* الرياض - عبدالكريم الدريبي:
مع استمرار الحرب التي تشنها واشنطن على العراق يظهر السوق العقاري كمؤشر على عمليات البيع والشراء في السوق السعودية.
«الجزيرة» استطلعت آراء العقاريين حول تأثر السوق بما يدور في منطقة الشرق الأوسط وهل ستؤثر تداعيات الحرب مستقبلاً في السوق.
في البداية تحدث حسن المهدي مدير عام مؤسسة آل مهدي العقارية حيث قال: إنه لا يخفى على الجميع ما تتعرض له المنطقة عموماً من الناحية الاقتصادية بشكل عام ونحن كجزء لا يتجزأ من هذا الاقتصاد ولكن بشكل عام كان السوق العقاري من اقل المتضررين بما يدور حالياً في المنطقة، علماً انه في بعض الأحيان كان له اثر ايجابي كارتفاع الطلب على الاراضي في الفترة الاخيرة ولكن ما يخص مؤسسة المهدي لم يكن هناك تأثير كبير بفضل الله أولاً ثم بالخطط التي كانت تعمل على أساسها المؤسسة للتعامل مع مثل هذه الظروف الحالية فتلك الظروف ليست وليدة الساعة بل هي منذ فترة ليست بالقصيرة كما انها اتت على مراحل وليست بشكل مفاجئ ولكن بكل مصداقية لم يكن لها تأثير واضح أو الكبير وربما كان اشد فترة ظهر فيها ذلك التأثير هو فترة بداية الاعمال العسكرية والان بدأت تأخذ الشكل التنازلي بعد تشتت الكثير من المخاوف والتصورات عما سيحدث خلال هذه الازمة.
وعن انخفاض حركة البيع خلال الاربعة اشهر الماضية اكد المهدي ان انخفاض حركة البيع عقارياً شيء متوقع وليس مستغربا خلال الفترة الماضية خاصة مع تصاعد وتيرة الازمة الحالية ولكن ذلك الانخفاض لم يكن ذلك الشكل الكبير الذي يمكن ان نصفه بأنه قد وصل إلى حالة الخطر ولكنني أؤكد انه ردة فعل متوقعة على ما يجري حاليا في المنطقة وسرعان ما يزول بزوال هذه الازمة كما اننا لا ننسى انه كان هناك فترة اجازة عيد الاضحى خلال الفترة الماضية والفترة السابقة له عادة ما تكون فترة ركود عقاري.
وفي رده على سؤال ما اذا كانت هذه الحرب ستؤثر في السوق مستقبلاً بين ان هذا السؤال من الصعب الاجابة عنه في الوقت الحالي متى ما انتهى سيناريو الاوضاع الحالية تتضح الرؤيا ولكن بإذن الله نتوقع ان لا يكون هناك أي تأثير في حركة السوق مستقبلا وذلك لثقة المواطنين والمستثمرين بمتانة الاقتصاد السعودي والمواقف الايجابية للقيادة السعودية الرشيدة تجاه ما يدور في المنطقة من احداث.
من جهته اوضح هذلول صالح الهذلول نائب المدير العام لشركة دار الاركان للتطوير العقاري المحدودة انه لا يخفى على المتابعين تأثير الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة والعالم على الحركة الاقتصادية العالمية الا ان السوق العقاري السعودي يحظى بحكم ضخامة السوق العقاري السعودي والموقف المالي الخاص به وحجم الاستثمار العقاري وقوته مشيرا إلى ان العقار سلعة يتعامل معها شريحة كبيرة من الناس الا انه يبقى محفظة آمنة لرأس المال كما انه سلعة وحاجة ضرورية يطلبه الناس بصفة مستمرة.
وبين الهذلول ان حركة البيع والشراء للاراضي قد لا تنخفض بسبب حالة الحرب التي يعيشها المتعاملون والمحليون في السوق حالياً مما قد يؤدي بدوره في ثبات نسبي في الاسعار نتيجة قلة الطلب والعرض والتحفظ في عمليات البيع والشراء.
وفي سؤال حول تأثير شركة دار الاركان بالظروف الراهنة اجاب نائب المدير العام قائلاً: نحن في الشركة لم نتأثر لعدة اسباب منها طبيعة اختصاص الشركة في التطوير العقاري وتميزها في بناء الوحدات السكنية التي تعتبر مطلبا وحاجة ملحة للناس لتملك مسكن خاص باعتبار ان السكن مطلب رئيسي وحاجة اساسية لا يمكن لاي إنسان ان يستغني عنها حتى في اصعب الظروف واحلكها.
اما عما اثير حول انخفاض الحركة العقارية خلال الاشهر القليلة الماضية اوضح الهذلول انه استنادا إلى نتائج التحليل العقاري الذي تقوم به شركته بصفة مستمرة تبين ان سوق العقار خلال الفترة المشار إليها انجز خلالها عدة صفقات عقارية كبيرة لا تعبر عن ضعف في حركة تداول العقار وعمليات البيع والشراء وهذا مؤشر على متانة وقوة السوق العقاري السعودي بصفة خاصة ومتانة الاقتصاد بصفة عامة.
المهندس بدر بن سعيدان نائب المدير العام لشركة ابن سعيدان العقارية قال ان الازمة الحالية التي تتعرض لها منطقة الشرق الاوسط لم تؤثر في سوق العقار في المملكة العربية السعودية ولا يوجد أي هبوط في اسعار العقار والاراضي.
وقال في تصريح ل «الجزيرة» ان جميع المشاريع والمساهمات تسير بشكل طبيعي والاسعار لم تتأثر بما يجري بشأن اندلاع حرب على العراق ولكن هناك حركة خفيفة في السوق قد تكون بسببب خوف الناس فهم لا يفكرون بالاستثمار في الوقت الراهن بقدر ما يكون الهاجس الاكبر هو الأمن.
| 
