير محسوبة، فإننا لم نسمع كلمة صادقة حاسمة، تحدد المسؤولية، وتحاسب الضالعين في الخطيئات، وترسم طريق الخلاص، وتمكن الأمة من مواجهة الأحداث، وتحمل المسؤولية، وامتلاك شرعية التدخل في اللحظات الحرجة، وتفعيل المؤسسات العربية لممارسة حقها، والحيلولة دون وصاية الأجنبي. ومع وضوح الحقائق فإن الناس منشقون على أنفسهم. إننا لكي نخرج من دوامة اليأس والإحباط والوهم، يجب علينا استحضار السياقات، وربط الأسباب بالمسببات، وتقصي ما سلف من الخطيئات، ومعرفة من تآمر على الأمة، ومن زرع الأحقاد، وإن لم نفعل، أنجينا الذين ظلموا، وأخذنا الأبرياء بعذاب بئيس. والمؤلم أننا كلما صنعنا عذاباتنا بأيدينا، رفعناها إلى السماء ملطخة بوحل الخطايا لنقول:- يا رب يا رب، نسب الذين كفروا، ليمعنوا في النكاية، وسب الله عدواً بغير علم. وكيف يستجاب لنا، ونحن متلبسون بالمخالفات في مشاربنا ومطاعمنا وسائر تصرفاتنا. لقد بلغ السيل الزبى، وتداعت الأمة على مثمنات الأمة، وسيق الأبرياء والضعفاء إلى بؤر الفتن، وما من رجل رشيد يبين للأمة وجه الصواب، ويأخذ بيدها، ويقيل عثرتها، ولن تقال عثرة الأمة بالتنافي، ولا بتعدد (الأيديولوجيات) الأمة أمة (عربية مسلمة)، وإذا لم تلتف حولها عروبتها وإسلامها، تفرقت شيعاً وأحزاباً، كما تفرقت قطعاً متجاورة متناحرة، وليس أضر على الأمة من التقاء المسلميْن بسيفيهما، ولن يلتقيا حتى يستفحل التقاؤهما بلسانيهما. وإذا لم تتوفر الأمة على (العروبة والإسلام)، فلا أقل من أن تتعاذر، ويرتد كل إقليم إلى الداخل، لإصلاح نفسه، وتفعيل مؤسساته، والخضوع لقوانينه ودساتيره وأنظمته التي تلقاها من السماء، أو خطها بيمينه. لقد أجهش المسلمون بالبكاء متضرعين إلى ربهم، مستعدينه على الأعداء الظاهرين، ولكن أحداً منهم لم يتجه إلى الأمة، ليحملها على تغيير ما في نفسها، ويضعها أمام مقترفاتها، ويدعوها إلى العودة إلى بارئها، وتحكيم شرعه، وتنفيذ أمره بالعدل والإحسان وإعداد القوة، ويواجهها بمفاهيمها التي صيرتها لقمة سائغة لأعدائها المتربصين بها الدوائر، ويحملها على أن (تعقل وتتكل)، لقد مرت بنا مقترفات نراها رأي العين، ونعرف المقترفين بأسمائهم، والتغاضي عنها مهد لما هو حاصل. ومع ذلك نظل أبناء لحظتنا، لا نفكر بالطابور الخامس الذي صيرنا إلى ما نحن فيه، من جهل وضعف وخوف. فأين نحن من مكائد الاستعمار، وبطش الجبارين، ومواطأة الأقربين. وفي ظل الظروف العصيبة لابد من تفكيك التاريخ الحديث، لنصل إلى مفاصل المشاكل، ونحسمها أولاً بأول، نصفي الحسابات، ونميت القضايا، بعد إدراك أدق تفاصيلها، لنعرف أن محاور الشر الحقيقي ليست وحدها دول لتحالف .

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved