Monday 7th april,2003 11148العدد الأثنين 5 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
الحقيقة الضائعة في الحرب الدائرة في العراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

تحفل المحطات الفضائية العربية بالعديد من المحللين العسكريين. وقد وجد الضباط المتقاعدون العرب مجالاً واسعاً للكسب من الحرب الدائرة في العراق، وعاد «جنرالات العرب» إلى التألُّق مرة أخرى. ولكن هذه المرة على شاشات رغم أن لا أحد منهم تألّق في خوض المعارك الماضية. وعاد للظهور الفريق سعد الدين الشاذلي واللواء محمد علي بلال والعميد صفوت الزيات، والعميد قلاب والعميد أحمد التمساح ودعم هذا الفريق الدكتور مصطفى العاني المستشار الإستراتيجي في المعهد الملكي البريطاني.
وأخذ هؤلاء المحللون العسكريون ينافسون المحللين السياسيين الذين رغم زيادتهم في هذه الحرب بعد انضمام «خبراء» جدد إلا أن المشاهدين أصبحوا يتابعون تحليلات العسكريين الذين يشرحون ويسرحون ويمرحون، بعضهم على الخرائط، وبعضهم بلا خرائط معتمدين على الذاكرة. وبعد أن يشاهد ويستمع المشاهدون للمحطات الفضائية لهذه التحليلات يصحون في اليوم التالي ليروا وقائع الاحداث غير ما ذكره السادة المحللون العسكريون مثلما كان عليه المحللون السياسيون ليفقدوا الثقة بهم مثلما فقدوا الثقة بالذين يقدمون البيانات العسكرية من قاعدة السلية في قطر، والبيانات الانفعالية في مؤتمرات الصحاف الصحفية، فكل ما يسمعه المشاهدون الذين يتابعون هذه المؤتمرات غير صحيح، إذ اصبح همُّ هؤلاء المتحدثين الاعلان عن عمليات منتقاة بعضها يضخم والبعض الآخر لا وجود له والبعض الثالث تختلط به المعلومة الصحيحة بالدس، فعبور القوات الأمريكية لفرع صغير في نهر دجلة يضخمه الناطق العسكري ويعتبره عبوراً لنهر دجلة.. والمعارك التي تدور عند ضاحية أبي غريب التي تبعد ثلاثين كيلو متراً عن بغداد يقول عنها ذلك الناطق بأنها معارك تدور في وسط بغداد، رغم أن أي مشاهد بسيط لهذه المعارك يرى أنها تدور في مساحة لا توجد فيها شوارع ومنازل يفترض ان تكون كثيفة إذا كانت في وسط بغداد.
أما السيد الصحاف فيقول: إن القوات الأمريكية والبريطانية في مطار بغداد قد أُبيدت وإن مئات القتلى متناثرون على مدارج المطار.. في حين لا توجد صور للجثث .. والذي نشر صور للقتلى الأمريكيين الذين سقطوا بعد عملية فدائية لأحد الاستشهاديين الذي فجر نفسه داخل المطار..!!
من كل هذا نصل إلى نتيجة بأن الكثير مما يُنقل ويُقال يحتاج إلى تمحيص وفرز. وبما اننا والقراء لسنا بخبراء عسكريين فلن نصل إلى الحقيقة إلا بعد يوم أو أكثر.. وإذا كان الخبراء والمحللون الذين احتلوا الفضائيات العربية قد عجزوا عن الوصول إلى الحقيقة.. فكيف نستطيع أن نعرف الحقيقة التي ضاعت في هذه الحرب الغريبة في احداثها ونقل أخبارها؟!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved