إعداد: عبد العزيز العيادة - هايل العنزي - تصوير : هايل العنزي
في هذه الحلقة نتوجه بكم إلى حيث الشملي المدينة الحالمة والرائعة بطبيعة سكانها وأرضها، لنتعرف على تاريخها وملامح نهضتها.
رائعة
في الشملي لا أدري من الذي لم شمل الآخر هي ام أنا ولكن من المؤكد انني فيها وجدت نفسي ووجدت أشياء أبحث عنها!!
فمن أي شيء أبدأ؟! انها رائعة بكل تفاصيلها فمدينة حالمة.. كالشملي.. بشموخها.. وتاريخها.. وناسها تصيبك بالحيرة، فمن أي جمال تبدأ هل تقول انها آخر حدود قبيلة (الزير سالم) وتكشف اسرارها التاريخية ام تقول: انها (ديار بني وائل) وتتغنى بسجايا بني وائل وطيبهم ام تقول انها (ارض) عبدالمحسن بن صنهات بن شامان الذي طلبها منه المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وسكنها أهل الشملي من عام 1343ه وحتى الآن!!
ام تقول إنها ديار (مياه الشفاء) التي اصبحت مقصداً للكثيرين الذين شافاهم الله بعد الاغتسال بمياه الشملي ام تقول وتقول «فلا» يهم بماذ ابدأ طالما كل شيء جميل ورائع هنا (كروعة الطبيعة) الساحرة من حولنا في الشملي وكروعة اخلاق كل من يقابلك فيها وعلى رأسهم رئيس مركز مدينة الشملي عبدالله بن عبدالمحسن الهذيلي بسخائه.. وعشقه.. للشملي واهلها فإلى التفاصيل:-
تاريخ ذهبي
يسجل لأهالي الشملي انهم اهل الشجاعة من قدم فلولم يكن بينهم الا عبدالمحسن الشامان الذي ذهب الى الملك عبدالعزيز رحمه الله واطاعه بولاء فأعطاه الملك عبدالعزيز البيرق (العلم) او شافي من معزي الشامان ذلك الفارس الشجاع والكريم.
وقد بدأ التعليم في الشملي بالمساجد عام 1345هـ لتعليم الصغار القرآن الكريم ومبادىء القراءة والكتابة وأشهر من درس خلال تلك الفترة مبارك الحسيني وعبدالله الطوياوي وكان أول قاض يندب إلى الشملي عام 1345هـ هو فضيلة الشيخ منصور الراجحي واول مدرسة للبنين هي مدرسة التعاون افتتحت عام 1382هـ وكان عدد طلابها آنذاك اربعين طالباً .
ويقال: انه كان يطلق على هذا الموقع قبل ان يصبح مدينة الشملي نفس التسمية اي الشملي ويؤكد ذلك شعر شعبي قديم لاحد الشعراء يقول:-
وعساك على الشملي تفيض اعتراضي
حتى تسيّل موزره والحنيّة
عجائب الطبيعة
تتميز الشملي بما يحدها من جبال فهي ارض منبسطة يحدها من الشرق الجنوبي جبل بشرى وجبل منيفة ومن الشرق جبل العوالي ومن الغرب جبال طويلة وتسمى موزرة والحنيّة ومن الشمال الغربي جبال كبرى المسمى وعرنان والخرم.
بينما يمر بالشملي واد يبدأ من جبال القريّنه في الجنوب والثاني يبدأ من جبال بشرى وقعمز في الجنوب الشرقي.
آثار الشملي
اما ابرز آثار الشملي فهي كثيرة، ومنها قصر الحنيّة ويقع في الجهة الغربية الجنوبية ويبعد عن مدينة الشملي خمسة كيلو مترات وهو قصر اعلى الجبال وما زالت آثار الغرف فيه والآبار باقية حتى الآن وقد بني من حجارة الحرة ويقال: ان هذا القصر كان موطناً لقبائل غطفان وتحتاج بقاياه حالياً لعمليات ترميم عاجلة واحياء الموقع بالخدمات اللازمة التي يحتاجها زوّار هذا القصر الاثري.
ايضا هناك قصر المرقاب الذي يقع في الجهة الغربية من الشملي وهو مبني من الحجارة والطين وآثاره مازالت باقية شاهدة على عصور تاريخية ماضية.
اما الموقع السياحي الفريد فهما جبلا محجة اللذان يبعدان حوالي تسعين كيلومتراً وهما عبارة عن جبلين متقاربين وفيهما مناظر خلابة ورسومات قديمة وقد زار الشملي الرحالة الشهير هوبر ونقش اسمه على ارتفاع عالٍ من محجة ويعود تاريخ نقشه وزيارته الى القرن الثامن عشر الميلادي.
كما يوجد مجلس اثري في اعلى جبل المِسمى الذي يبعد خمسين كيلو متراً شمال الشملي ويقال: ان هذا المجلس يعود لقبيلة الهلالات (قبيلة ابوزيد الهلالي) وكانوا من خلاله يراقبون البرق ويخايلونه ويتوقعون مواقع الامطار بحثاً عن الكلأ والمرعى
لمواشيهم. وعموماً تشكل معظم آثار الشملي لوحة تاريخية لماضٍ عريق رغم ان اكثر هذه المواقع مازالت بحاجة لان تمتد لها يد التطوير والخدمات ليجد فيها الزائر كل وسائل المتعة والفائدة.
دعم حكومي
وقد أوضح رئيس مركز مدينة الشملي الاستاذ عبدالله الهذيلي ان الشملي قد حظيت بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني ومتابعة من صاحب السمو الملكي الامير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز امير منطقة حائل وصاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب امير منطقة حائل امتداداً للاهتمام الذي وجدته منذ عهد المؤسس المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ومروراً بأبنائه البررة من بعد الملك سعود وفيصل وخالد وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين واشار الى انه في ظل هذا الدعم والرعاية يتطلع دائماً إلى مزيد من التقدم والتطوير لهذه المدينة الفتية وسد كافة احتياجاتها واحتياجات المواطنين فيها وأعرب عن شكره لسمو الامير سعود بن عبدالمحسن وسمو الامير عبدالعزيز بن سعد على اهتمام سموهما بتلمس احتياجات الشملي وسعي سموهما لتذليل كل العقبات من اجل تطور المنطقة وراحة المواطن.
أرقام وحقائق
تأسس مجمع الخدمات القروية بالشملي في عهد خادم الحرمين الشريفين عام 1403هـ ويخدم بالإضافة إلى مدينة الشملي «65» قرية وهجرة.
وقد تم مؤخراً تنفيذ مشروع سفلتة طرق لمدينة الشملي والقرى التابعة لها بأكثر من ستة ملايين ريال كما يجري الآن مشروع سفلتة طرق بمدينة الشملي بأكثر من ثلاثة ملايين واربعمائة ألف ريال اضافة الى تنفيذ مشروع سفلتة طرق في القرى التابعة لمدينة الشملي بأكثر من اربعة ملايين واربعمائة ألف ريال ويجري تنفيذ مشروع انارة مدينة الشملي بأكثر من خمسة ملايين وستمائة ألف ريال كما تم ترسية مشروع سفلتة طرق وانارة بمدينة الشملي على إحدى المؤسسات بأكثر من مليونين وثمانمائة ألف ريال وترسية مشروع آخر لسفلتة طرق للقرى التابعة لمدينة الشملي بحوالي ثلاثة ملايين ريال.
واعتمد في ميزانية هذا العام 1423/1424هـ لمشاريع الباب الرابع مبلغ سبعة ملايين ريال لسفلتة طرق وتسوير مقابر بمدينة الشملي والقرى التابعة لها.
وقد بلغ ما تم سفلتته في الشملي ما طوله 5 ،98 كيلو متراً بالاضافة إلى اعمال الارصفة والانارة كما تم تركيب «350» عمود انارة مزدوج وحوالي «800» عمود انارة مفرد بالاضافة الى تركيب حوالي «2500» فانوس انارة بمدينة الشملي والقرى التابعة لها ويتم صيانتها بشكل دوري.
وفي مجال صحة البيئة وبما يشير الى تنامي المرافق التابعة للبلدية في هذا المجال فقد تم إصدار «1300» رخصة بمختلف المهن وتم بناء ثلاثة مسالخ بالجهود الذاتية في مدينة الشملي وقرية عمائر ابن صنعاء وقرية ضرغط لخدمة المواطنين والجزارين وتم تسليمها الى مؤسسات وطنية متخصصة لتشغيلها بمتابعة ورقابة صحية من المراقبين والطبيب البيطري.
وتعتبر استراحة ومنتزه النخيل احد المتنزهات الطبيعية التي ازدانت بها الشملي واصبحت متنفسا طبيعياً ومعلماً مميزاً فيها.
الخدمات الصحية
وتطورت الخدمات الصحية بالشملي فمن مستوصف صغير في مبنى شعبي يتكون من ثلاث غرف وصالة بوجود طبيب واحد وممرضة وسائق وحارسين عام 1393ه وسيارة إسعاف إلى افتتاح مستشفى الشملي بسعة 30 سريراً عام 1405ه وتوالي عمليات التطوير حيث تم بناء قسم للعمليات وقسم للولادة وأقسام اخرى داخلية لتنويم المرضى رجال ونساء وغرف عزل في عام 1414ه وافتتاح قسم خاص بحضانة الأطفال وحديثي الولادة عام 1416ه وبناء قسم خاص للطوارىء في عام 1418ه بمجهودات اهالي المنطقة ممثلين في لجنتي اصدقاء الصحة والمرضى بالمستشفى والدور الفعال الذي يقوم به رجال الشملي الاوفياء لتطور مدينتهم وتكامل الخدمات فيها. ثم تطورت الخدمات فتم بناء سور للمستشفى بدلا من سور الاسلاك القديم اضافة إلى انشاء مغاسل وغرف للحارس وافتتاح وحدة غسيل للكلى عام 1422ه خمسة أسرة ويقدم لمستشفى خدمات التوعية والارشاد والتثقيف الصحي ومراقبة الاصحاح الاساسي للبيئة ومراقبة الاغذية والحالة الغذائية للمجتمع والتوعية الصحية للغذاء الصحيح وخدمات رعاية الأمومة والطفولة. وبرنامج التحصين الموسع ضد امراض الطفولة المعدية ومكافحة الامراض المستوطنة والتشخيص والعلاج السليم للامراض الشائعة وتوفير الادوية والعقاقير الاساسية وبين مدير مستشفى الشملي سعد بن غانم العنزي ان القطاع الصحي عموماً بالمنطقة يحظى باهتمام بالغ من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة حيث شهد ولله الحمد في الآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً بفضل الله ثم متابعة معالي وزير الصحة الاستاذ الدكتور اسامة بن عبدالمجيد شبكشي وحرص مدير عام الشئون الصحية بمنطقة حائل الدكتور عصام بن احمد الحركة. من جهتهم عبر عدد من المواطنين عن آمالهم بتأمين متطلباتهم الملحة لتوفير خدمات صحية افضل، ومنها فتح عيادة للعيون وعيادة للعظام وقسم للصدر وتطوير عيادة الاسنان والعناية المركزة وتوفير اقسام خاصة للعزل.
التراث الشعبي
تتميز الشملي بالدوحة والهجيني، فهي موطن هذا الفن الفلكلوري بالمنطقة ومنها برع الكثيرون الذين توجه لهم الدعوات من خارج المنطقة اضافة إلى الفنون الشعبية الأخرى ومنها
العرضة والسامري والمحاورات الشعرية ومنهم الشاعر حمود نايف الغضوري والدحة تعتبر احدى الفنون الشعبية التي تشتهر بها قبائل عنزة حيث تقام في وسط مهرجان كبير ويقول الشاعر بيت قصيدة ثم يمر عليه الردادة أو الصفوف بقوله: هلا.. هلا.. به.. يا هلا لا يا حليفي باولد. وهكذا حتى ينتهي المقطع كاملاً ثم تبدأ المجموعة المصطفة بترديد الدحية: وهكذا حتى يأتي شاعر آخر أو نفس الشاعر بعد استراحة قصيرة.
ومن الاكلات الشعبية في الشملي الهريس والتمن والجريش والخبز المصلي والخبز الجمري والمرقوق والقرصان وغيرها من الأكلات الشعبية الاخرى.
المراعي والماء
تعتبر الشملي من أنسب المراعي لتوفر المواقع المناسبة فيها، ووجود الماء حتى اصبحت موطنا لأفضل سلالات مزايين الابل اضافة الى المواشي الأخرى حيث قام الكثير من المهتمين بالابل بشرائها من اهالي الشملي ومنهم من قدم من القصيم ومنهم من قدم من مناطق المملكة الأخرى. ويشتهر بعض اهالي الشملي بتمسكهم بالابل حتى الآن وبسلالاتها النادرة ومنهم الشيخ صالح العواجي وابنه سليمان، وكذلك المواطن سالم ماضي العنزي والمواطن العوني غصاب.
ويساعد هؤلاء وجود البيئة المناسبة في الشملي ولا ينسى اهالي الشملي قصة الابل التي شربت منه احدى الآبار وشفيت والتي ساعدت على اكتشاف ان مياه البئر في الشملي مختلفة ولها قدرة بعد توفيق الله على شفاء بعض المرضى من بعض الامراض الجلدية حيث مازالت تستقبل الكثيرين الذين جاؤوا لها في وقت سابق حتى من عدد من الدول الخليجية. ويعتبر موسم الربيع من اهم المواسم لمربي الماشية ومازال اهالي الشملي يتحدثون عن ربيع الخلفات عام 1355هـ وربيع الحرة عام 1356هـ وربيع الفوطة عام 1357هـ والذي شهدت فيه الشملي ربيعاً مختلفاً وليس له مثيل.
حيث تميز بوفرة «الفقع» والمطر المستمر، ولكن هذا لا يعني سوء الاحوال حالياً ويبقى هناك فروقات ونوادر تبقى عالقة بالذهن كتلك المواسم التي خلت والامل في الله كبير لعودتها مجدداً لتعانق ابتسامة الربيع فرحة اهالي الشملي باذن الله.
عشق الشملي
ويرتبط اهالي الشملي فيها بشكل غير عادي مشكلين توأمة ليس لها مثيل ويأخذ هذا العشق اشكالاً كثيرة فتجد بعض اهاليها يبذل كل ما يملك من اجلها وتجد آخرين بكرمهم الباذخ بالسخاء يفرشون الارض زهوراً لكل قادم وزائر للشملي. وكان في الزمان الماضي العشق للشملي شجاعة وإقدام وهو اهم ما تميز به اهالي الشملي فشاركوا مع الملك عبدالعزيز رحمه الله في جهاده وحموا الشملي وطوروها بفضل دعم حكومي منذ عهد (المؤسس) الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي تطاولت به مدينة الشملي آفاق التطور لتعانق السحاب.
|