Sunday 6th april,2003 11147العدد الأحد 4 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مسؤولة برنامج السلامة بالصحة الوقائية الدكتورة تماضر كردي لـ « الجزيرة »: مسؤولة برنامج السلامة بالصحة الوقائية الدكتورة تماضر كردي لـ « الجزيرة »:
مليونا طفل في العالم يموتون سنوياً بسبب تلوث المياه والرضاعة الطبيعية تحمي الأم من سرطان الثدي

* الرياض - الجزيرة:
تشير التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن 12 مليون طفل يموتون في الدول النامية دون سن الخامسة من أمراض ممكن الوقاية منها. كما أن أكثر من مليوني طفل يموتون سنوياً بسبب أمراض متعلقة بقلة موارد مياه الشرب وعدم وجود مرافق صحية.
كما توضح التقارير أن ثلث الأطفال دون الخامسة في بلدان الدول النامية يعانون من سوء التغذية وهذه الإحصائيات تقدم إشارة تحذيرية خاصة بصحة ورعاية الأطفال وتوفير البيئة المناسبة لهم وتحسين ظروف حياتهم والمحافظة على صحتهم، الدكتورة تماضر كردي مسؤولة برنامج سلامة الأغذية بالإدارة العامة للصحة الوقائية بوزارة الصحة أوضحت في حوار شامل خطورة عدم الاهتمام ببيئة الطفل وسلامة غذائه والأمراض التي تصيبه من جراء ذلك.. كما نوهت إلى الطريقة السليمة في تغذية الأطفال ورعايتهم صحياً وبيئياً في هذا الحوار..
تلوث
* ما المخاطر الناجمة عن البيئة التي تؤثر على صحة الطفل؟
- المخاطر البيئية تلعب دوراً كبيراً في صحة وسلامة الأطفال، وتؤدي بعض الأساليب الخاطئة التي يتبعها الإنسان إلى الإخلال بالتوازن البيئي مثل تلوث الماء والهواء والغذاء.
وأكثر الناس تعرضاً للمخاطر البيئية هم الأطفال بسبب نموهم السريع واحتياجهم للماء والهواء والغذاء بنسبة أعلى من البالغين ولذا فإن تلوث هذه المصادر حتماً سينعكس سلبياً على حياتهم ونموهم وصحتهم.
تأمين
* ما الأمراض التي يصاب بها الأطفال وترتبط بالغذاء وكيفية حمايتهم منها؟
- السلامة الغذائية تعد من المقاييس الصحية الأكثر بلوغاً على درب مواجهة توفير الصحة في العالم ولها دور حيوي في حياة البشر، واكتسبت السلامة الغذائية في الثلاثين عاماً الماضية المزيد من الاهتمام على المستوى الوطني والعالمي حيث إن الوقاية من الأمراض المنقولة بالغذاء عن طريق تأمين السلامة الغذائية يؤدي إلى خفض الخسائر الناتجة عن التلوث والتلف ويسهم في الوقاية من أمراض سوء التغذية.
وتقرير منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة يشير إلى أن 2 ،12 مليون وفاة لأطفال دون سن الخامسة وأن حوالي 54% من وفيات الأطفال في الدول النامية يرتبط بسوء التغذية ولا تزال أمراض الإسهال الحادة التي يكون تناول الأغذية الملوثة أحد أهم أسبابها وبالتالي الوفيات بين الأطفال، وهناك أمراض أخرى تصيب الأطفال من جراء التلوث الغذائي ومنها بكتيريا الوفيات القولونية والسالمونيلا وغيرها.
كما أن اللستيريا مونو سايتو جتس التي توجد في المياه والتربة وتصيب النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة وتسبب الإجهاض للحامل، وكذلك المطثية الوشيقية وهي نوع من البكتيريا الخطيرة التي تؤثر على الجهاز العصبي، وكيف يتم حماية الأطفال من التسمم الغذائي الذي ينتقل عن طريق الغذاء الملوث؟ لا بد من اتباع القواعد اللازمة عند إعداد الطعام وطهيه لأنه لا يمكن الجزم بأن الغذاء المطبوخ خالٍ من البكتيريا وأي إهمال عند تحضير الطعام قد يؤدي إلى تلوثه وبالتالي وقوع إصابات وأمراض بين الأطفال خاصة لذا فإن الحرص على اتباع القواعد العشرة الذهبية التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية يعتبر الطريقة المثالية للحصول على طعام آمن وكما هو معروف فإن غسل الأيدي بالماء والصابون يقلل أمراض الإسهال إلى الثلث تقريباً.
المنظفات الصناعية
* ما الآثار الناجمة عن تعرض الأطفال للمنظفات الصناعية؟
- المنظفات الصناعية مواد سامة تسبب الأمراض عند دخولها جسم الإنسان وقد يكون الضرر بسيطاً كالصداع والغثيان أو شديداً كالتشنجات وارتفاع الحرارة، والسموم الخطرة كالمركبات العضوية والفسفورية أيضاً تؤدي إلى الوفاة وتسبب المواد الكيميائية أعراضاً شديدة حتى لو كانت بجرعات صغيرة وهذا يعتمد على نوع المادة.
وعلينا الحذر في مراقبة علاج الطفل فالمواد العلاجية في الأساس مواد كيميائية ولذلك لا بد من اتباع الجرعات التي يحددها الطبيب في العلاج، والمعروف أن اساءة تناول الأدوية لها أضرارها الشديدة إذا ما أخذت بالجرعات غير المطلوبة.
* وكيف تدخل المادة السامة إلى الجسم؟
- تدخل المواد السامة إلى الجسم عن طريق الفم أو التنفس أو بواسطة الجلد أو الحقن أو الوشم أو عن طريق لدغة الحشرات والثعابين وكثير من حوادث التسمم تحدث عن طريق الفم كما في حال ابتلاع الأطفال للمواد السامة أو تناول الطعام بعد ملامسة مواد كيمياوية أو مبيدات، أو تناول فاكهة أو خضروات غير مغسولة جيداً والتعرض للمواد السامة وللغازات وعوادم السيارات أو استخدام ملابس ملوثة بالمبيدات، فالمواد الكيميائية تستطيع النفاذ بسرعة من خلال الجلد خاصة الرطب وعبر الجروح المصابة.
* ما أعراض التعرض للمواد السامة؟
- أحياناً يكون تأثير المواد السامة على الجسم موضعياً أي من مكان محدد كالطفح الجلدي، أو حروق موضوعية، أو اصابات بالعين، أو تهيج بالحنجرة مما يسبب السعال كما يحدث عند التعرض للمنظفات المنزلية، وقد تؤدي إلى اصابات في الجهاز التنفسي والهضمي والعصبي.
* ما تأثير المواد السامة على الأم الحامل؟
- بعض المواد السامة لها تأثيرها على الجنين خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من بداية الحمل، حيث يكون الجهاز العصبي وأغلب أجهزة الجنين في طور النمو.
أما أكثر الأجزاء التي تتأثر في الجنين هي العظام والعين والفم والأذن والمخ، وقد يتوقف الجنين عن النمو أو يموت حسب حالة المادة السامة وتأثيرها، وبعض الأدوية الكيميائية قد تضر بالجنين، لذا يجب على الحامل عدم تعاطي أي أدوية بدون استشارة الطبيب.
* برأيك ما هي شروط التغذية السليمة للطفل؟
- التغذية السليمة أحد أهم عناصر نمو الطفل ونظراً لتميزه بالنمو السريع والحركة والنشاط الزائد وكمية الطعام المناسبة التي يحتاجها ولذلك يجب الأخذ في الاعتبار اكساب الطفل العادات الغذائية الحسنة من تناول الأغذية كالفواكه والحليب والخضروات والعمل على تنوع الأغذية التي تحتوي على قيمة غذائية عالية.
* ما أهمية الرضاعة الطبيعية في حماية الأطفال؟
- تعتبر الرضاعة الطبيعية الطريقة المثلى لتغذية الطفل خلال عامه الأول حيث إن حليب الأم يعتبر غذاءً كافياً له ولا يحتاج إلى تعقيم كما في الحليب الصناعي، وتساعد على تكوين الأسنان ولا تؤدي إلى سمنة الطفل، كما تعمل على تقوية الرابطة بين الأم وطفلها، وتشير التقارير الطبية إلى أن سرطان الثدي بين المرضعات منخفض عن غير المرضعات.
* ما دور الأم في توفير مناخ بيئي صحي للطفل؟
- للأم دور مهم في تنمية الوعي البيئي عند الطفل الذي يبدأ تعليمه من المنزل وهذا محور أساسي في تحديد سلوكيات الطفل واتجاهاته البيئية، وهنا تقوم الأم بتشكيل اللبنة الأولى للطفل وتنمية مداركه نحو الحفاظ على الطعام وعدم الاقتراب من الأدوية أو مواد النظافة وتعليمه الاهتمام بالنظافة الشخصية واتباع القواعد الصحية في حياته اليومية.
* ما المخاطر البيئية التي قد تؤثر على الطفل وكيف نجنبه منها؟
- هناك العديد من المخاطر تؤثر على صحة الطفل من خلال البيئة التي يعيش فيها، الأمر الذي يفرض ضرورة التعاون بين المنزل والمدرسة ومراقبة أماكن لعب الأطفال ووجودهم، ففي المنزل قد يتعرض الطفل للمرض بسبب انعدام النظافة أو جود حشرات أو عدم توفر المياه الصالحة للشرب أو التعرض للمواد الكيميائية أو استنشاق هواء غير نقي كتعرضه لدخان السجائر.
وقد تكون اللعبة نفسها ملوثة بمواد كيميائية تنتقل إلى يديه، وكلها عوامل بيئية تنعكس على الطفل ورحلة نموه بشكل كبير، ولذلك فإن البيئة المحيطة بالطفل هي الأساس لحمايته من الأمراض والمحافظة عليه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved