**..خرجت الصحف الأمريكية بأخبار وتقارير ومقالات حول اقتراب لحظة المواجهة بعد ان أصبحت القوات الأمريكية على مقربة من العاصمة العراقية بغداد، ونوهت بأن المعركة القادمة لن تكون سهلة، لأن حرب المدن أصعب بكثير من الحروب المكشوفة، لكنها كانت أكثر تفاؤلا في الحديث عن سير المعارك.وفي المقابل حملت الصحف الفرنسية بشدة على الموقف الأمريكي وزيارة كولن باول وزير الخارجية الأمريكي لبروكسل وحديثه عن دور الأمم المتحدة في اعمار العراق، ورأت الصحف ان باول حمل رسالة أمريكية واضحة وهي ان «الكعكة» العراقية ستكون من نصيب بلاده، أما عمليات الاعمار فهي للأمم المتحدة وهي عملية تقسيم غاية في الصعوبة. الصحف الأيرلندية نظرت لما يجري نظرة انسانية إذ قالت ان التاريخ لن يرحم أولئك الذين أسالوا دماء العراقيين الأبرياء أنهاراً، وستلحقهم اللعنات أينما حلوا بسبب الأعمال غير الانسانية التي يرتكبونها ليل نهار. خرجت الصحف الروسية تتحدث عن تظاهرة قام بها مسلمون روس باحدى المناطق تدعو الى الجهاد ضد الأمريكان وقالت ان بعض المسلمين لم يشعروا بارتياح للشعارات التي طرحت خلالها. كما سخرت من موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورأت أنه ضد الحرب على العراق وضد هزيمة الأمريكان في آن واحد!!. الصحف البريطانية حذرت من خطورة حرب المدن وتوقعت سقوط ضحايا كثيرين إزاء ذلك. كما استنكرت استخدام الأسلحة المحرمة دولياً مثل القنابل العنقودية وغيرها وقالت: إن بريطانيا وأمريكا تستخدمان هذه الأسلحة بحق المدنيين لما يتعارض مع مبدأ خطر ايذاء المدنيين زمن الحرب. **
البوسطن جلوب
علقت الصحيفة على ما أسمته الاستراتيجية الأمريكية المعدة حاليا لإغلاق الطريق أمام النظام العراقي، حيث كتبت تحت عنوان «استراتيجية خنق النظام» تقول: ان اندفاع القوات الأمريكية نحو مطار صدام الدولي يأتي اعدادا للطريق أمام المرحلة التالية من الاستراتيجية الأمريكية وهي: محاصرة بغداد، وضييق الخناق على صدام وأعوانه عن بقية أطراف العراق، ثم تأتي بعد ذلك الضربات الجوية المحكمة نحو الأهداف الأرضية التي تشكل نقطة هجوم وخطورة، وبعد ذلك يتم اسقاط النظام واقتلاعه.
واختارت الصحيفة عنوان «المارينز يشاركون أسرة زراعية تناول القهوة» لتقول: إن العلاقات والاتصالات بين القوات الأمريكية والعراقيين ليست كلها محصورة في الرصاص والقنابل.. ففي مدينة الزبيدية على أطراف نهر دجلة، جلس أفراد من المارينز مع أسرة قروية عراقية شربوا القهوة وتبادلوا التحية إنها فترة ممتعة للراحة على حد تعبير أحد عناصر المارينز.
وعلى صدر صفحتها الأولى نشرت خبراً بعنوان «بناء نظام جديد».
وقالت: إن القوات الأمريكية والبريطانية في ميناء أم قصر بالجنوب بدأت في بناء أول نظام مدني جديد يحل مكان النظام البعثي.
وجاءت افتتاحية الصحيفة بعنوان «دروس فيتنام تلاشت في العراق» وقالت: إن الفيتناميين في أول مواجهة مع الأمريكيين قبل خمسة عقود طوروا تكتيكا جديداً في الحرب في قرية أيادرانج وكان التكتيك عبارة لمن اقترب من الأمريكيين الى الدرجة التي جعل نيران أسلحتهم وقوتهم لا تصيب الهدف مباشرة.
وتقول الصحيفة ان هذا الدرس استفاد منه العراقيون عام 1991م فقط حينما وضعوا أسلحتهم الدفاعية في الصحراء أما حاليا، فالعراقيون يستدرجوننا لحرب مدن أو بتعبير آخر اقترب من الأمريكيين وأمسك كل واحد من خصره.
نيويورك تايمز
في الصفحة الأولى تطالعنا عدة عناوين أبرزها «القوات الأمريكية تحتل مناطق من مطار بغداد الرئيس» وتقول إن هذه القوات تسيطر حاليا على عدة أجزاء من مطار العاصمة العراقية وتستعد للسيطرة الكاملة عليه تمهيدا لبدء المرحلة التالية من حصار بغداد وازاحة النظام.
ونشرت كذلك تصريحات لدونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي حمل عنوان «القوات العراقية أصبحت ضعيفة لكنها لا تزال تشكل خطراً حذر فيه الوزير الأمريكي من التقليل بوجود مقاومة عراقية وقال: إنه وإن كانت أجزاء كبيرة ووحدات عدة من الجيش العراقي قد انهارت خلال الأسبوعين الماضيين إلا ان القوات الباقية لا تزال تشكل خطرا كبيرا ويمكن ان تسبب لنا أضراراً تفوق ما وقع، حيث من المعتقد ان تستميت في دفاعها في اللحظات الأخيرة التي تسبق النهاية المحتومة.
وعلقت الصحيفة على ذلك بالقول إن تصريحات رامسفيلد تعكس حقيقة ان مصير القوات العراقية المدربة جيدا والتي تتولى الدفاع عن الرئيس صدام حسين غير واضح.
وتطرقت الصحيفة الى دور الأمم المتحدة ما بعد الحرب في العراق.
وقالت: إن أمريكا وحلفاءها الغربيين أعلنوا عن توصلهم لاتفاق كبير حول ضرورة ان يكون هناك دور للمنظمة الدولية في اعمار العراق بعد انتهاء الحرب غير ان هناك انقساما حول بعض التفاصيل حول هذا الدور.
يو إس إيه تو داي
أكدت الصحيفة ان سقوط مطار بغداد صار وشيكاً وقالت إن هناك حربا تدور بين القوات الأمريكية المدعومة بالطائرات وبين القوات العراقية وان هذه المعركة تتم من مبنى الى مبنى وذلك لتطهير جيوب المقاومة من المطار.
وقالت: إن المدنيين في العاصمة يعانون من انقطاع الكهرباء وعدم توفر المياه ويعتقدون ان الحصار بات وشيكا.
وتحت عنوان «معركة بغداد ستكون دموية» قالت: إن الجنود الأمريكيين الذين يحاصرون بغداد يعملون من أجل تجنب الفصول السوداء في تاريخ العسكرية الحديثة في اشارة الى ان الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد.،
وأشارت الى ان معارك دارت في بلدان مثل ستالنجراد وجروزني أوقعت ضحايا كثيرين. ومن ثم يجب الخروج بعيدا عن فخ حرب المدن.
وتحت عنوان «المجندة جيسكا تبدو جيدة بعد أول عملية جراحية» قالت: إنه أجريت للمجندة الأمريكية جيسكا لينش التي تم تحريرها من أيدي القوات العراقية أول عملية جراحية في العمود الفقري وهي تبدو بصحة جيدة وسيتم خلال ساعات اجراء عملية أخرى لها في ساقيها. ونشرت صورة لها بالملابس المدنية قبل بدء الحرب.
لوس انجيلوس تايمز
في الصفحة الأولى نشرت صورة لدبابة أمريكية وبجوارها طائرة عراقية مدنية شبه مدمرة وقالت: إنه رغم حصار ميناء بغداد من جهتين إلا ان هناك مقاومة وذكرت ان العاصمة العراقية تبدو هادئة في الوقت الحالي.
وتحدثت عن «تزايد مخاوف الهجوم الكيميائي» وأوضحت ان هناك احتمالا بوجود أسلحة بيولوجية وكيميائية واستخدامها لصد الهجوم الأمريكي على بغداد.
وبعنوان «أمريكا تخطط لنظام آخر» قالت : إن الادارة الأمريكية تعمل على تجنب غزو كامل لبغداد وترى بديلاً لذلك إيجاد حكومة مؤقتة حتى قبل سقوط نظام صدام حسين.
كريستيان ساينس موينتور
قالت صحيفة كريستيان ساينس موينتور الأمريكية في تقرير لها: إن قوات خاصة وعملاء من المخابرات الأمريكية تقوم بسرقة معلومات والاستيلاء على مواقع مهمة مثل حقول النفط وطلاء الأهداف لاستهدافها من قبل الغارات الجوية بل وحتى القيام بعمليات انقاذ مثيرة مثل اقتحام مستشفى في الناصرية وانقاذ أسيرة أمريكية «جيسكا لينش». ولكن ربما يظل أهم مهمة لها هي نصب الكمائن والفخاخ الأخرى لكبار المسؤولين. ومهما كانت نتائج غارة العشرين من مارس على موقع يعتقد ان الرئيس العراقي صدام حسين وابنيه يختفون فيه فإن القوات السرية الأمريكية تواصل جهودها لقطع رأس النظام الحاكم في العراق. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لهم صلة بجهد السي آي إيه في الحرب على العراق قولهم: ان هناك أفراداً شبه عسكريين لعشرين وكالة في بغداد يحاولون جمع معلومات للتأكد مما إذا كان صدام حسين حيا أو ميتا.
وللتأكد من احتمال انه ما زال حيا يواصلون أيضا في وضع القصور الرئاسية والمقارات المدنية والمجمعات العسكرية التي من المعروف ان صدام وابنيه يقيمون فيها تحت المراقبة.
وهذه الفرق التي تم إسقاطها في العراق قبل بدء الحرب مباشرة هي التي توصلت الى أعضاء في نظام صدام حسين واقامت علاقات معهم لكي يصبحوا مخبرين. وهؤلاء المخبرون هم الذين قدموا معلومات عن مكان تواجد صدام وابنيه الذي استهدفته الغارات.
وقالت كريستيان ساينس مونيتور في تقريرها ان بغداد ليست هي المسرح الوحيد لنشاط السي آي إيه، حيث تساعد فرق خاصة في مهام واسعة النطاق في مختلف أنحاء العراق تم اسقاطها لتأمين حقول البترول في الجنوب، مما قلص الى حد كبير من قدرة العراق على تلغيم وتدمير آبار البترول هناك.
|