Monday 7th april,2003 11148العدد الأثنين 5 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

24/1/1390ه الموافق 31/1/1970م العدد 287 24/1/1390ه الموافق 31/1/1970م العدد 287
العمود الحر
كتبه هذا الأسبوع / عبدالله الماجد

ما يكتبه معظم الكتاب الشباب. هذه الايام، لاروح فيه، فقد وجدوا في اجتياز «عقبات» العمق والموضوعية راحة لهم فيما يكتبون، فلجأ أكثرهم بفعل هذا الاجتياز إلى الاسراع في قطف الثمار قبل أوانه، مما جعل القارىء المستهلك لهذه الثمار يصاب بالمرض.
والملاحظ على هذه الفئة من الكتاب، أنهم يستقبلون كل المعارك الادبية حتى ولو كانت «مهاترات فكرية، وحفلات زار» على طريقة النابلسي ومن في فلكه، يستقبلونها بترحاب منقطع النظير، ويزجون بأنفسهم في أتون هذه المعارك، دون أن يأتوا بنتيجة مشرفة.
وقد أصبح هذا اللون من المعارك الادبية على ضحالة موضوعاتها، هدفاً ومنطلقاً في آن واحد لهذه الاقلام المتسرعة التي لا تأتي بجديد نافع، سماته العمق والموضوعية، ونبل القصد.
وقد بات على هؤلاء لكي ينتجوا أدباً طابعه العمق والاصالة، ان يتئدوا في خطاهم وأن ينطلقوا من أرض صلبة تقف عليها اقدامهم بثبات وان مما يحز في النفس ان الكثير من هؤلاء، اندفعوا الى التيارات الادبية الحديثة المستوردة وبدأوا يقلدونها فيما نصدر عنه، دون ان يكون لهم اساس قوي، يرتكز عليه البناء الادبي لديهم، ويتدفق منه العطاء الادبي.
ولكي أكون موضوعياً فيما أشير اليه هنا، اضرب مثلا في ذلك بالادب المسرحي الغربي فالأول لا يرتكز في اساسه على ماضٍ بعيد يكون له أساساً يستمد منه قوته، بينما الثاني يرتكز على ماضٍ مشرق، مداه أكثر من ألفي عام.. لذلك نجد ان الادب المسرحي الغربي في الطليعة بالنسبة لأدبنا المسرحي.
وحينما أشير إلى ذلك، فإن هذا لا يعني ان ننصرف عن الآداب الحديثة، ونتجه الى الادب القديم، انما أؤكد انه لكي يكون لنا ادب حديث جيد لا بد ان يستمد هذا الحديث أصالته من جذور أصيلة عميقة الجذور، وهذا القديم على تقادم الزمن، قد مر بالعديد من التجارب التي صقلته، فجعلت منه أدباً واضح المعالم لكل من أراد ان يرتاده، فتجد فيه الجيد، واضحاً إلى جانب الرديء.
فيا أيها الشباب الكتاب، اتئدوا في خطاكم وتثبتوا في مواقفكم فما زلت قدم متئدة الخطى، والتفتوا الى قديمكم في اطلالة يلتحم فيها القديم بالحديث ثم أنتجوا لنا أدباً أصيلاً، يبقى ما بقي الزمان خالداً.
أرجو ألا اكون قد تجرأت كثيراً فأوغلت فيما أنا لست بحاجة الى اثارة الزوبعة التي ليس لها معنى حوله، وانما انتهي إلى هنا، فلدى صديقنا الاستاذ سليمان الحماد الكثير والجيد حول القديم والحديث في أدبنا وقريباً سنرى شيئاً من ذلك.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved