* حاوره/ محمد العيدروس:
كشف سمو أمين مدينة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف آل مقرن النقاب عن مشروعات هامة ستشهدها العاصمة الرياض خلال الفترة القريبة القادمة.. منها استكمال أرصفة المشاة، وحلول سوق «المتنبي» والمهرجانات القادمة به، ومعالجة اصحاب الاكشاك داخل المجمعات، والتنظيم الجديد للباعة المتجولين.
ونفى سموه في حديث ل«الجزيرة» ان تكون المشروعات والحركة في العاصمة الرياض قد سادها الجمود مع أوضاع الحرب في المنطقة.
وقال ان المدينة تشهد أوج نشاطها وحيويتها، مستشهداً في هذا الصدد بانتعاش حركة الأسهم وصفقات العقار المتنامية والاقبال عليها ومشروعات استثمار بـ220 مليون ريال.
ورفض سمو الأمير ابن عياف مقولة أن الرياض تنمو باضطراد نحو الشمال دون الجنوب.
وقال: ان العاصمة تزدهر نحو الشرق والغرب بصورة أكبر منوهاً في هذا الصدد بحجم الرعاية المتواصلة التي تجدها مدينة الرياض من سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز... إلى نص الحديث:
الأمير سلمان بن عبدالعزيز
سمو أمين مدينة الرياض
* يعتقد الكثيرون سمو الأمين توقف الحركة والانشطة في العاصمة الرياض.. على ضوء ما يحدث في الجوار هل تتفق مع ذلك؟
لا اعتقد ذلك.
ما اراه ان العاصمة الرياض قد ازدهرت كثيراً خلال هذه الفترة في كافة المجالات.
انظر إلى تنامي حركة الأسهم، لاحظ حجم الاقبال الذي حدث في حراج العقار على مخططات سكنية وعقارية في شرق وشمال الرياض وحجم الاقبال الكبير.
أتصور أن ذلك دليل على الطمأنينة والحركة وشعور الجميع بالأمن والراحة وحياتنا الطبيعية.
* حسناً.. ما هي المشروعات القائمة في مدينة الرياض الآن؟
بالنسبة للوضع في امانة مدينة الرياض، فالمشاريع المختلفة تسير على قدم وساق سواء السفلتة أو الرصف أو الانارة في كافة المواقع.
بل اننا نطرح الآن مشاريع استثمارية كبيرة وعليها اقبال كبير.
فهناك منافسات فتحت لأول مرة وجلبت أعلى الاسعار في مجال اللوحات الاعلانية. ولدينا عقد تم ترسيته ب220 مليون ريال للوحات اعلانية ودعائية بمدينة الرياض ل 5 سنوات على 400 موقع. وهذا رقم قياسي في تصوري.
اقول ان الأمور أكثر من طبيعية ان لم تكن افضل من السابق.
* قلتم فيما مضى عن عزمكم تحويل بعض الشوارع كالتحلية وغيرها إلى شوارع مشاة.. ما هو جديد مثل تلك الافكار؟
نحن لدينا عدة أفكار على شكل مظلة كبيرة، تتضمن اعادة تأهيل الاحياء السكنية، واحياء مفهوم ان مدينة الرياض «مدينة انسانية» تحاكي فيها الانسان واحتياجاته.
المشكلة كما تعلم ان كثيراً من المدن والعواصم وليست الرياض فحسب، ان السيارة أو المركبة اخترقتها كلياً واصبحت الافضلية لها.
نحن نحاول ان نجد معادلة توازن بين الإنسان والسيارة.
ولذا لدينا مجموعة من التوجهات، منها اعادة تأهيل الاحياء السكنية ويشمل اخراج المؤسسات والشركات من المدينة، وهو برنامج تم عرضه على الهيئة العليا لتطوير الرياض.
وتقوم أمانة مدينة الرياض حالياً في طريقها للبدء في آلية التنفيذ، كما تم عرض الموضوع على اصحاب المعالي امناء المدن خلال اجتماعهم في الرياض مؤخراً.
ولدينا جانب آخر مهم وهو ما يتعلق بأرصفة المشاة ونحاول احياء فكرة ان الرصيف هو ملك للسكان وليس للسيارات وعدم اختراقه من قبل المواقف.
الآن نحن أكملنا مشروع طريق الأمير عبدالله لرصيف المشاة وانتهينا من مرحلته الأولى وهناك مراحل أخرى.
وهناك شارع الأمير سلطان بن سلمان تم الانتهاء من جزء منه بين العليا وطريق الملك فهد، وسوف نستمر به من الجهة الشرقية.
هناك طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز وقد بدئ العمل فيه وعقده 24 شهرا وانتهت منه ستة أشهر.
اقول.. ان لدينا توجهاً كبيراً في امانة مدينة الرياض وبرعاية واشراف سمو الأمير سلمان، ان تعود العاصمة الرياض لوهجها مع التركيز على الإنسان.
** سمو الأمين.. ما هي احدث مستجدات سوق شارع «المتنبي»... ما نعرفه ان هناك معضلة بعد تحويله لشوارع مشاة وان اصحاب المحال التجارية يشتكون؟
هناك اشكاليتان تتعلقان بشارع المتنبي.. الأولى.. انت تعرف أن سوق شارع المتنبي كان من الأسواق والشوارع التجارية الرئيسية لمدينة الرياض ولكن هذا الوضع كان من 20 25 سنة مضت.
الآن تغير الوضع فكثرت الشوارع والأسواق وأصبح هناك منافسة من شوارع أخرى.
ما بذل وانفق على شارع المتنبي كثيراً وتجاوزت الـ80 مليوناً في مشروع تطوير ليتحول لمشاة وقد يكون هناك سلبيات معينة، ونحن نتشاور باستمرار مع اصحاب المحلات وانا شخصياً زرت (الموقع) أكثر من 5 مرات وتشاورنا مع سكان المنطقة والتجار الموجودين بعضهم يطلب ازالة كل ما تم انشاؤه، وهذا موضوع غير منطقي ولا نعتقد انه سيعيد الشارع إلى ماضيه.
نحن نتجاوب مع طلباتهم من خلال فتح الشارع للسيارات في فترات ما ونتطلع لاتخاذ خطوات اخرى لاحياء الشارع.
* عفواً.. سمو الأمين.. قلتم «خطوات اخرى» ماذا تقصدون بذلك؟
على سبيل المثال لدينا خطة لاقامة مهرجان كبير في شهر شعبان القادم، وبدأنا في وضع الترتيبات اللازمة لذلك، ليكون مهرجاناً للتراث في شارع المتنبي لاحياء المنطقة.
واذا ما ساعدنا الاخوة في السوق، فقد يكون في الشارع مهرجان كل يومي خميس وجمعة.
ولكن فكرة ازالة المنشآت الموجودة من مظلات واحواض زهور وغيرها عملية سابقة لاوانها.
دعونا نجرب المعطيات الحالية، فقد فتحنا جزءاً للسيارات وسنقوم بفتح الجزء الآخر اذا لزم الأمر وسنعطي الفرصة للمهرجانات لسنة أو سنتين، واذا رأينا انها نجحت وحركت السوق، وإلا فسوف نتخذ اجراءات اخرى.
* العاصمة «الرياض» سمو الأمين تتوجه وتنمو شمالاً بصورة مذهلة أكثر منها جنوباً.
هل توصلتم لآلية لوضع كهذا؟
اختلف معك.
الرياض ليست شمالاً وجنوبا فقط، هناك شرق وغرب وهناك توسع كبير. ولو أخذتها بمنظار مقياسي تجد ان التوسع باتجاه الشرق والغرب أكثر منه شمالاً.
ومدينة الرياض كما تعرف من العواصم التي تتوسع وتنمو بشكل مذهل وسريع ويقابل ذلك زيادة في اعداد سكانها بمعدلات، وقد لا يكون من المناسب ان تستمر على ذلك الوضع.
وثقوا انه لولا ان هذه المدينة حظيت بدعم ورعاية وعناية من سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز منذ 25 عاماً، وتم التخطيط لها بدقة، لأصبحت المدينة مليئة بالازمات والاختناقات.
نحمد الله.. ان العاصمة تعمل الان وعلى الرغم من الزيادة السكانية الهائلة هناك حدٌّ ادنى من المشاكل والصعوبات.
والحل.. بالتوجه نحو ايجاد مراكز نمو مجاورة غير مدينة الرياض، لان العاصمة تحتاج لمراكز ومدن تستوعب عنها بعضاً من الهجرات السكانية وتمتصها.
هناك الخرج والدوادمي بمطارها الجديد اتوقع ان تكون مراكز نمو جديدة.
والمستقبل يحمل الكثير من الحلول وهيئة تطوير الرياض كما تعلم تقوم بمخطط استراتيجي متكامل لهذا الغرض.
* تردد سمو الأمين ان امانة الرياض اقفلت اكشاكاً ونقاط بيع تجارية داخل المجمعات التجارية.. كما حدث مع مجمعات الاتصالات مثلاً هل عالجتم مثل هذه القضايا؟
اود ان أؤكد حقيقة هامة هنا. فالنظام شيء اساسي والممارسة شيء آخر.
تعلم ان النظام لا يجيز مثل هذه الاكشاك الموجودة.
الموضوع عموما برمته تحت الدراسة وقد وعدناهم بذلك والان تشترك معنا وزارة الشؤون البلدية في تقييم الوضع من خلال فريق عمل مشترك.
نحن توجهنا واضح وصريح. فاذا كان سوف يخدم السعودة ولن يكون به مضرة على الآخرين كمصالح عامة، للسكان او اصحاب المحلات، فنحن مع ذلك.
هناك نقطة مهمة اخرى نوليها اهتمامنا وهي قضية الباعة المتجولين نحن نهتم بذلك.
ولكننا نفرق بين الباعة الجائلين السعوديين وغيرهم .
نحن نسعى لوضع تنظيم لهم وتحديد مواقع على شوارع رئيسية، وجعل عمل البائع المتجول السعودي بشكل رسمي وعلى شكل بطاقات وغيرها.
الموضوع في خطواته النهائية ولدينا ترتيبات لذلك، وأود الاشادة هنا بكل صدق بما يقدمه سمو الأمير سلمان من جهد خرافي يبذله نحو مدينته ومواطنيه عبر الساعة وتبنيه لكل صغيرة وكبيرة بما يعود على المواطن بالنفع والخير.
| 
