Sunday 6th april,2003 11147العدد الأحد 4 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ولكنها الأقدار ولكنها الأقدار
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف /محافظة حريملاء 13/1/1424هـ



يؤوب إلى أوطانه كل غائب
و«محمد» في الغياب ليس يؤوبُ

في ليلة الخميس 5/12/1423ه فجعت أسرة آل بدر وآل عباد بل محافظة حريملاء بوفاة الشاب الأستاذ الفاضل محمد بن عبدالعزيز البدر هو ونجله الأكبر عبدالعزيز إثر حادث مؤلم جدا على طريق صلبوخ في ملتقى طريق سدير القصيم القديم كثير الحوادث مع الطريق العام المؤدي إلى محافظة حريملاء الممتد صوب شقراء وغيرها من البلدان..، حيث اصطدم بسيارة نقل كبيرة اعترضت طريقه وهي خالية من الأنوار الجانبية..! مما تسببت بوفاتهما فوراً مخلفة إصابات بليغة في زوجته وابنته، وذلك بعد عودتهم من الرياض لشراء بعض ملابس الأطفال وحاجات أيام العيد المعتادة، وكأني به وبأم عبدالعزيز قبيل الحادث المروع بدقائق معدودة يتجولان في بعض محلات بيع الملابس الجاهزة ويتشاوران بهدوء في اختيار الألوان، ومقاسات الأحذية والملابس لطفليهما المصاحبين لهما، ولصغيريهما اللذين أودعا هناك عند جدتهما بحريملاء بعد تقبيلهما وتوديعهما على نية العودة لهما في المساء حاملين ما يفرحهم ويدخل البهجة والسرور، ولكنها الأقدار تجري فلم تمهلهما، ولم يسعدا بفرحة العيد ولياليه، فكان الوداع وداعاً أبدياً..!، ولقد عم الحزن في محافظة حريملاء وما جاورها من البلدان، وجميع زملائه وتلامذته بمعهد حريملاء العلمي بل جميع من يعرفه، ومعارفه كثر لما يتصف به من دماثة الخلق ولين الجانب مع الصغير والكبير. كما انه على جانب من التقى والعلم والأدب الجمّ الرفيع، بشوش المحيا طلق الجبين، وندي الكف للمساكين والأيتام وغيرهم من ذوي الحاجات..، ولقد أحدث غيابه المفاجئ فجوة واسعة في المعهد العلمي بحريملاء لما يتصف به من تواضع وحسن تعامل مع التلاميذ وأسرة المعهد عموماً، فهو بار بوالدته التي توالت على مهجتها الأحزان بفقد والدها، وبشريك حياتها ورفيق دربها، وبابنها البار محمد وابنه الأكبر كان الله في عونها ، ومحتضنا لإخوته الذين فقدوا والدهم على إثر حادث مؤلم وهم صغار في دور الطفولة، ومن مصادفات القدر أن موقع الحادث الذي سبق ان حصل لوالده منذ سنوات هو ذلك الموقع أو ما يقارب منه رحمهما الله جميعا ، فسبحان مقدر الأعمال وكاتب الآجال، وكأني بأبي عبدالعزيز رحمه الله قبل وفاته حينما يمر بمسرح حادث والده يتذكره دائماً فتخف قدمه تلقائيا عن ضغط محرك سرعة السيارة خوفاً من المصير المحتوم الذي لا محيد عنه!.


فهن المنايا أي واد سلكته
عليها طريقي أو عليّ طريقها

فربما كان هاجس الرحيل يساوره فيذكر قول الشاعر:


نروح ونغدو كل يوم وليلة
وعما قليل لا نروح ولا نغدو

وللأستاذ نشاطات حميدة معروفة داخل المعهد وخارجه وفي مكتب الدعوة والإرشاد، وإصلاح ذات البين، ومما جدد حزن زملائه عند استئناف الدراسة بعد إجازة عيد الأضحى انهم لحظوا آخر توقيع له يوم الأربعاء 4/12/1423هـ محاذياً لاسمه بخطه الجميل مستحضرين هذا البيت للأبيوردي:


تبلى الأنامل تحت الأرض في حدث
وخطها في كتاب يونس البصرا

فلم يملكوا سوى اسبال الدموع والعبرات تختنق حناجرهم أسفاً وحزناً على غيابه وبعده عنهم بعداً لا يرجى إيابه، وستظل صورته وخياله ماثلين في مخيلات طلابه وزملائه، ورفاقه أزماناً متتابعة لعمق حبهم له مرددين هذا البيت في خواطرهم:


يواجهني في كل وقت خياله
كما كنت ألقاه قديماً ويلقاني

تغمده الله بواسع رحمته والهم ذويه وذريته الصبر والسلوان.
{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved