مهما كان نوع النقاش الذي يدور بيننا في الفضائيات أو على منتديات الإنترنت.. إلا أنه علامة نمو ثقافي وشكل من أشكال التعبير وطريق سريع إلى مرحلة أخرى من الوعي.. فرضتها الحتمية التاريخية وقانون التطور... لأنه ليس من المعقول ان يبقى الإنسان بفكر ثابت وجمل مكررة وتعبير موحد ووجهة نظر لا تتغير بتغير الزمان والمكان.
المهم في هذه الأحاديث والحوارات والنقاشات وتحديداً «الإنترنتية» باعتبارها الأقرب إلى كونها أحاديث وحوارات ونقاشات، أن تبقى كذلك تمارس فعلها علينا حتى نكبر فكرياً. لا أن تكبر هي كحزب مؤدلج فيما نصغر نحن ونتسطح.
فالحوار إذا لم يؤد إلى تقبل الآخر وتقدير وجهة نظره بصورة نكبر معها سوياً وإلا فإن الحوار يتحول إلى قنبلة بحجم الفيل تدمر أي «منتصف» يمكن أن يلتقي الجميع فيه.
استطاعت الفضائيات والإنترنت أن تستوعبا «المرحلة» وأن تؤسسا لخطابات أكثر تحرراً على جميع المستويات بغض النظر عن نتاجهما السلبي. ولا نعلم كيف سيكون عليه حال الخطابات والثقافة والناس لو بقي الأمر على حاله السابقة.
إن وسائل الاتصال الحديثة ليس بالضرورة ان تكون شراً مطلقاً فلعلها تحمل خيراً كثيراً من حيث لا نحتسب!!
|