* حوار : عيسى الحكمي:
أكد الدولي ناصر الحمدان حكم النسخة الثانية من نصف نهائي كأس ولي العهد بين الهلال والاتحاد ان نجاحه البارز في قيادة المباراة يتوج مستوى الحكم السعودي والثقة التي زرعها المسؤولون بقيادة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، وما يجده الحكام من تعاون وتشجيع منقطع النظير من قبل لجنة الحكام الرئيسية.
وأضاف في حوار خاص ل«الجزيرة» ان لاعبي الهلال والاتحاد كانوا شركاء في رحلة النجاح مؤكداً ان قراراته التي قوبلت بالاشادة تعود الى ذلك التعاون.
ورحب الحمدان بقيادة أي مباراة تسند اليه مشيدا في ذات الوقت بحضوره البارز في تصفيات تايلند الآسيوية. وأستعرض في الحوار لعدة جوانب من خلال الأسطر التالية:
توتر الهلال والاتحاد «الفظيع» تغلبنا عليه بتعاون اللاعبين و حالة بدرا والصقري لا تستحق طرد الأول وأنا مقتنع بالأصفر
* أجمع المتابعون محلياً وخارجياً عبر وسائل الاعلام ان ناصر الحمدان كان نجم النسخة الثانية من نصف نهائي كأس ولي العهد التي جمعت الهلال بالاتحاد فما هي الانطباعات التي تولدت لديك بعد كل هذه الأطروحات المنصفة؟
- أولاً الحمد لله أولاً وأخيراً، وثانياً إرادة الانسان وعزيمته والجو المناسب الذي توفر قبل المباراة وخصوصاً الاتصال الذي تلقيته من قبل الأستاذ عمر الشقير رئيس لجنة الحكام ونائبه الأستاذ عبدالله الناصر والذي كان له الدور الأكبر في توفر الجو النفسي لي لأقدم مباراة جيدة بشهادة الجميع.
* ومثل هذا الانطباع ماذا يضيف لك؟
- لاشك ان الانطباعات الطيبة من الداخل والخارج ومن منسوبي الفريقين اعتبرها وساماً وشهادة لي وقبل ذلك للتحكيم السعودي، وما قدمته يقدمه كل الزملاء في غالبية المباريات، ولا أنسى تعاون الزملاء محمد سعد بخيت ومحمد الغامدي وعلي المطلق ومراقب المباراة حمد الحميميدي من أهم أسباب وصول المباراة الى بر الأمان.
* من داخل ساحة المنافسة كيف تقيم تلك المباراة من الناحية التحكيمية؟
- في الحقيقة المباراة شهدت في شوطها الأول توتراً أقل ما يوصف به أنه «فظيع» لكننا تعاملنا كطاقم حكام بما يجب واتمنى ان نكون قد وفقنا فلو قابلت الانفعال بمثله لخرجت المباراة من اطار السيطرة، وهناك نقطة مهمة أود اضافتها فاللاعبون ورغم أنهم عاشوا عز التوتر إلا أن بوادر التعاون كانت واضحة وأنا أشكرهم من الأعماق.
الإعلام.. الإعلام
* توتر اللاعبين ظاهرة أصبحت غريبة في أغلب المباريات الحاسمة رغم ان الأجواء مكشوفة ولا يوجد ما يدعو لذلك.. برأيك ما هي الآثار المسببة لمثل هذا الوضع؟
- أخي اسمح أقولها بصراحة: الإعلام.. الإعلام.. ثم الإعلام..
* لماذا؟
- لأنه هو الذي فتح المجال للآخرين ليتحدثوا بما يوتر الأجواء بين الفرق والذي اتمناه بصراحة من اعلامنا العزيز تقنين التصاريح ولهجتها واختيار النمط المحبب للقارىء والمتابع، وباعتقادي ان وجود مديري تحرير على قدر من الكفاءة والمقدرة كفيل ان شاء الله بتخفيف حدة أسباب هذا التوتر في بعض المباريات.
بدرا لا يستحق الطرد
* في مباراة الهلال والاتحاد حصلت على درجة الاشادة بحضورك المميز في هدف الاتحاد الملغي ولكنهم أخذوا عليك عدم طرد لاعب الهلال بدرا فما تعليقك؟
- بالنسبة للحالة الأولى وهي هدف الاتحاد فقد أوضحت تداعيات قراري أكثر من مرة والحمد لله ان قراري تطابق مع خط الانصاف الذي وجدته من المتابعين في الداخل والخارج.
أما بالنسبة لكرة بدرا وزميله صالح الصقري ان كانت زاوية الرؤية بالنسبة لي واضحة ولكن لنأخذ الحالة بمنطق قانوني.. فالكرة كانت في متناول الصقري وبدرا ونتيجة للروح القتالية بين اللاعبين لاستخلاص الكرة حدث الإندفاع المشاهد بينهما ونتيجة التقابل بعد مرور الكرة حدث الدخول بينهما وحدثت على إثره إصابة الصقري فأنا من وجهة نظر قانونية بحتة فان دخول اللاعب نحو زميله كان بغرض استخلاص الكرة ولم يكن بهدف إيذاء زميله أو التعمد في ضربه وأنا لا أسميه عنفاً وإنما اندفاع من اتجاهين متقابلين بقصد الكرة بروح قتالية وهذا يندرج تحت التهور الذي يندرج تحت بند سوء السلوك وسوء السلوك يستوجب عليه الحصول على بطاقة صفراء وهذا رأي ولا زلت عنده ومتأكد من صحة قراري.
منظر لا أفضله
* أستاذ ناصر هناك نقطة مثار تساؤل بعد نهاية كل مباراة نرى خروج الحكام وسط هالة من «الحراسة» ألا ترى أنها تترك أثراً سلبياً في نفس الحكم ومن غالب المشاهدين بعد كل مباراة؟.
أنا شخصياً لا يوجد لدي إحاطة كاملة بالأسباب ولكن الملاحظ انه بنهاية المباراة أصبح تقليداً دارجاً تواجد رجل الأمن داخل الملعب وأعتقد ان ذلك قد يكون مبني على تعليمات صادرة لهم بالاتجاه نحو الحكم فور انتهاء المباراة لحمايته من أي تطاول من أي عنصر في الملعب، ولكن من وجهة نظري الشخصية أتمنى أن نلغي فكرة دخول رجال الأمن الى الملعب لأن هذا يوحي الى أن الحكم أخطأ ولولاهم لكانت هناك مشاكل حتى أن بعض المباريات تكون من أجمل المباريات في سيرها ومع ذلك يدخل رجال الأمن الى ساحة الملعب بعد صافرة النهاية وفق الواجبات وما يمليه عليهم عملهم بالطبع ولكنني أتمنى إلغاء هذه الفكرة إلا في المباريات التي يظهر للعيان وجود توتر داخل الملعب لتكون حالات استثنائية.
مستعد للثانية!!
* الحكم ناصر الحمدان يغيب طويلاً ثم يعود في مباريات حاسمة فهل أنت رجل الطوارئ في لجنة الحكام السعودية؟.
أولاً أنا كلي ثقة في لجنة الحكام الرئيسية والقائمين عليها، وكلي جاهزية واستعداد لإدارة أي مباراة في دوري ممتاز أو درجة أولى أو ثانية، فأنا لا أخفيك تعرضي لإصابة في الفترة الماضية والأستاذ عمر الشقير وعبدالله الناصر يعرفان ذلك ولم أستبعد، وبعد الإصابة عدت وعندما أكلف بمباراة مثل هذه فأعتقد انها شاهدة بقدراتي وثقة مقدرة نابعة من الإعداد الجيد للحكم السعودي والدعم المتواصل من المسؤولين وعلى رأسهم الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه الأمير نواف بن فيصل الذين زرعوا اللبنة الأساسية للحكم السعودي وأسسوا قواعد انطلاقته التي تجاوزت الحد المحلي الى الميدان الخارجي.
في تايلند
* بمناسبة التواجد الخارجي للحكم السعودي .. كيف يرى ناصر الحمدان مشاركته في قيادة مباريات تصفيات تايلند الآسيوية مؤخراً؟.
أولا أشكر ثقة الاتحاد الآسيوي في شخصي بتكليفي لأكون أحد حكام تصفيات ربع نهائي بطولة الأندية الآسيوية من خلال المجموعة الأولى في تايلند والحمد لله كانت المشاركة ناجحة الى حد بعيد فقد أدرت المباراة الأولى بين بطل اليابان جابيلو إيوانا وبطل تايلند وتعادلوا «2/2» وفي اليوم الأخير في البطولة كلفت بقيادة المباراة الفاصلة لتحديد بطل المجموعة بين بطل العين وتايلند التي كسبها الأخير «2 1» والحمد لله وفقت لأقدم ترجمة بسيطة لمكانة ومستوى الحكم السعودي وأنا أتمنى أن أشاهد حكاماً سعوديين في استحقاقات إقليمية وقارية وعالمية قادمة ليثبتوا ان الحكم السعودي حكم متمكن وقادر على قيادة أي مباراة وعلى أي مستوى.
حكم النهائي
* في الختام ماذا تقول لحكم نهائي كأس ولي العهد؟.
في الحقيقة من كل قلبي أتمنى له النجاح والتوفيق وكذلك للفريقين الهلال والأهلي وأهنئهم جميعا بشرف السلام على راعي المباراة سمو سيدي الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد نائب برئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني كما أتمنى التوفيق دائماً للرياضة السعودية بقيادة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل لنواصل حصادنا ونجاحنا وحضورنا المشرف على كل المستويات وشكراً لـ «الجزيرة».
|