* واشنطن ا.ش.ا:
عشية المحادثات التي يعقدها الرئيس الامريكي جورج بوش وأهم حليف له في الهجوم العسكري ضد العراق رئيس وزراء بريطانيا توني بلير ظهرت بوادر سحابة من الخلافات بين واشنطن ولندن حول مستقبل العراق فيما بعد الحرب عقب اعلان البيت الابيض ان الدول الغربية المشاركة في الحرب وليس الامم المتحدة ستضطلع بالدور الرئيسي فيما يسمى بعراق ما بعد الاطاحة بالرئيس صدام حسين.
ومن المقرر ان يركز بوش و بلير في المناقشات التي تعقد يومي الاثنين والثلاثاء في بلفاست عاصمة ايرلندا الشمالية على تطورات المعارك ضد العراق التي اندلعت فجر العشرين من مارس الماضي خاصة بعد ان اصبحت القوات الامريكية على مشارف العاصمة العراقية وتسعى لإحكام السيطرة على مطار صدام الدولي.
وكان بوش وبلير قد التقيا بالاضافة الى رئيس الوزراء الاسباني قبل اربعة ايام فقط من شن الحرب ضد العراق ثم التقى بوش وبلير بمفردهما في منتجع كامب ديفيد الرئاسي بشمال ولاية ميريلاند يوم 27 مارس بعد اسبوع واحد من بدء الحرب.
ويختلف لقاء بلفاست عن محادثات 27 مارس في ان لقاء كامب ديفيد تزامن مع انتقادات لخطة الحرب الامريكية وتزايد الشكوك في مدى القدرة على الاستيلاء على العراق بالسرعة التي روج لها بعض المسؤولين الامريكيين ودعاة الحرب ضد العراق.
وتختلف مناقشات الاثنين والثلاثاء القادمين في انها تعقب ما تراه واشنطن أنه انجازات عسكرية تحققت قبل مرور ثلاثة اسابيع على بدء المعارك وهي التوغل داخل الاراضي العراقية والسيطرة على بعض اجزاء من مطار صدام الدولي على الرغم من المعارك والمناوشات الدائرة في البصرة والناصرية وجبهات اخرى.
الا ان الزهو الامريكي بما حققته القوات الامريكية يصطدم بتحذيرات الخبراء العسكريين من ان الساعات والايام القادمة سوف تشهد أشد المعارك ضراوة خاصة مع القرب من قلب بغداد أكثر فأكثر وهو ما سيبحثه بوش وبلير خلال مناقشات بلفاست لتحديد الاستراتيجية العسكرية المقبلة.
وبعيداً عن التطورات العسكرية سوف يركز بوش وبلير ايضاً على بحث مستقبل الحكم في العراق فيما بعد الاطاحة المحتملة بالرئيس العراقي صدام حسين خاصة بعد ما تردد عن احتلال القوات الامريكية والبريطانية بعض المناطق العراقية المأهولة بالسكان.
وحتى ايام قليلة كان المتحدثون باسم الادارة الامريكية وكذلك كبار المسؤولين يصرون على ان دور الامم المتحدة في مستقبل العراق مازال يخضع للمناقشة وسط إلحاح اوروبي على أنه يجب ان تضطلع المنظمة الدولية بدور اساسي بل ان المانيا التي وقفت ضد الحرب منذ البداية اوضحت انها لن ترسل بقوات للقيام بمهام حفظ سلام أو أمور اخرى في العراق ما لم يكن ذلك تحت علم الامم المتحدة.
تضمن ذلك رغبة بريطانية بأن تكون للأمم المتحدة مشاركة واضحة وكبيرة في تحديد مستقبل العراق وفي إدارة شؤونه فيما بعد الاطاحة بالرئيس العراقي.
|