منذ اعتماد النظام الدولي الجديد الذي بشَّر به والد الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الأب والذي أنهى مرحلة ما كان يسمى بالحرب الباردة والتي يطلق عليها المحافظون الجدد ب«الحرب العالمية الثالثة» باعتبار ان الحرب التي يشنونها على العراق بداية الحرب العالمية الرابعة وأنهم يعدون الحرب على العراق محطة ثانية في الحرب التي يشنونها لفرض القيم الأمريكية على الشعوب الإسلامية.. بعضهم يتحدث عن حرب صليبية جديدة.. وبعضهم يعتبرها مواجهة للأصوليين الإسلاميين، المهم أن المحافظين الجدد لا يخفون سراً بأنهم يشنون حرباً بأدوات أمريكية، وبأموال أمريكية، وبجيوش أمريكية لتحقيق المصالح الإسرائيلية، هم لا ينفون ذلك، بل حتى من يصنفون خارج سرب المحافظين الجدد، يعلنون في مناسبة أو غير مناسبة أن أمن إسرائيل يأتي في مقدمة أولويات السياسة الأمريكية وأنها اللبنة الأساسية في الإستراتيجية الأمريكية...!!
نقول ضمن آليات النظام الدولي الجديد أصبح لمنظمات وهيئات العمل المدني دور في تشكيل وآليات القرار الدولي، فبالإضافة إلى فعالية دور الدول والحكومات في صياغة وصناعة القرار الدولي، أصبح للمنظمات الأهلية دور في التأثير على القرارات الدولية وخاصة منظمة الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة كمنظمة التربية والتعليم والثقافة «اليونسكو» وصندوق الطفل العالمي «اليونسيف».
والآن وبعد أن شنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا حربا عدوانية على العراق خارج الشرعية الدولية، وبما أن هذه الحرب قد أفرزت العديد من الاضرار والسلبيات ضد الشعب العراقي، ونشدد هنا على تضرر الشعب العراقي الذي يهمنا نحن المسلمين الدفاع عنه وعن أبنائه، وتضرر أطفاله الذين يسقطون بالعشرات ضحايا القنابل والصواريخ الذكية..!!
كما أن العراق مهد الحضارة والتاريخ والذي يحتفظ بالعشرات من المراقد والأماكن المقدسة الإسلامية يفرض على الهيئات والمنظمات الإسلامية والدولية التحرك بقوة لدى هيئة الأمم المتحدة وبالذات الجمعية العامة للأمم المتحدة لوقف هذه الحرب الظالمة المفروضة على العراق.
رابطة العالم الإسلامي، منظمة المؤتمر الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، أعضاء ومراقبون في منظمة الأمم المتحدة، وهذه المنظمات الشعبية والدولية والتي يصنف بعضها كمنظمات للعمل الشعبي إحدى آليات النظام الدولي الجديدة يفرض عليها واجبها الإنساني والديني التحرك بجدية وبقوة لتفعيل دورها في هيئة الأمم المتحدة لدفعها للتحرك لوقف هذه الحرب الظالمة، فرابطة العالم الإسلامي واجبها يدفعها للدفاع عن الشعب العراقي الذي يحترق أبناؤه جراء هذه الحرب التي تعد تصفية حسابات بين نظامين، نظام قمعي، ونظام إمبريالي تسلطي.. والتحرك لدى اليونسيف لإنقاذ أطفال العراق الذين يسقطون بالآلاف بعد أن ذهب قرابة المليون طفل جراء الحصار الظالم.
وأخيراً على المسلمين جميعاً وفي مقدمتهم جمعيات وهيئات العمل الشعبي الدفاع عن مقدسات وعتبات المسلمين المقدسة التي تنتهك في العراق من قبل الغزاة وحث اليونسكو للقيام بدورها.
| 
