Sunday 6th april,2003 11147العدد الأحد 4 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جدل حول عراق ما بعد الحرب ومسئولية إعادة إعماره جدل حول عراق ما بعد الحرب ومسئولية إعادة إعماره
معركة مطار بغداد.. هل تقترب بالحرب من مرحلة الحسم؟

  * بغداد أ ش أ:
تضاربت الأنباء العراقية والأمريكية حول السيطرة على مطار بغداد الدولي رغم التأكيدات التي قالها وزير الاعلام العراقي بدحر القوات العراقية للقوات الأمريكية في المطار والذي قابله نفي أمريكي قاطع مفاده بأن القوات الأمريكية ما زالت تسيطر على المطار وانما تتقدم إلى وسط بغداد.
وقد أنعشت آمال مخططي الحرب على العراق في الاقتراب من حسم الأمر لصالحهم وفتحت في الوقت نفسه باب الجدل بشأن عراق ما بعد الحرب ومسئولية إعادة إعماره كما أثارت «من جانب آخر» المخاوف من احتمال اتساع مدى الحرب خصوصاً إذا أطلقت صواريخ عراقية على اسرائيل أو إذا استمر الإصرار على تجاهل مصالح روسيا في العراق.
فالمخططون العسكريون الأمريكيون أكدوا انهم لا يضعون في تصورهم فرض حصار على بغداد من شأنه أن يخنق المدينة ولا يسمح لأحد بالخروج منها والدخول إليها وانه بدلاً من ذلك سيجرى تطويقها من خلال شبكة من النقاط القوية من مشاة البحرية والفيلق الخامس للجيش الذي يضم الفرقة 101 المحمولة جوا والفرقة الثالثة المشاة.
والملاحظ ان الظهور المفاجئ للرئيس العراقي صدام حسين في قلب مدينة بغداد أمس الأول تحيط به حشود من المواطنين تهتف بالروح بالدم نفديك ياصدام قد أربك الحلف الانجلو امريكي فلم يتمكن من كتم تخوفه من ان يؤدي ذلك الظهور إلى تحفيز العراقيين في كل أنحاء العراق على إبداء المزيد من المقاومة.
واتضح ذلك في تصريح لقائد القوات البريطانية في الخليج براين فورديج أبدى فيه تخوفه من أن يلجأ صدام حسين إلى تلك الموجات البشرية لاسترجاع مطار بغداد.
ولذلك بدت القوات الانجلو امريكية الليلة قبل الماضية وصباح أمس وكأنها تسابق الزمن وتتعجل الحسم فعززت تواجدها في المطار الذي غيرت اسمه إلى مطار بغداد الدولي وواصلت قصفها العنيف للعديد من المناطق في العاصمة العراقية.
وبالتوازي مع محاولات الحسم العسكري تسارعت الخطى نحو البحث في مسألة إعادة إعمار العراق والدور الذي يمكن ان تلعبه الأطراف المختلفة خصوصاً الأمم المتحدة في هذا الصدد فأجرى وزير الخارجية الأمريكي كولن باول مشاورات هاتفية مع كوفي أنان السكرتير العام للأمم المتحدة وسط جدل داخل الإدارة الأمريكية وخارجها بشأن الدور الذي ستلعبه المنظمة الدولية في العراق في فترة مع بعد الحرب.
وحول طبيعة الدور الممكن أن تلعبه الأمم المتحدة في العراق قال باول «نحن في بداية عملية حوار عملي، لتحديد الدور المناسب للأمم المتحدة».
والخلاف بشأن عراق مابعد الحرب لا يقتصر على كواليس الإدارة الامريكية بل انه يشمل شركاء الولايات المتحدة في قرار الحرب ومناوئ ذلك القرار على السواء.. فوزير الخارجية الروسي إيجور ايفانوف صرح بأن بلاده لا تجري مفاوضات لا مع الولايات المتحدة ولا مع دول أخرى بشأن المشاركة في إعمار العراق ما بعد الحرب.
وجاء هذا التصريح من جانب إيفانوف تعليقا على نبأ حول قرار الكونجرس الاميركي إجراء تعديلات على قانون نفقات تعمير العراق الذي يستبعد الشركات الروسية والألمانية والفرنسية والسورية عن المشاركة في تعمير العراق.
وقد ذكر إيفانوف أيضا ان الحديث عن أية أنظمة لبناء العراق ما بعد العملية العسكرية سابق لأوانه طالما ان الحرب ما تزال دائرة.
أما المستشار الألماني جيرهارد شرودر فقد أكد إصرار بلاده على ضرورة اضطلاع الأمم المتحدة بدور محورى في قضية العراق.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت ألمانيا ستقوم بإرسال جنود لتوفير الأمن في العراق بعد انتهاء القتال، قال شرودر: أود معرفة الظروف التي يتعين علينا التحرك فيها وبالتالي يمكنني أن أقرر ما إذا كانت المشاركة عملا ينم عن احساس بالمسئولية.
ويرى خوزيه ماريا أزنار رئيس وزراء اسبانيا ان إعمار العراق عقب نهاية الحرب يقع أساساً على عاتق العراقيين بالإضافة إلى قيام الأمم المتحدة بدور بارز في هذا الشأن.
وأوضح ازنار في تصريحات له انه يجب إعادة السيادة للعراقيين.. مشيرا إلى ان ذلك يعني تمكينهم من اتخاذ القرار بشأن بلدهم.
وأضاف ان عملية إعادة الاعمار تتضمن ترسيخ الأمن في العراق وتعزيز قدرة المؤسسات العراقية.
وحول موعد نهاية الحرب قال رئيس وزراء اسبانيا ان الأمور تسير بسرعة.. معرباً عن أمله في أن ينتهى النزاع سريعا.
وانتهاء الحرب على العراق «إذا قدر له ان يحدث قريباً» لا يعني لدولة مثل روسيا مجرد بدء تحرك من أجل لعب دور في عمليات إعادة الإعمار، فهناك على ما يبدو ما هو أهم من ذلك بالنسبة لها على الأقل في المدى المنظور، وهو حصولها على الديون المستحقة لها لدى العراق. فوزير المطبوعات الروسي ميخائيل ليسين اعتبر انه من الممكن ان يتم ابتزاز روسيا بعدم الاعتراف بديونها المتوجبة على العراق.
وأعرب الوزير الروسي عن اعتقاده بأن الإدارة الأميركية للعراق ما بعد الحرب ستحاول إقناع المجموعة الدولية بأنه من المستحيل دفع الديون لقاء الأجهزة العسكرية التي تم تزويد العراق بها من قبل الاتحاد السوفيتي والتي تعود إلى السبعينات وكانت دقيقة جداً في ضرب القوات الامريكية والبريطانية.وتزامن هذا التصريح مع تأكيد وزير الدفاع الروسي سيرجى إيفانوف ان مناورات أسطولي البحر الأسود والمحيط الهادئ الروسيين في المحيط الهندي ليس لها علاقة إطلاقاً بالحرب التي تشنها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا على العراق.
وأوضح إيفانوف في تصريحات صحفية في العاصمة البيلاروسية التي زارها أمس الأول ان دخول السفن الروسية مياه الخليج العربي غير وارد.
أما دولة مثل اسرائيل فيهمها من أمر التطورات الأخيرة في الحرب على العراق ألا تكون دافعاً إلى استهدافها عبر إطلاق صواريخ عراقية عليها.وفى هذا الإطار نقلت صحيفة يديعوت احرونوت عن مصادر في الجهاز الأمني الإسرائيلي قولها إن الجيش الأمريكي يبذل جهوداً كبيرة لتحييد مقدرة العراق على إطلاق الصواريخ من أراضيه الغربية، وأن هذه الجهود حققت نتائج جيدة.
وأضافت تلك المصادر ان القوات الامريكية في غرب العراق تقوم بمهاجمة الجسور والشوارع والممرات والمراكز التي يشتبه بأنها قواعد سرية للصواريخ.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved