* هانوفر ب ر ج:
لا توجد مدينة في ألمانيا الاتحادية الا ويرى المرء فيها العديد من التماثيل المعدنية والحجرية التي ترمز أما إلى بعض المعالم التاريخية وأما إلى بعض المفاهيم الفنية والحضارية. وكثيراً ما يراها المرء في الساحات العامة والشوارع وعلى جانبي الطريق والحدائق العامة أو أمام البنايات الحكومية والجامعات وغيرها..
ولكن الملاحظ ان هذه التماثيل أخذت تتعرض خلال العشرة أعوام الماضية إلى التلف السريع وتراكم الأوساخ والغبار عليها بحيث جعلها تفقد الكثير من معالمها على الرغم من استمرار تنظيفها بين الحين والآخر.
وقبل عدة أشهر بدأت جمعية فولكس واجن الخيرية «التابعة لمصانع فولكس واجن لإنتاج السيارات» بدراسة هذا الموضوع لمعرفة أسباب ذلك وخاصة في مدينة هانوفر حيث تكثر فيها هذه التماثيل التي تم نحتها بعد الحرب العالمية الثانية.
وأخيراً توصلت الجمعية المذكورة إلى أن سبب ذلك كله هو أوكسيد محروقات السيارات التي تمر من أمام أو على مقربة من هذه التماثيل بالآلاف يومياً والتصاق مواد الأوكسيد الزيتية التي يحتويها الغاز على هذه التماثيل، ومعنى ذلك حتى ولو تم تنظيفها يومياً لابد أن تبقى بعض كميات الزيوت ملتصقة بها وبالتالي تأكسدها مع المادة المنحوت منها هذا التمثال سواء من المعدن أو من الحجر.
وتوصلت هذه الجمعية إلى هذه النتيجة الحاسمة بعد أن لاحظت أن التماثيل التي يبلغ عمرها أكثر من مائة سنة والموضوعة في الأماكن البعيدة عن دخان المعامل وغاز محروقات السيارات ما زالت بحالة جيدة أحسن بكثير من التماثيل التي لم يمض على نحتها سوى عشرة أعوام والموضوعة على جانبي الطرق العامة «أي على مقربة من غاز محروقات السيارات ودخان المعامل».
أما بالنسبة لسبب تدهور حالة هذه التماثيل خلال العشرة أعوام الماضية في مدينة هانوفر بالذات فهو راجع إلى الزيادة الكبيرة في عدد السيارات، الأمر الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة كميات المحروقات. واستناداً إلى ذلك قررت الجمعية الخيرية المذكورة بالتعاون مع السلطات الثقافية المختصة القيام بما يلي:
1 توجيه نداء عام لأبناء الشعب الألماني للمساهمة في حملة تنظيف هذه التماثيل وحمايتها من التلف أو على الأقل عدم رمي الأوراق وأعقاب السكاير على مقربة من هذه التماثيل..
2 عهدت الجمعية المذكورة الى البرفسور الألماني الدكتور هيبربت أوول مهمة العمل على إيجاد مادة كيمياوية جديدة خاصة بتنظيف التماثيل على أن تتحمل هي جميع التكاليف.
| 
