* القاهرة - مكتب الجزيرة - أحمد سيد:
حذرت المنظمة العربية للتنمية الزراعية من تفاقم الفجوة الغذائية في الوطن العربي بعد ضرب العراق وتدمير بنيته التحتية والتي ستشمل مصانع الإنتاج الزراعي وتدهور التربة الزراعية التي تعد من أخصب الأراضي الزراعية في العالم العربي.
وذكرت المنظمة في تقرير أصدرته حديثا ان نسبة مساهمة العراق في السلع والمحاصيل الزراعية على مستوى الدول العربية تصل الى 41 ،64 % موزعة كالتالي : 6 ،27 % بالنسبة للحبوب ، 5 ،39 % بالنسبة للقمح ، 7 ،78 % للبطاطس ، وبالنسبة للبذور الزيتية (البذور النباتية) فإن نسبة الإنتاج العراقي منها مقارنة بالدول العربية تصل الى 3 ،45 % ، والخضر 10 ،92 % ، والفاكهة 7 ،83 % .
وقالت ان العراق يحتل المرتبة الثالثة بعد السودان والمغرب من حيث مساحة محاصيل الحبوب في الوطن العربي والتى تقدر بحوالي 13 ،08 % .. مؤكدة ان هذه المساحة وغيرها من المساحات الزراعية في العراق ستتأثر بشدة في حال توجيه ضربة عسكرية .
وأضافت المنظمة ان مساحة الأراضي المخصصة لانتاج القمح في العراق تبلغ مليون و600 ألف هكتار تنتج 884 ،12 ألف طن قمح .. مشيرة الى ان الواردات العربية لمجموعة محاصيل الحبوب تساهم بالجزء الأكبر من اجمالي التجارة العربية للسلع الغذائية ، حيث بلغت قيمة واردات الوطن العربي من محاصيل الحبوب والقمح حوالي 6 ،80 مليارات دولار تعادل 40 ،15 % من القيمة الاجمالية لواردات الوطن العربي من السلع الغذائية الرئيسية ، وسترتفع تلك النسبة في حال ضرب العراق الذى سيعانى من تدهور شديد في انتاج الحبوب .
وأشارت المنظمة الى ان المتاح للاستهلاك من مجموعة محاصيل الحبوب في الوطن العربي عام 2000 بلغ 78 ،32 مليون طن ، مقارنة بحوالي 76 ،39 مليون طن كمتوسط سنوي خلال الفترة 1993 1997 .. وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي نحو 49 ،11 % مقارنة بحوالي 56 ،57 % لمتوسط الفترة السابقة .. مؤكدة ان نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح والدقيق استقرت عند حدود47 ،9 % ، فيما بلغت كمية الفجوة الانتاجية لمحاصيل الحبوب في الوطن العربي حوالي 40 مليون طن.
وأكدت ان الدول العربية تعاني صعوبات كثيرة اما تطوير انتاج محاصيلها منها ان مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية تقع في المناطق المدارية وشبه الاستوائية التي لا يعتبر طقسها مناسبا لانتاج محاصيل المناطق المعتدلة كالقمح والشعير والذرة الشامية ، كما تتعرض مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية الى عوامل التعرية والانجراف بسبب ضعف الغطاء النباتي والى التملح وفقدان الخصوبة بسبب ضعف كفاءة ادارة مياه الري ، اضافة الى مشكلات ندرة المياه وقلة الأمطار في معظم الدول العربية .. موضحة ان كل ذلك يتطلب الحفاظ على الثروات الزراعية العراقية والحيلولة دون وقوع الحرب التي ستؤثر أجواؤها على الوضع الزراعي العربي بشكل كبير.
ونوهت المنظمة العربية للتنمية الزراعية الى ان العراق ينتج 741 ألف طن من الدرنات على المستوى العربي .. مؤكدة ان هذا الانتاج سيتضائل اذا اندلعت الحرب لتزيد كمية الفجوة الانتاجية من البطاطس في الوطن العربي والتى تقدر حاليا بحوالي 95 ،60 ألف طن .
وقالت ان مساحة محاصيل الخضر في الوطن العربي بلغت مليونى هكتار ، وبلغ انتاجها 42 ،52 مليون طن .. مشيرة الى ان العراق يحتل المركز الثاني بعد مصر في انتاج الخضر على المستوى العربي حيث تصل مساحته لانتاج الخضر الى 365 ألف و50 هكتار تنتج 3 ملايين و978 ألف طن ، بنسبة 11 % من الانتاج العربي.
وأضافت المنظمة ان هذه النسبة من الانتاج العراقى تساهم في الاكتفاء الذاتي لشعب العراق ، في حين ان ظروف الحرب وما يصاحبها من عدم استقرار للمزارعين وتعطل شبكات الرى ستساهم في تقليل حجم الانتاج بل ويدفع العراق للاستيراد من الخارج لسد العجز في هذه المحاصيل .. مشيرة الى ان العراق يحتل المرتبة الخامسة عربيا في انتاج الفاكهة بنسبة 7 ،83 % حيث يصل انتاجه الى مليون و966 ألف طن من مختلف أنواع الفاكهة.
وأوضحت ان احصاءات المنظمة تشير الى تزايد كميات استهلاك الوطن العربي من الفاكهة بمعدلات عالية خلال السنوات القليلة الماضية حيث بلغ الاستهلاك العربي حوالي29 مليون طن .. مؤكدة ان نسب الاكتفاء الذاتي مستقرة عند نسبة 95 ،65 % ، إلا ان هذه النسبة معرضة للتراجع في حال ضرب العراق نظرا للنسبة التي يشكلها في انتاج الفاكهة بين الدول العربية.
وطالبت المنظمة الدول العربية زيادة الاراضي الزراعية وتحسين جودة الانتاج الزراعى لسد الفجوة الغذائية الى اقصى حد ممكن ، حيث يحظى الوطن العربي بموقع استراتيجي ومساحات كبيرة تبلغ في مجملها حوالي مليار و406 مليون هكتار تمتد من المحيط الفارسي الى المحيط الأطلسي وتقع معظم تلك الأراضي في الحزام الصحراوي . ويحدها من الشمال المناطق التي تتأثر بمناخ البحر المتوسط وفى اقصى الجنوب المناطق التي تتأثر بالمناخ الاستوائي ، وتتخل تلك المناطق بقاع مرتفعة تتمتع باختلاف الفصول الاربعة مما يميز المنطقة العربية بخصائص صلاحيتها لانتاج محاصيل المناطق المعتدلة ومحاصيل المناطق الاستوائية ومحاصيل حزام السافنا.
وأكدت ان اجمالي الأراضي الصالحة للزراعة في الوطن العربي تصل الى حوالي 198 مليون هكتار أي ما يساوي 14 ،1 % من اجمالي مساحة الأراضي العربية ويمتد الغطاء النباتي فيها الى ما يقارب 40 ،5 % من الرقعة الجغرافية التي تحتوى على الأراضي المستغلة في انتاج المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية ومنتجات الغابات والمراعى من ثمار وأخشاب وأعلاف .. منوهة الى ان المساحة المزروعة في الوطن العربي سجلت ارتفاعا متزايدا بمعدلات بطيئة خلال عقد التسعينات ، إذ ارتفعت من نحو 59 ،52 مليون هكتار عام 1991 الى 66 ،88 مليون عام 1998 والى 67 ،13 مليون عام 1999 بزيادة 0 ،36 % بين العامين الأخيرين ، في حين تمثل اجمالي المساحة المزروعة حوالي 4 ،75 % من اجمالي المساحة الجغرافية العربية عام 1998 وحوالي 4 ،77% عام 1999 .
وأكدت المنظمة العربية للتنمية الزراعية ان الموارد الطبيعية الزراعية تواجه تدهورا مستمرا وبدرجات متفاوتة بين الدول العربية حيث طرأت مجموعة من المهددات البيئية التي أدت الى تفاقم ظاهرة التصحر وتدهور التربة وهدر الموارد المائية واندثار الغطاء النباتي ،انعكست آثارها السلبية على الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني .. موضحة ان السمات العامة لأوضاع البيئة الزراعية الراهنة في الوطن العربي تعرض الأراضي الزراعية لظاهرة التملح والتغدق كما في سوريا والعراق على سبيل المثال ، وتعرض الثروة الزراعية الى جرف الرياح والمياه للتربة كما في اليمن والسودان ومصر وتونس والمغرب .
| 
