Monday 7th april,2003 11148العدد الأثنين 5 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بغداد لن تسقط إذا اختلط العسكر بالسكان بغداد لن تسقط إذا اختلط العسكر بالسكان
الألمان: الحرب أُم الأكاذيب.. وسقوط الادعاءات حول السلاح الأمريكي

  * بغداد بقلم جين بابتيست بيجان د.ب.أ:
اتفق معظم الباحثين الالمان الذين أجريت معهم أحاديث صحفية هذا الاسبوع على أن الصراع الدائر منذ أسبوعين في العراق قوَّض رؤية الولايات المتحدة الخاصة بحرب التكنولوجيا المتطورة التي يمكن خلالها تدمير أهداف العدو بدقة «جراحية».
وربما تكون الحرب باستخدام الآلة فعَّالة في الصحراء، ولكن بالقرب من مناطق التجمع السكاني، تكون الحرب عتيقة الطراز فيها المفاجأة والفوضى والكمائن والجنود الذين يرتدون ثيابا مدنية والمدنيون سيئو الحظ الذي تصيبهم الشظايا.
وحذَّر مؤرخون عسكريون مثل بيرنهارد كروينر من جامعة بوتسدام قبل اندلاع الحرب أن استيلاء قوات التحالف على بغداد قد يكون مستحيلاً إذا أبدى السكان عدوانية أو سلبية.
ونقلت مجلة تيليبوليس التي تصدر على شبكة الانترنت عن كروينر قوله إن العراقيين قد ينتهجون أفكار الزعيم الثوري الصيني ماوتسي تونج الذي نصح رجال الميليشيات بالاختلاط في صفوف المدنيين مثل السمك في البحر.
وأكد بروفيسور كروينر في حديث صحفي هذا الاسبوع أن ما يسمى بالحرب الحزبية، مثلماً حدث في حرب فيتنام، قد تلعب دوراً رئيسياً في خطط الرئيس العراقي صدام حسين الدفاعية، ولكن العلماء الالمان لا يدلون بتنبؤات استنادا إلى حروب الماضي.
وقال كروينر «إن عناصر هذه الحرب تعتبر مألوفة بالنظر للحروب الاخرى، ولكن العناصر دائماً ما تختلط بشكل جديد في كل حرب».
وأوضح قائلاً: «نحن نقول إن كل حدث عسكري ينجم عن دوافع خاصة به»، وأدرك الفيلد مارشال هيلموث فون مولتك الباحث الذي عاش في القرن التاسع عشر هذه الحقيقة في قوله المأثور«لا تعش أي خطة بعد الاحتكاك الاول مع العدو».
وقال باحث في مجال التحكم في التسلح رفض الكشف عن هويته «يوجد لدى الامريكيين رؤية تكنوقراطية بشأن هذه الحرب، ولكن الحرب هي صراع سياسي واجتماعي يدور على الارض».
وأضاف قائلاً «خلافاً لحرب الخليج الاولى، لا يمكن خوض هذه الحرب من الجو، ولا يمكن الفوز فيها سوى من خلال المعارك البرية».
ويعتبر المحللون أن القتال الدائر «غير متناسق»، وهو مصطلح يطلق على الحرب عندما تسعى الدولة التي تعتبر نفسها الطرف الاضعف لاستخدام أساليب بديلة لتعويض عدم التكافؤ.
ويشير كروينر إلى أن أحد هذه الاساليب هي شن هجمات محدودة النطاق على الغزاة بدلاً من مواجهتهم مباشرة.
ومن خلال إلقاء الضوء على الخسائر الامريكية حتى لو كانت محدودة، يمكن أن يظهر صدام نفسه لمن يحتمل أن يتعاطفوا معه في مواجهة العملاق الامريكي ويشجع المشاعر المناهضة للحرب داخل الولايات المتحدة، حسبما علق باحث آخر قائلاً، ويعتقد معظم المعلقين الاخباريين الالمان أن تفوق الولايات المتحدة تناقص كثيراً مع تقدم الامريكيين نحو العاصمة العراقية لأنهم يخاطرون بمواجهة صيحة اعتراض عالمية إذا قصفوا القوات المدافعة التي تتحصن في المناطق السكنية.
وقال أحد خبراء التسليح «إن تفوق الولايات المتحدة التقني في الاماكن المفتوحة تبلغ نسبته في الواقع مئة في المئة، مضيفاً «أن دورة الانتقال من مرحلة الاستطلاع الجوي إلى العمل العسكري كانت تستغرق حوالي ست ساعات، والحديث عن المعلومات التي تنقل في التو مبالغ فيه، ولكن زمن التأخير أصبح الآن قصيراً للغاية».
ويتمثل العائق الرئيسي أمام الامريكيين في عدم قدرتهم على الرؤية داخل المباني رغم تردد مزاعم بشأن تطويرهم لرادار قادر على «الرؤية» عبر الجدران، ولم يتسن الحصول على تعليق أفراد من القوات المسلحة الالمانية بشأن هذه المعلومة، ولكن الجنرال الالماني المتقاعد كلاوس رينهارت، الذي ترأس قوة حفظ السلام في كوسوفو سابقاً، قال في أحاديث صحفية هذا الاسبوع إن قوات التحالف قد لا ترغب في الاستيلاء على بغداد مبنى مبنى.
وقال رينهارت لصحيفة براونشفيجر تسيتونج «إذا وصلت القوات الامريكية في النهاية إلى القتال من منزل إلى آخر، فستكون الخطة قد فشلت تماماً»، وتنبأ الجنرال المتقاعد بأن الامريكيين سيرسلون على الارجح قوات عمليات خاصة لشن غارات، ثم يسحبونها بعد ذلك مباشرة، وكان رينهارت قد أدلى بتصريحاته في وسط الاسبوع، قبل ورود تقارير عن دخول دبابات أمريكية إلى المدينة.
وقال رينهارت لصحيفة هامبورجر أبندبلات إن النظام العراقي أشار إلى أن استخدام جنود في ثياب مدنية يسفر عن استدراج السكان المدنيين للقتال، وتساءل قائلاً «كيف يمكن لجندي أمريكي أن يتعرف على قناص عراقي وهو يرتدي ملابس مدنية».
وأضاف قائلاً «إن ذلك يجعله في غاية التوجس ويرجح أن يطلق النار عند أي بادرة شك»، وتحظر قوانين الحرب استخدام القناصة أو المسلحين الذين يرتدون ثياباً مدنية.
وقال إيكهارت كريبندورف وهو أستاذ علوم سياسية متقاعد في جامعة فري ببرلين إنه سيؤجل تقييمه بشأن ما إذا كان صدام يعمد بانتظام إلى استخدام مقاتلين في زي مدني.
وأضاف قائلاً «إن الغزاة دائماً يؤكدون أن المقاومة التي تواجههم هي من النوع الخارج عن القانون، ودائماً ما تكون الحرب هي أم الاكاذيب». وهاجم كريبندورف أيضا الادعاءات الامريكية حول انتهاك القانون الدولي باعتبارها ادعاءات «تبعث على السخرية» قائلاً «أن الحرب نفسها هي انتهاك للقانون الدولي، ولم يعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الحرب على الاطلاق طبقاً للقواعد المتبعة، بل توجه بكل بساطة إلى العراق».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved