Sunday 6th april,2003 11147العدد الأحد 4 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نوافذ نوافذ
اللون
أميمة الخميس

تشكو لي صديقة «فنانة تشكيلية» من العلاقة الباهتة الذاوية بين المتلقين والفن التشكيلي، ذلك البهوت الذي يظهر من خلال أمية تشكيلية تتعلق بالعمل الفني وتظهر هذه الامية من خلال ضآلة الحضور وقلتهم في المعارض الفنية، غياب الاهتمام الجدي باللوحات كفن وفكرة ومقتنى خاص أو عام، تلاشي العلاقة مع الفن في الاماكن العامة، وإن وجد فهو فن استهلاكي رخيص وساذج، كتكريس رمز الدلة والفناجين والمدخنة بشكل مبتذل ومكرر، اضافة إلى غموض لغة الفن واستعصائها على الكثير من المتلقين.
وأعتقد بصورة شخصية أن الفن هو فعل تراكمي لابد أن يتكون بنيانه عبر أجيال طويلة من الاهتمام والتلقي والاستمتاع وبالتالي هذه الأجيال الطويلة هي التي تصنع من الفن حاجة ضرورية وملحة تتداخل مع البنيان الفكري والوجداني للشعوب.
فالفنان الإيطالي الشهير مايكل آنجلو عندما رسم لوحته الخالدة «العشاء الأخير»، فهو كان يرسمها تحت غطاء ومباركة المؤسسة الدينية في الفاتيكان، وهي أقوى مؤسسة دينية في أوروبا آنذاك.
إذاً الفن كان يتدخل مع النسيج الثقافي لديهم، وهو تحديدا الذي خلق المناخ الفني الذي تنمو تحت مظلته بذار الفن وتكون تلك الغابة الفنية الباذخة التي يراها كل من يزور أوروبا.
بينما نحن أبناء ثقافة شفهية وجغرافيتنا الصحراوية انعكست على بيئتنا وبالتالي فنوننا، فالنتاج الفني يبقى مؤقتا وعابرا ومتصلا بالانسان في تنقلاته، وليس له علاقة بتاتا بالمكان، فعملية التنقل والتبدل في الجزيرة العربية جعل علاقتها بالفنون التشكيلية علاقة واهية، وأصبح الاعتماد الكلي في تعبير الإنسان عن حاسته ورؤيته الفنية يتم عبر الفن الشفهي.
لذا فالفعل الفني لاينبثق فجأة من الفراغ كنبت شيطاني، بل هو كما أسلفت فعل تراكمي بحاجة إلى أجيال طويلة من المناخ الفني الذي يهتم بالذائقة الفنية وينميها ويشرف على امتداد أغصانها عبر فعل تأسيسي يتم عبر المدارس بشكل مخالف للذي يحدث في حصص الفنية الآن، اضافة إلى تعميق الوعي الفني لدى الطلاب، فلا أدري ما هي الفائدة التي يجنيها الطالب من زيارة مصنع للمرطبات، وكان من الممكن أن تستبدل بزيارة إلى معرض فني يجد من خلاله الطالب تجربة فنية تستحث أحاسيسه الفنية وتوقظها.
أقول لزميلتي الفنانة ساحرة اللون: لا تدعي مخلوقات الإحباط القارضة تصل إلى فرشاتك السحرية، وأخرجي من منجمك القزحي جنيات اللون التي تعطي لوجه الصحراء لمسة مشرقة ومطرية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved