* بغداد - الوكالات :
دوَّت عدة انفجارات قوية في منطقة قريبة من وسط بغداد بعد بزوغ فجر أمس السبت فيما هزت انفجارات أخرى الأطراف الجنوبية للعاصمة العراقية.
وقال حسن حافظ مراسل رويترز ان مركز المأمون للاتصالات وهو أكبر مركز من نوعه بالعاصمة كان من بين الأهداف التي أصابها القصف.
وأصيب المركز من قبل خلال الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على العراق التي مضى عليها 17 يوماً للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
وقال حافظ «القصف مكثف جداً جداً .. هناك انفجارات من اتجاه الجنوب الشرقي والجنوب الغربي والآن قرب الوسط».
ويعيش معظم سكان بغداد البالغ عددهم نحو خمسة ملايين نسمة دون امدادات من الطاقة الكهربية منذ مساء الخميس الماضي.
وبدا ان معظم القصف خلال الليل استهدف المداخل الشرقية لبغداد.
يأتي تصعيد الهجوم على شرق بغداد بعد يوم من زحف الجنود الامريكيين من الجنوب الغربي للاستيلاء على مطارالعاصمة في أضخم إنجاز تحققه القوات بقيادة الولايات المتحدة في حربها الحالية.
وقال حافظ ان سحابة من الدخان الكثيف تخيم على المناطق الجنوبية الغربية والشمالية الغربية للعاصمة.
وأضاف «يبدو وكأن ظلام الليل لم ينقشع، الأدخنة كثيفة للغاية، أعتقد انهم العراقيين يشعلون مزيدا من خنادق النفط»
وأشعل العراقيون خنادق نفط حول بغداد في بداية الحرب التي تقودها الولايات المتحدة لاسقاط الرئيس صدام حسين على أمل إرباك الطيارين الذين يقصفون العاصمة العراقية.
وقالت شبكة «سى إن إن» الاخبارية الامريكية إن العاصمة العراقية بغداد أمضت ليلتها تحت قصف متعدد المصادر ما بين القصف الصاروخي الجوي والقصف المدفعي من القوات الامريكية الموجودة في محيط المطار الدولي إضافة إلى القوات الامريكية القادمة من الجنوب الشرقي.
وقالت الشبكة إن مئات الانفجارات هزت المدينة طوال الليل وأن المئات من سكانها حاولوا الفرار منها خلال الليلة قبل الماضية والساعات الأولى من صباح أمس السبت.
ونقلت عن مصادر وزارة الدفاع الامريكية «بنتاجون» ان القوات الامريكية تحكم سيطرتها على مطار بغداد الدولي الا انها حذَّرت قواتها بعدم الدخول في معارك جديدة نحو العاصمة في الوقت الحالي.
ومن ناحية أخرى قالت الشبكة ان القوات الامريكية في وسط العراق تتحرك إلى الأمام باتجاه العاصمة العراقية لتوفير قوات إضافية في منطقة بغداد.
من جهة أخرى قالت وزارة الدفاع الامريكية «بنتاجون» انها تعتزم فتح مطار بغداد بأسرع وقت ممكن وربما يتم الاقدام على هذه الخطوة في نهاية الأسبوع الحالي.
ونقلت شبكة «سي ان ان» الاخبارية الامريكية صباح أمس السبت عن البنتاجون ان القوات الامريكية تشن هجمات ضارية ضد القوات العراقية في المنطقة المحيطة بالمطار لتأمينها تمهيداً لفتح المطار.
وعلى صعيد العمليات العسكرية في بقية مناطق العراق أوضحت الشبكة ان المعارك مستمرة على أشدها في النجف وكربلاء والكوت والناصرية والسماوة وسامراء والموصل وكركوك.
من ناحية أخرى نسبت شبكة «سي ان ان» الاخبارية إلى مصادر استخباراتية امريكية قولها ان المشاهد التي بثتها التلفزيونات أمس الأول للرئيس العراقي صدام حسين يتفقد العاصمة بغداد تم تصويرها بعد بداية الحرب.
وحسب هذه المصادر فان المشاهد الخلفية التي جاءت في اللقطات أكدت هذه المعلومات.
يشار إلى ان الرئيس صدام حسين وجّه أمس الأول أيضا من على شاشة التليفزيون العراقي خطاباً إلى الشعب حضَّه فيه على مقاومة الغزاة بكل ما أوتي من قوة. ثم جاءت مشاهد ظهوره في شوارع بغداد تلتف حوله الجماهير وتهتف بحياته، وهو ما شكك فيه الامريكيون الذين يروِّجون منذ بداية الحرب إلى احتمال ان يكون صدام قتل أو أصيب نتيجة القصف الامريكي البريطاني.
من جهته صرح وزير الخارجية الأمريكى كولن باول بأن مسألة الشريط الذي أذاعه التليفزيون العراقي لصدام حسين وهو يسير في شوارع بغداد لن تؤثر على مهمة القوات الأمريكية في العراق.
ونقلت شبكة «سي ان ان» الاخبارية الأمريكية عن باول قوله انه من الناحية النفسية، فان ذلك لن يؤثِّر على جهودنا.
وأضاف باول قائلاً ان قواتنا تقوم بمهمتها في العراق وستنجح في مهمتها سواء أكان صدام على قيد الحياة أم لا وسواء تم العثور عليه أم لا.
ومن جانبه فان آري فلايشر المتحدث باسم البيت الأبيض قال انه سواء أكان ذلك الشريط حقيقياً أم لا فان هذه المسألة لا تهم.
وأكد فلايشر قائلا انه سواء أكان الشريط له «يقصد لصدام» أم لا فان أيام النظام العراقي معدودة وستنتهي.
وقد ذكرت شبكة «سي ان ان» الاخبارية الامريكية أن الحكومة العراقية تمنع سكان العاصمة بغداد من مغادرتها وتطالبهم بالبقاء فيها والدفاع عنها.
وقالت الشكبة انه على الرغم من محاولات الحكومة لمنع العراقيين من مغادرة المدينة الا انهم تمكَّنوا بالفعل من مغادرتها، مضيفة ان المئات وربما الآلاف من سكان بغداد قد غادروها بالفعل حسب قولها.
|