Monday 7th april,2003 11148العدد الأثنين 5 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
«واصدحي يا خواطري.!«18»
الحلقة الأخيرة
عبدالفتاح أبو مدين

* في ص «145»، هذا العنوان:«وكانت ليلة قاهرية لا تنسى!»،.. الكاتب يتحدث عن تجربة.. وأريد أن أشير، إلى أن شرائح من المتحدثين وحاملي الشهادات العليا، ينطقون كلمة- تجربة- «بضم الراء»، والصحيح، أنها مكسورة.. وقد غضب مني محرر في إحدى صحفنا، حين صححت له ذلك أمام رئيسه، فأخذ يكيل الهجوم على النادي الأدبي الذي أَنتسبُ إليه، ولكن بلغة جاهل، وهو يقرض الشعر، ويكسر في أوزانه، ويخطىء في اللغة، وعندي الدليل مسجل بصوته وصورته.!
* الأستاذ الكاتب، يتحدث عن تجربته مع الكلمة، وهو حديث طلي شائق.. والناس والكتاب يقولون- شيّق-، وهو خطأ، ويصح أن نقول: فؤاد شيّق.. حديث كاتبنا سهل على صاحبه، لأنه مجرب، فهو لا يتطلب جهداً، ولا مصادر، ولا عناء، ليقدم لمتلقيه زاداً ذا قيمة.!
* في ص - 148-، نقرأ هذا العنوان «بلاغة الإيجاز.. وإيجاز البلاغة»، وهو موضوع جيّد ومركز وشائق.. وأقرأ في ص- 149-، في رأس الصفحة قوله: «ويزيد ذلك حرجاً أن فينا الملول من القراءة، والعازف عنها والعاجز منها»، وحاولت أن أجد تفسيراً لكلمة- منها- الأخيرة يوصلني إلى معنى، فلم أستطع، ولا أدري، أهو تصحيف أم غير ذلك؟
* عنوان صحفة- 150- :« لبنان.. يكرم المتنبي».. يقول الكاتب في السطر الثاني: «ومنذ ألف عام.. والناس مفتونون بقوافيه شعراً ومشاعراً» ومشاعر هذه، على وزن«مفاعل»، لا تنوّن، قال تعالى:{وّتّتَّخٌذٍونّ مّصّانٌعّ لّعّلَّكٍمً تّخًلٍدٍونّ}.
* ونقرأ في الصفحة عينها، حديث الكاتب عن أبي الطيب، فيقول:«وحبط مسعاه»، «ولكن حبط مسعاهما»، أي المتنبي وخولة أخت سيف الدولة.. وعندي، أن كلمة- سعى- أكثر رشاقة من مسعى، وفي الكتاب العزيز:«وكان سعيكم مشكوراً».. وأذكر أن بعض الناس، الذين كانوا حول الأستاذ العميد الدكتور طه حسين من مواطنينا، قال أحدهم للدكتور طه:«شكر الله مسعاكم»، فرد عليه:«شكر الله سعيكم».
* ويقول كاتبنا عن المتنبي، حين ترك سيف الدولة، واتجه إلى كافور الأخشيدي:«ثم هبط مصراً».. ومصر المعروفة لنا، لا تنون، قال تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السلام وأهله:«{ادًخٍلٍوا مٌصًرّ إن شّاءّ اللّهٍ آمٌنٌينّ}.. أما إذا قصد به بلد ما آهل بسكانه، فإن التنوين صحيح.. قال تعالى لبني إسرائيل:«{ اهًبٌطٍوا مٌصًرْا فّإنَّ لّكٍم مَّا سّأّلًتٍمً}.
* في مطلع ص- 151-، قدم الكاتب بيت المتنبي المشهور: فالخيل والليل إلخ، وجاء المطلع بسقوط حرف- ف-.. إن المتنبي بجانب طمعه في الملك- فإنه قد ضاق ذرعاً بحساده، الذين كانوا حول سيف الدولة، وفي مقدمتهم قريبه أبو فراس الحمداني وأضرابه.. وعن تكريم شاعر العروبة الذي لا يبارى، فقد كرمته سورية، بمناسبة- ألفيته-، في مهرجان رائع، وحياه الشاعر الكبير الدكتور أمجد الطرابلسي بقصيدة رائعة من روح المتنبي، مطلعها:


هكذا المجد همّة وصعود
وحياة بعد الردى وخلود

إلى أن يقول مخاطباً سيف الدولة:


يا ابن حمدان أنت لولا أبو
الطيّب أنى لذكرك التخليد
أنت أوليته العطايا جزافا
والعطايا مع الزمان تبيد
أنت لولاه، ما رأيناك في الساح

وللحرب ضجّة وبنود
* ونصل إلى نهاية هذه الوقفات، مع كتاب معالي الأخ الأستاذ عبدالرحمن بن محمد السدحان، ولعل استمتاعي بما قرأت في هذا الكتاب، هو ما أطال وقفاتي.. وأعتذر إليه مرة أخرى، إذا كنت قد أثقلت عليه، في تلك الملحوظات العابرات، وأرجو أن أقرأ له المزيد من السبح الكتابي الجيد، مع تحياتي وتقديري.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved