التقدم العلمي أوجد توسعة الشرايين بالدعامات
لم تعد عملية قسطرة القلب التي تجرى لمن يصاب بذبحة صدرية في وقتنا الحاضر تثير الشفقة على من ستجرى له ليس من باب عدم الاكتراث بسلامة المصاب بهذا المرض ولكن من باب أن هذه العملية باتت سهلة ولا يستغرق إجراؤها وقتا طويلا ومن هذا المنطلق فإن المريض لن ينتظر طويلا كي تجرى له وأيضا لن يمكث في المستشفى سوى ساعات ومن ثم بإمكانه مزاولة نشاطه المعتاد دون أي مخاوف صحية، حيث إنه ومع التقدم العلمي في مجال العلوم الطبية فإن من يعاني من ذبحة صدرية ويحتاج إلى قسطرة فهو سيحتاج فقط إلى عملية توسيع الشرايين بالدعامات وهذه العملية هي مجرد أن يتم إدخال أنبوب طويل عبر الشريان الفخذي، ليصل إلى منطقة التضيق ليتم التوسيع حيث تقوم الدعامات بسحق الدهون وجميع الترسبات من على جدار الشريان الإكليلي وبذلك يكون الشريان قد توسع، مما يسمح بجريان الدم بشكل أفضل وهذه العملية لا تستغرق اكثر من ثلاث ساعات.
هذا ما استخلصناه من الندوة التي عقدها مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي بحضور العديد من الأطباء المتخصصين بإجراء مثل هذه العمليات حيث كانت هذه الندوة بعنوان (الذبحة الصدرية... وتوسيع الشرايين بالدعامات) وكانت محاورها التعريف الطبي للذبحة الصدرية، الذبحة الصدرية.. الأعراض والأسباب، مضاعفات الإصابة بالذبحة الصدرية، التقدم الطبي في العلاج، توسعة الشرايين بالدعامات، علاقة المرض ببعض العوامل والأمراض الأخرى.. فإلى ما دار في هذه الندوة.
الذبحة الصدرية
* بداية سألنا الدكتور مصطفى يوسف استشاري أمراض القلب عن الذبحة الصدرية؟
فقال: انسداد مفاجئ لأحد الشرايين المغذية للقلب (الشرايين التاجية) وهي عادة ما يكون الانسداد نتيجة تخثر الدم داخل الشريان الذي يكون نتيجته تصلب شرايين القلب حيث يحدث انكسار في الجزء المتصلب داخل الشريان وتتعامل الصفيحات الدموية مع هذا الانكسار كأنه جرح فتنتقل الصفيحات الدموية إلى المكان المنكسر في التصلب وتكون خثرة تتسبب في انسداد الشريان تماماً ليتوقف الدم عن الوصول لعضلة القلب مما يؤدي إلى وفاة الخلايا المغذاة، ويحدث هذا التسدد فجأة ولكن وفاة الخلايا لا تحدث في خلال دقائق حيث ان عضلة القلب تستطيع أن تعيش لفترة معينة دون وصول الدم إليها قد تصل إلى 6 ساعات، وبعدها تموت الخلايا المغذاة من هذا الشريان.
50% يتوفون قبل
وصول المستشفى
* وبسؤال الدكتور يوسف عن علاقة الربو بأمراض الشرايين؟
قال: ليس هناك علاقة مباشرة بين مرض الربو وأمراض شرايين القلب، أما فيما يخص الإجراءات الإسعافية لمرضى الذبحة الصدرية فمن المهم معرفة أن ما يقارب 50% من الذين يعانون من ذبحة صدرية خارج المستشفى يتوفون قبل الوصول إلى المستشفى لذا فهي حالة خطرة جداً ونسبة الوفاة فيها عالية مقارنة بالأمراض الأخرى وذلك لأهمية وحساسية هذا العضو في الجسم، فالإنسان يعتمد على بقاء وظيفة القلب في حالة جيدة ليبقى على قيد الحياة ولكن إذا وصل المريض إلى المستشفى وهو لا يزال على قيد الحياة نستطيع عمل شيء كثير له ففي الوقت الحالي أصبح العلاج المثالي هو أخذ المريض مباشرة إلى غرفة القسطرة وعمل نفخ بالبالون والدعامة مباشرة ولكن هذا الإجراء لا يتوفر في كل المستشفيات وحتى التي تتوفر فيها القسطرة لا تستطيع عمل القسطرة في كل الأوقات وبالتالي فهناك علاجات طبية وأدوية تعطى عن طريق الوريد تعتبر مسيلة شديدة للخثرات وتعطى للمريض بالإضافة إلى علاجات أخرى خاصة بالقلب ونتيجة هذه الحالات في الغالب ممتازة جداً، ويحتاج هؤلاء المرضى إلى ملاحظة شديدة داخل جناح العناية القلبية الخاصة ويحتاج المريض في الغالب إلى الاستمرار على علاجات لمدى العمر.
عامل الوقت مهم للعلاج
* وسألناه عن الفترة الزمنية المطلوبة للمصاب بالذبحة الصدرية ليتمكن الطبيب من تدارك حالته؟
فأجاب: هناك مثل طبي يقول (زيادة الوقت يأخذ من العضلة) بمعنى أنه كلما تأخر الوقت كلما مات جزء أكبر من عضلة القلب، فالوقت يعتبر العامل الأهم في علاج الذبحة الصدرية، وهناك بعض الأبحاث التي قدمت في مؤتمر القلب الأوروبي الأخير الذي شاركت فيه مع زميلي الدكتور هيثم عودة ذكر فيه أن علاج الذبحة في وقت مبكر أهم من العلاج بالدعامة والبالون، فالحقائق الطبية تختلف ما بين يوم ويوم وتعتمد هذه الحقائق على الأبحاث العلمية التي ما زالت تتطور ويظهر في كل يوم، وبشكل عام فالعلاج بالقسطرة وعملية النفخ بالبالون ليست متوفرة في جميع المستشفيات في المملكة لذا أنصح المريض إذا كانت لديه بعض الأعراض التي سوف نتحدث عنها أن يتوجه إلى أقرب مستشفى فورا.
خناق الصدر جرس
إنذار بالذبحة
ويقول الدكتور محمد هيثم عودة استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية عن الذبحة الصدرية إنها الاحتشاء لعضلة القلب أو الجلطة القلبية الناتج عن انسداد الشريان وهناك مرحلة أخف منها لما يكون فهناك تضيق في الشريان (خناق صدر) وهذه المرحلة تأتي قبل الجلطة القلبية وتعتبر مرحلة إنذار للمريض لتفادي الذبحة القلبية.
ويضيف الدكتور محمد هيثم: إن أعراض الذبحة الصدرية بشكل عام هي ألم شديد يضغط في وسط الصدر ويشعر المريض باختناق وينتشر هذا الألم بشكل عام إلى الكتف الأيسر وإلى اليد اليسرى ومن الممكن أن يصل إلى الرقبة ويصل أيضاً إلى الفك السفلي فهذه أعراض الجلطة وتختلف عن أعراض خناق الصدر تكون أخف من أعراض الجلطة وتأتي غالبا من الجهد.
ومن أعراض الجلطة كذلك أن الألم يستمر لفترة أكثر من عشرين دقيقة وأحياناً يرافق هذا الألم ضيق في التنفس أو إغماء، والجلطة تأتي إما بشكل ألم أو أزمة رئة حادة أو هبوط في الضغط، ففي هذه الحالات يجب أن يتوجه المريض مباشرة لأقرب مستشفى ذي إمكانات كبيرة، وأجهزة القلب المتطورة ساعدتنا في الكشف المبكر لكثير من الإصابات القلبية.
ويقول الدكتور مصطفى: هناك بعض الأعراض غير الكلاسيكية التي قد يشعر بها بعض المرضى إضافة إلى أن نسبة 10 إلى 20% لا يشعرون بأي أعراض خصوصاً مرضى السكري وهذا يوضح أنه يجب الاهتمام بهذا المرض وعدم التهاون به ويجب أن يحرص مريض السكر على مراجعة الطبيب بشكل دوري لعمل فحوصات عامة ولتفادي حدوث مشاكل القلب بإذن الله وبالتحديد تضيق شرايين القلب مبكرا لأن هذه الجلطة التي من الممكن أن يصاب بها تسمى الجلطة الصامتة فيمكن أن تزيد الأعراض دون أن يشعر مريض السكر بذلك.
أسباب الذبحة الصدرية
ويشير الدكتور محمد هيثم عودة إلى أن الأسباب المؤدية إلى الذبحة الصدرية متعددة ويقول: من أهم هذه الأسباب التدخين وارتفاع نسبة الكولسترول والعامل الوراثي له دور كبير جداً في الموضوع وكذلك الداء السكري وارتفاع ضغط الدم فكل هذه عوامل مؤدية للذبحة الصدرية وتصلب الشرايين، والتقنية الرقمية في التصوير الصوتي للقلب ومهارة الاستخدام من قبل الطبيب عاملان مهمان للنجاح.
الذبحة الصدرية وعلاقتها بأمراض أخرى
* سؤال: هل معنى ذلك أنه من الممكن أن تأتي الذبحة الصدرية للشخص دون أي مقدمات؟
يجيب على هذا السؤال الدكتور مصطفى فقال: نعم قد تأتي ولكن الغالب أن هذا الأمر يحدث لكبار السن أو من لديهم عوامل أخرى مصاحبة مثل ارتفاع السكر في الدم أو ارتفاع في نسبة الكوليسترول أو مرض ارتفاع ضغط الدم أو أنهم مدخنون شرهون أو لديهم تاريخ عائلي قوي لأمراض تصلب الشرايين في أقارب أعمارهم صغيرة فهذه الحالات المفاجئة للذبحات الصدرية تنحصر غالباً في الأشخاص ذوي الاحتمالية العالية لحدوث تصلب الشرايين أو تسدد شرايين القلب، والذين ذكرتهم الآن.
ويضيف الدكتور مصطفى: كما أن عامل السن له دوره في حدوث الذبحة الصدرية والرجال أكثر عرضة للإصابة بجلطات القلب من النساء حيث ان النساء محميات بإذن الله سبحانه وتعالى بسبب الهرمونات، فالمرأة حتى تصل إلى سن انتهاء الدورة محمية إلى حد كبير من حدوث تصلب الشرايين أو الجلطات القلبية ولكن بعد انتهاء الدورة بسنوات بسيطة تساوي الرجل في احتمالية الإصابة بتصلب الشرايين.
فتصلب الشرايين في الواقع يبدأ في سن صغير ويتطور بشكل انسيابي لدى كل الناس ولكن تختلف سرعة تصلب الشرايين بوجود العوامل المؤدية إليه والتي ذكرها الدكتور محمد عودة كالضغط والسكر والكولسترول.
ذبحة مزمنة إذا
لم تبادر بالعلاج
يقول الدكتور مصطفى يوسف: الذبحة الصدرية تأتي مرتبطة ببعض الحالات المتعلقة بالقلب التي سبق ذكرها، وقد تصبح العواقب مزمنة ولكن في الغالب إذا عولج المريض في وقت مناسب يستطيع أن يعيش بصورة طبيعية على أساس أن الجزء الذي تضرر أو الذي مات من عضلة القلب صغير أما إذا كان الجزء الذي مات من عضلة القلب كبير تكون هناك مشاكل مصاحبة قد تؤدي إلى أعراض كثيرة لدى المريض فاحتشاء عضلة القلب أو فشل العضلة نتيجة محتملة للجلطة القلبية، وهذه لها مضاعفاتها ومشاكلها الكبيرة ويحتاج المريض المصاب بهذه الحالة لكمية كبيرة من الأدوية، حيث إنه قد يشكو من أعراض مثل ضيق التنفس عند المشي والحركة وكذلك عند النوم بالإضافة إلى اختلالات نبضات القلب التي قد يكون بعضها من النوع الخطر وقد تهدد حياة المريض.
كما أن هناك مضاعفات محتملة من العلاج نفسه، فالعلاج الذي يعطى في حالة الجلطة القلبية علاج مسيل شديد للدم وقد يؤدي بحد ذاته إلى حدوث نزيف لدى المريض والذي قد يكون في الدماغ مما قد يؤدي بحد ذاته إلى الوفاة أو تأثر شديد على الجهاز العصبي مما يؤثر على المريض على المدى البعيد بحدوث إعاقة دائمة محتملة، ولكن هذا العرض الجانبي احتماله بسيط خاصة بالمقارنة مع الفائدة المحتملة من هذا العلاج حيث ان الأثر الإيجابي على المريض أكثر بكثير.
علاقة الذبحة
بالانفعالات النفسية
* هل من الممكن أن يتسبب الخبر المفاجئ بالذبحة الصدرية؟
أجاب الدكتور محمد هيثم عودة بقوله: نعم من الممكن إذا كان لدى الشخص عوامل خطورة كداء السكري وارتفاع الضغط الدموي وارتفاع في الكلسترول أو إذا كان الشخص مدخناً فمن الممكن أن تكون العوامل النفسية الانفعالية سبباً لظهور أو لتطور هذا المرض بشكل مفاجئ.
الفياجرا لا تسبب الذبحة.. ولكن !!؟؟
* سؤال: بما أن الحديث عن الأدوية والعلاج، هل هناك تأثير أو انعكاسات سلبية جراء تناول أدوية أخرى لمصاب بالذبحة الصدرية؟
أجاب الدكتور محمد عودة بقوله: ليس هناك أدوية تسبب الذبحة الصدرية إلا إذا كان المريض في الأصل مصاباً بالضعف أو بالتعب وتناول حبوب الفياجرا التي تستخدم عادة للضعف الجنسي قد تتسبب في حدوث مشكلة كبيرة عند مرضى القلب إذا أخذت دون استشارة الطبيب وهذه من أهم الأدوية.
كما أن هناك أدوية مضادة للتخثر فبعض مرضى القلب إذا استخدم معها أدوية أخرى مثل الأسبرين وبعض المضادات الحيوية ممكن أن يتسبب ذلك في حدوث النزيف، وليس هناك أدوية تسبب بشكل مباشر الجلطة القلبية.
علاج الذبحة الصدرية
ويقول الدكتور عودة حول علاج الذبحة الصدرية: المريض أول ما يشعر بالأعراض يجب عليه أن يتوجه لأقرب مركز صحي من أجل البدء في العلاج وتجنب التأخير لأنه كما قلنا إنه كلما أسرع المريض في العلاج كانت الفائدة المرجوة أسرع.
وخلال السنوات القليلة الماضية تقدم الطب في علاج الجلطة القلبية بشكل كبير وخاصة بظهور مضادات التخثر أو ما يسمى ب(مميعات الدم) فتستخدم هذه الأدوية في الساعات الأولى من حدوث الجلطة القلبية بما يقارب الست أو السبع الساعات الأولى، وهذا التقدم العلمي بفضل من الله ساعد على حماية عضلة القلب فمثلاً (مميع الدم) وظيفته أن يعيد فتح الشريان مرة أخرى ويعيد جريان الدم، وهو يعطى عن طريق الوريد بالمستشفى ويعطى خلال الساعات الأولى من وصول المريض للمستشفى، فالمريض الذي يتأخر عن الوصول بما يقارب 12 ساعة الأولى من حصول أو بداية أعراض الذبحة فغالباً يكون حظه قد انتهى بإعطائه هذا العلاج فيتم إعطاؤه الأدوية التقليدية العادية.
وفي حالة إعادة جريان الدم بالشريان نكون قد تسببنا في إحياء العضلة من الموت بمشيئة الله تعالى وإرادته عز وجل وبعدها نحصل على عضلة سليمة في المستقبل أو شبه سليمة. وبذلك تكون الانطباعات القديمة أن الشخص إذا حدث له جلطة يتوفى مباشرة فرحمة الله عز وجل بنا أن سخر لنا هذا التقدم العلمي وتلافت مثل هذه الانطباعات ما عدا لو تأخر المريض في الوصول إلى المستشفى، ويمكن أن أقول أن 50% من المرضى لا يعرفون ماذا حصل لهم ولا يكون لديهم تصرف سريع فيتوفون، ونسبة مساوية تصل إلى المستشفى ويتم علاجهم عن طريق المميعات والأدوية التي توسع الشرايين والأكسجين ووضع المريض في العناية المركزة ومراقبة المريض فالمراقبة مهمة جداً والتي تحقق له الحماية من الاختلاقات كحصول تسرع في القلب فإذا كان تحت المراقبة يمكن عن طريق الصدمة الكهربائية رجوع القلب لوضعه الطبيعي أما إذا كان في البيت مثلاً فسيتوفى حتماً وهذا بإرادة الله كذلك النزيف وهبوط القلب المفاجئ وهذه الأعراض غالباً تحدث خلال الـ48 ساعة الأولى من حدوث الجلطة لذلك لا بد أن يكون تحت المراقبة في العناية المركزة وهذا جزء مهم من العلاج.
أدوية ولكن مؤقتة
وعن الأدوية التي يمكن إعطاؤها للمريض حال وصوله للمستشفى قال الدكتور مصطفى: يعتبر الأسبرين من الأدوية الأولى التي تعطى للمريض حال قدومه للإسعاف فلذلك إذا كان المريض بعيداً عن المستشفى أو لا يستطيع الوصول إلا بعد ساعات أنصح باستخدامه حتى يصل للمستشفى لأن أهميته وفائدته كبيرة، وما يجب أن يؤخذ في الاعتبار أنه في بعض الأحيان تكون أعراض أمراض القلب مشابهة لأمراض الجهاز الهضمي فإذا كان الألم في المنطقة التي وسط الصدر فقد يكون نتيجة قرحة في المعدة واستخدام الأسبرين يكون له أثر سلبي، فالأسبرين فقط للحالات التي تكون بعيدة عن المستشفى والتي لا يوجد عند المريض تاريخ قرحات المعدة أو أمراض في الجهاز الهضمي.
توسعة الشرايين
بالدعامات مأمونة
ويقول الدكتور مصطفى حول العلاجات الحديثة: علاج البالون والدعامات يعتبر علاجاً حديثاً وبدأ تطبيقها خلال السنوات الأخيرة، والدعامة هي عبارة عن أنبوب حديدي مصنوع من الصلب وهو صغير جداً يتخلله فراغات ومضغوط على بالون قوي حيث ينفخ البالون وبالتالي تتمدد الأنبوب الحديدي داخل الشريان للحفاظ عليه مفتوحاً للتقليل من احتمالية إعادة تضيقه في الوقت القريب وأيضاً على المدى البعيد، وتبقى الدعامة داخل جسم المريض إلى الأبد، وهناك أنواع حديثة من الدعامات مغطاة بأدوية تجعل فعاليتها أكبر وعن خطورتها قال الدكتور مصطفى إن خطورتها متفاوتة ونسبية، ومثل أي إجراء طبي لا بد أن يكون هناك خطورة محتملة، والخطورة المحتملة هنا تنتج عن عدة أشياء فهناك خطورة بسيطة بشكل عام وتتضمن حصول نزيف في الشريان الفخذي عند وضع القسطرة في الطرف السفلي، واحتمال بسيط لحدوث جلطة في الدماغ وهي نادرة ولكن عاقبتها سيئة كما هو الحال لاحتمالية حدوث جلطة في القلب من نفس الإجراء أو حدوث فشل في الكلى التي تزداد احتماليتها إذا كان هناك سكر أو إذا كانت حالة السوائل في الجسم منخفضة، أما احتمالية الوفاة من هذا الإجراء فهي بسيطة جداً ولكنها ممكنة، فيجب ألا ننسى أننا نتعامل مع جزء حساس جداً من الجسم وهو الشريان التاجي الذي يغذي أهم عضو في الجسم وهو القلب فلو توقف القلب توقفت الحياة.
القسطرة التشخيصية
يتحدث الدكتور عودة حول القسطرة التشخيصية ويقول: القسطرة التشخيصية هي اسم للفحص الذي يجريه المريض لفحص الشرايين التاجية، والناس يعتقدون أن كل شيء اسمه قسطرة فهو عبارة عن علاج فقط، فالقسطرة لا تقتصر على العلاج فهي عبارة عن إجراء تصوير للشرايين التاجية وتتم بإدخال المريض إلى الغرفة الخاصة بالقسطرة ويستلقي على ظهره وعن طريق إبرة صغيرة تدخل إلى الشريان الفخذي في منطقة المغبن وهي في أسفل البطن مع التقاء الفخذ نفسه، وعن طريق ما يشبه السلك الصغير وهو رفيع جداً معدني مجوف يدفع إلى منطقة القلب وإلى بداية الشرايين التاجية، فعندما يصل هذا السلك إلى بداية الشرايين التاجية نحقن المادة الملونة ونأخذ صور أشعة، ونرى كيف تتوزع هذه الصبغة في نفس الشرايين التاجية، فهذا ما نسميه عملية القسطرة وتصوير الشرايين التاجية.
القسطرة العلاجية
ويضيف: وقد تكون القسطرة تشخيصية وقد تكون علاجية مثل البالون والدعامة، وما نعمله في القسطرة العلاجية بالتحديد بعد ما نفتح فتحة صغيرة ونضع القسطرة تصور إلى فتحة الشريان التاجي ونمرر سلكاً دقيقاً جداً خلال القسطرة وعبر الامتداد الكامل في الشريان التاجي، وبعد ذلك نستعمل السلك كموجه نحرك من خلاله البالون عبر التضيق، ومن ثم إذا عبرنا التضيق بالبالون تنفخ البالون وينفتح الشريان، وفي كثير من الأحيان نستعمل البالون أولاً وبعد ذلك نمرر بالون آخر عليه دعامة ثم تنفخ الدعامة، وفي بعض الأحيان تستخدم البالون الذي تكون عليه الدعامة مركبة وجاهزة وننفخ مرة واحدة من البداية.
توسعة الشرايين بالدعامات أفضل العلاجات
* سؤال: ما هو البالون؟ وهل توسعة الشرايين بالدعامات أحد أو آخر الحلول؟
يجيب الدكتور مصطفى بقوله: البالون هو عبارة عن جسم بلاستيكي نستطيع نفخه بدرجات عالية من الضغط الجوي داخل الشريان التاجي.
وتعتبر توسعة الشرايين بالدعامات أحد الحلول، وأصبحنا نستخدمها بشكل كبير، فهذا علم حديث نسبياً وله فائدة كبيرة، وإذا قارنا هذا الأسلوب بالعلاجات الطبية وجدنا أن فتح الشرايين بالدعامة والبالون يعطي نتيجة أفضل بإذن الله تعالى، فيجب أن نجعله من أوائل الطرق العلاجية التي نتعامل بها مع أمراض شرايين القلب.
الدعامة..ليست للشرايين فقط
* سؤال: توسعة الشرايين بالدعامة هل يقتصر على شرايين القلب؟
أجاب الدكتور مصطفى: لا.. ليست فقط لشرايين القلب، بل يعمل للشرايين الطرفية وشرايين الكلى بالإضافة إلى الشرايين المؤدية إلى الدماغ.
ويضيف الدكتور مصطفى: أريد أن أنوه إلى أن فكرة التوسيع بالبالون والدعامة ليس هو الأساس، ويكون الأساس عندما يتوفر المكان المجهز بشكل جيد وأيد طبية خبيرة، وإلا فإن نتيجته لن تكون أكثر من العلاج، وهناك بعض الدراسات أثبتت أنه إذا عالجنا المريض خلال الساعات الأولى بوضع الدعامة أو بنفخ البالون قد يعطي نتيجة أفضل ولكن المهم في هذا هو إعطاء مميع الدم في الساعات الأولى، وهذا متوفر ولله الحمد في جميع مستشفيات المملكة، بينما الدعامة متوفرة في عدد قليل من المراكز الطبية.
الدهون والجلطة القلبية
* سؤال: ما علاقة الدهون بالذبحة الصدرية خاصة وعلاقة الدهون الحميمة ببعض الأكلات؟
يقول الدكتور مصطفى: هناك علاقة قوية بين ارتفاع نسبة الكلسترول في الدم وبين تصلب شرايين القلب والذبحات الصدرية، وارتفاع الكلسترول السيئ في الدم له عدة مسببات أحدها وراثي وهو عامل مهم جداً، والعامل الآخر هو العامل الغذائي حيث ان الوجبات المحلية بشكل عام تتضمن كميات كبيرة من اللحوم الحمراء مثل لحوم الأغنام، في ظل عدم تناول الطعام الصحي الكافي المحتوي على الخضراوات الطازجة والفواكه والإكثار من الدهون واللحوم الحمراء والنشويات التي تزيد من السمنة بالإضافة لعدم ممارسة الرياضة، فإن نسبة الكوليسترول المرتفعة موجودة عند الكثير.
وعقب الدكتور محمد عودة بقوله: في المملكة أثبتت بعض الدراسات أن نسبة الداء السكري مرتفعة عن غيرها من البلاد وهذا بسبب زيادة الذبحة الصدرية، بالإضافة إلى زيادة عدد المدخنين، وأستغرب من هؤلاء المدخنين لأن التدخين من الأسباب التي يمكن منعها أما إذا أصيب الشخص بسكر أو بارتفاع ضغط الدم أو بالكلسترول أو لديه تاريخ عائلي فهذا لا يستطيع أن يعمل شيئاً بخلاف التدخين الذي هو في يد الشخص بشكل كبير.
السمنة والذبحة الصدرية
ويشير الدكتور عودة إلى أن السمنة في منطقة البطن فقط أخطر من تواجد الشحوم أو توزعها على باقي الجسم كالأطراف وباقي الجسم، وأن السمنة في منطقة البطن عامل من عوامل الخطورة وليس سبباً مباشراً.
وبالنسبة إلى إصابة الأطفال بالذبحة الصدرية أو الجلطة فيشير إلى أن هناك سببين إما أن يكون لدى الطفل تشوه خلقي في الشرايين التاجية نفسها أو إصابة هذا الطفل بارتفاع في الكولسترول الوراثي.
أغذية تقلل إصابة
تصلب الشرايين
* سؤال: يقال ان الثوم يعمل على التخفيف من تصلب الشرايين، ما هو تعليقكم؟
يقول الدكتور عودة: لا توجد أي علاقة مثبتة للثوم وقيامه بالتخفيف أو الحد ولو بنسبة معينة من الإصابة، ولا أعرف لماذا يتداول الناس هذه المعلومة الخاطئة. أما زيت الزيتون ينصح بالإكثار منه لأنه فيه فائدة كبيرة للحد من تصلب الشرايين، وكذلك زيت السمك أثبتت الدراسات بأن له علاقة إيجابية في هذا، ولكن إذا قارنا فائدة هذا الزيت وغيره بفائدة العلاجات الطبية التي نصفها فلا يوجد مقارنة في هذا حيث ان فائدة العلاجات الطبية أكبر وأفضل.
وأشير إلى أن لحم السمك يعتبر من أفضل اللحوم ويأتي في الدرجة الثانية الدجاج وخاصة اللحم الأبيض منه ويجب أن يكون الدجاج بدون الجلد.
حبة أسبرين واحدة ولكن.. !
* سؤال: تناول حبة أسبرين بعد سن الأربعين أصبح عادة لدى بعض الناس، فهل هذا مفيد؟
يقول عن هذا الدكتور مصطفى: نعم هذا اعتقاد شائع يجب معرفة أنه ليس هناك اي إثبات علمي لأخذ كل الأشخاص عند سن الأربعين لحبة إسبرين، وفي المقابل هناك ضرر محتمل من تناول الإسبرين بشكل عشوائي، فالإثبات العلمي للتقليل من تطور تصلب الشرايين والجلطات القلبية ثابت في حالة تضيق معروف في شرايين القلب التاجية إما بجلطة سابقة أو بوجود أعراض تدل على خناق الصدر. وأما بالنسبة لأخذه من الناحية الوقائية فهذا للأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية أخرى مثل السكر والضغط. وبالتالي لا يجب على أي شخص أخذ الأسبرين دون الرجوع للطبيب وعند وجود حالات مصاحبة أخرى. وبشكل عام انا لا أنصح بأخذ علاج لا يحتاجه الشخص، وهناك بعض الدراسات الخاصة بالجهاز الهضمي التي تدل على أن الإسبرين له فائدة محتملة بالنسبة للتقليل من حالات الأورام في الجهاز الهضمي ولكني لن أدخل في هذا الموضوع بالتفصيل لأنه خارج عن مجالي.
تخطيط القلب مهم لتقييم الذبحة الصدرية
ويضيف الدكتور مصطفى: إلى أن تخطيط القلب يساعدنا كثيرا في تقييم الجلطات القلبية، وهناك فحص دم عن انزيمات القلب لأنزيم حساس جداً يستعمل لإعطاء فكرة عن وجود أي جلطة قلبية ولو كانت صغيرة، وهناك طرق أخر للكشف عند احتمالية الإصابة بالجلطة قبل حدوثها وذلك عن طريق فحص الدم والكشف عن الكلسترول إذا كان مرتفعاً أم لا، وكذلك فحص السكر في الدم مهم جداً إجراؤه من وقت لوقت وخصوصاً لدى الرجال. بعد ذلك التقينا الدكتور عبد الإله المبيريك استشاري قلب في مستشفى الملك خالد ليشاركنا في هذا الموضوع:
وخز كالإبرة فقط
* د. عبد الإله كيف تجرى عملية قسطرة القلب؟
يتم إجراء القسطرة القلبية في العادة دون اللجوء إلى تخدير عام، وكل ما يحتاجه الأمر إعطاء تخدير موضعي في منطقة المرفق أو المغبن. ويدخل الطبيب الكثتار من شريان في الذراع أو في المغبن (أعلى الفخذ)، ومن ثم إلى الشريان، وكل ما يشعر به المريض هو وخز الإبرة فقط. ويدفع الكثتار حتى يصل إلى الشريان الأبهر تحت المراقبة الشعاعية، ثم يدخل في فوهة الشريانين التاجيين، حيث تحقن هناك مادة ظليلة تصور الشرايين، ومن ثم إلى البطين الأيسر لتصوير هذا البطين.
وقد يشعر المريض بحرارة عابرة في الصدر تنتشر إلى باقي الجسم، أثناء حقن المادة الظليلة، ولكن سرعان ما يزول هذا الشعور خلال لحظات. ويمكن للمريض مشاهدة كل ما يجري على شاشة تلفزيونية تعرض مباشرة صورة الشرايين والقلب عند المريض، وبعد أن يسحب الكثتار من الشريان توضع بعض الشريط اللاصق مكان إدخاله، أو يضغط على الشريان في المغبن لمدة 10 دقائق على الأقل، وينبغي أن يريح المريض ذراعه أو ساقه التي أجريت فيها القسطرة لعدة ساعات بعد القسطرة تتراوح بين 4-6 ساعات ولا تجرى القسطرة القلبية عادة إلا إذا كان لدى الطبيب شعور بأنها سوف تعطي معلومات إضافية هامة في خطة علاج المريض.
وقسطرة القلب فحص أساسي لتقرير ما إذا كان المريض بحاجة إلى توسيع للشرايين التاجية بالبالون، أو لعملية وصل لشرايين القلب.
التوسيع بالدعامات أقل كلفة
* كيف يتم توسيع شرايين القلب التاجية وما هي فوائدها
استعملت هذه الطريقة في علاج أمراض شرايين القلب التاجية لأول مرة عام 1977. ومنذ ذلك الحين انتشر استعمالها على نطاق واسع.
وقد أثبتت هذه الطريقة جدارتها كبديل عن عمليات وصل شرايين القلب Coronary bypass في حالات محددة.
ومن فوائدها تجنب مشاكل إجراء عملية كبرى كعملية وصل الشرايين. وتمتاز بأنها أقل كلفة من الناحية المادية للمريض وللمستشفى أيضا، كما أنه لا يحتاج فيها للمكوث في المستشفى لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام. ويعود فيها المريض إلى حياته الطبيعية بصورة أٍسرع.
ويتضمن إجراء توسيع الشريان بالبالون إدخال قثطار (لي) خاص داخل الشريان الفخذي عادة، ويتم دفع هذا القثطار حتى يصل إلى الشريان الأبهر (الأورطي)، من ثم يدخل إلى الشريان التاجي (الإكليلي) المتضيق. ويوجد قرب نهاية القثطار بالون يتم نفخه عند مكان التضيق في الشريان لفترة قصيرة جدا، مما يوسع الشريان ويزيد من تدفق الدم إلى عضلة القلب.
وقبل القيام بعملية توسيع الشريان التاجي المتضيق، يجب إجراء قسطرة للقلب تشخيصية لتحديد مكان التضيق وشدته بدقة، وهناك طرق للكشف عند احتمالية الإصابة بالجلطة قبل حدوثها بفحص الدم والكلسترول وفحص السكر في الدم مهم جداً إجراؤه من وقت لوقت وخصوصاً لدى الرجال.
وهناك حالات لا يمكن فيها إجراء التوسيع بالبالون، كوجود تضيق طويل جدا في الشريان أو لوجود التضيق في أماكن معينة.
ويعتقد حاليا أنه يمكن إجراء التوسيع بالبالون في غالبية حالات تضيق الشرايين التاجية. وتستخدم الآن في توسيع أكثر من شريان متضيق واحد. وتبلغ نسبة نجاح عملية التوسيع بالبالون حوالي 90 % - كما قد يتم وضع دعامة stent - وهي على شكل لولب معدني محمول على البالون - في الشريان بعد توسيعه في عدد من الحالات.
وقد يستخدم التوسيع بالبالون في الساعات الأولى من حدوث جلطة القلب لفتح الشريان المسدود في بعض مراكز القلب المتخصصة.
الفرق والنتائج
* ما هي نتائج توسيع الشريان التاجي بالبالون أو الدعامات، وما الفرق بينهما؟
يؤدي إجراء التوسيع بالبالون إلى زوال ألم الذبحة الصدرية في معظم الحالات، ويعطى عادة الأسبرين بعد إجراء التوسيع بالبالون، لمنع حدوث أي تخثر في موقع التوسيع، كما يعطى دواء يسمى في حال استخدام الدعامة ولمدة محددة يقررها الطبيب المعالج.
ولكن قد يعود الشريان فيتضيق من جديد في ربع الحالات تقريبا، خلال الأشهر الستة التي تعقب التوسيع بالبالون، مما يستدعي إعادة التوسيع بالبالون من جديد، وقد قلل استعمال الدعامات المعدنية من احتمالية تضييق الشريان مرة أخرى إلى نسبة أقل من ذلك، ولذلك نستعمل الدعامات الآن في أغلب حالات توسيع الشرايين.
وقد استخدمت أشعة الليزر أثناء التوسيع بالبالون، كما استخدم جهاز يستأصل العصيدة الشريانية التي تسبب التضيق في الشريان التاجي إلا أن هذه الوسائل لم تتمكن من الإقلال من مضاعفات التوسيع بالبالون، ولم تقلل من احتمال عودة التضيق في الشريان بعد توسيعه بإحدى هذه الوسائل.
* ما هي الأمراض التي تصيب الشرايين التاجية وما أسبابها؟
ينتج مرض الشرايين الإكليلية عن تضيقها، إذ تتوضع الدهون على جدران الشرايين يؤدي هذا التضيق إلى نقص في كمية الدم الواصل إلى عضلة القلب، وينتج عن ذلك الذبحة الصدرية كما يزيد التضييق من خطر انسداد الشريان بواسطة خثرة دموية، مما ينتج عنه حدوث احتشاء عضلة القلب، وعندما يزداد تضيق الشرايين، يشعر المريض بآلام أو انقباض في الصدر ؛ هذا ما نسميه خناق الصدر يمكن للألم أن ينتشر إلى الكتف أو الذراع الأيسر أو العنق أو الفك السفلي و يهو يأتي عادة أثناء التوتر النفسي و الجهد الجسدي، خلال فترات البرد خاصة، وهناك عدة عوامل في تطور مرض الشرايين ومن أهمها مايلي الكوليستيرول، التدخين، ارتفاع ضغط الدم، التوتر النفسي، قلة النشاط الجسدي، الداء السكري، زيادة الوزن، كما أن هناك عوامل أخرى كالوراثة العائلية، الجنس، العمر.
وبالمناسبة فإن الحصول على دورات الانعاش القلبي الرئوي التي تقام في هذا المجال ساعدت الكثير من الأسر في إنقاذ من يصاب من أفراد العائلة بإذن الله.
قياس الضغط الشرياني
للطفل ضروري
وقد التقينا بالدكتورة حنان السماق استشارية أمراض القلب الولادية بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي بعيادتها وطرحنا عليها عددا من الأسئلة:
* ما هي أسباب ارتفاع ضغط الدم الشرياني لدى الأطفال؟
فقالت: يجب أن نتذكر أن ارتفاع ضغط الدم الشرياني في سن الطفولة هو في معظم حالاته ثانوي وليس أساسيا كما هو الحال عند البالغين، وهذا يجعل الفحص السريري الجيد المرتبط بقياس الضغط الشرياني بشكل روتيني في عيادات طب الأطفال أمرا أساسيا وضروريا لأن اكتشاف هذا المرض مبكرا وعلاجه في الوقت المناسب يؤدي لشفاء كامل عند هؤلاء الأطفال وبالتالي نضمن الوقاية من مضاعفاته الخطيرة على القلب والأوعية الدموية والنمو.
تجنب الانعكاسات الخطيرة
* هل للسمنة وقلة الحركة والتغذية السيئة علاقة بارتفاع الضغط الشرياني والتصلب الوحيدي المبكر؟
إن نظام الحياة الحالي الذي يشجع على الوجبات السريعة بكل ما فيها من أملاح ودهون عالية إضافة ل (الكولا بأنواعها) كانت النتيجة زيادة فعلية بنسبة السمنة بين مجموعات الأطفال ومن زيادة نسبة الكوليسترول والشحوم لديهم وما إلى ذلك من مضاعفات بزيادة نسبة أصابتهم بأمراض خطيرة كالسكري وارتفاع الضغط الشرياني والتصلب الوحيدي المبكر وماله من انعكاسات صحية سيئة وخطيرة على صحة هؤلاء الأطفال والشباب عموما لذلك لابد من الدعوة المشددة للعودة لعاداتنا الغذائية السليمة والابتعاد عن هذه الأغذية المعلبة والمستوردة التي تنعكس وبالا على صحة أطفالنا.
كما ندعو الأهل لتشجيع أطفالهم على ممارسة الرياضة والحركة والتي تضمن لهم نموا سليما بعيدا عن الأمراض الخطيرة.
ضيق الشرايين منذ الولادة
وتقول الدكتورة حنان: تعتبر قسطرة الشبكة أو الدعامة أحد انواع القسطرة العلاجية بمعنى ان يتم عمل القسطرة التشخيصية أو كان بعدها يتم تركيب الدعامة أو الشبكة وتستخدم الشبكة لإعادة الشرايين أو الاوردة الضيقة إلى محيطها الطبيعي.
* هل السمنة عند الأطفال لها علاقة بأمراض القلب؟
تقول الدكتورة حنان: هناك علاقة تناسب طردي بين ارتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول من جهة والسمنة من جهة أخرى..
الكشف المبكر على الطفل القادم
وتضيف الدكتورة حنان: الإنجاب المتأخر للمرأة بعد سن الأربعين وحتى بعد سن ال 35 كثيرا ما يكون سببا في زيادة نسبة الأمراض الخبيثة والكرموزميتية عند الأطفال وأشهرها متلازمة داون، لذا ننصح بالمبادرة بالإنجاب بسن مبكرة ونوجه في حال حدوث الحمل في سن متأخرة أن تخضع الأم الحامل باستقصاءات تشخيصية والكشف المبكر إن كان هناك أي تشوه جيني لدى الطفل القادم.
|