Sunday 6th april,2003 11147العدد الأحد 4 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رامسفيلد يتلقى اتصالاً غاضباً من كولن باول رامسفيلد يتلقى اتصالاً غاضباً من كولن باول
معركة شرسة في البيت الأبيض حول إدارة عراق ما بعد الحرب

* واشنطن اف ب:
يشهد فريق الرئيس الاميركي جورج بوش توترات كبيرة حول شكل الادارة المؤقتة للعراق ولا سيما بشأن دور الامم المتحدة والمعارضين العراقيين في الخارج في اطارها.
وقال مسؤلون اميركيون رفيعو المستوى لوكالة فرانس برس يوم الجمعة ان هذه التوترات بين وزارة الدفاع الامريكية «البنتاغون» ووزارة الخارجية تعقد الخطط الهادفة الى تشكيل ادارة مؤقتة بسرعة.
وأوضح احد هؤلاء المسؤولين طالباً عدم الكشف عن هويته: «لقد اصبحت المسألة معقدة للغاية وهي موضع معركة شرسة».
وتشمل الخلافات تشكيلة ادارة الاحتلال المؤقتة التي تنوي واشنطن اقامتها فضلاً عن تشكيل ادارة عراقية انتقالية لاحقاً ودور الامم المتحدة.
ويبدو ان المسألة الثانية هي التي تثير اكبر المشاكل اذ ان وزير الدفاع دونالد رامسفلد اقترح تشكيل ادارة انتقالية فوراً اقله في الجنوب يتألف معظم اعضائها من عراقيين معارضين مقيمين في المنفى.لكن وزير الخارجية الاميركي ومعه اجهزة الاستخبارات يخشى من ان الشعب العراقي لن يرحب بذلك كما ان هذا الامر يعرقل الجهود الهادفة الى تصحيح العلاقات مع اوروبا والعالم العربي.
واوضح مسؤول ان موقف رامسفلد الذي يعتبر ان العراقيين المقيمين في المنفى اجدر بتولي الحكم نظراً الى انهم عاشوا في دول غربية. نقل الى البيت الابيض الاربعاء.وكان كولن باول في الوقت ذاته في اوروبا يدعو الى «شراكة» مع الامم المتحدة لاعادة اعمار العراق وللمرحلة الانتقالية فيه.
وقال المسؤولون انفسهم ان باول غضب عندما اطلع على خطة رامسفيلد وقد اتصل من الطائرة التي اقلته الخميس الى واشنطن بالبيت الابيض ليعرب عن معارضته.
واوضح احد المسؤولين هؤلاء ان «باول مستاء ويحاول دفع مجلس الامن القومي (التابع للبيت الابيض) الى مواجهة» خطة البنتاغون.
ولطالما عارضت وزارة الخارجية تشكيل حكومة مؤلفة من عراقيين من الخارج وقد المح مسؤول في البيت الابيض الى ان حجج باول قد تكون اصابت الهدف.
واضاف: «ان تشكيل حكومة عراقية مؤقتة وموعد تشكيلها رهن بواقع الامور على الارض»" مضيفاً رغم ذلك ان حكومة كهذه قد تشكل قبل انتهاء الحرب.
لكنه اضاف: «لكن فكرة تشكيل حكومة مؤقتة مؤلفة فقط من عراقيين من الخارج مستبعدة كليا».
اما بالنسبة لادارة الاحتلال التي ستشرف عليها الولايات المتحدة قبل تشكيل هذه الحكومة العراقية المؤقتة. فيعتبر وزير الدفاع ان الجيش يجب ان يكون له الدور الرئيسي فيها. في المقابل يريد باول منح دور اكبر للمدنيين.
ونتيجة لذلك قال المسؤولون انفسهم ان دونالد رامسفلد علق تعيين عدة دبلوماسيين او دبلوماسيين سابقين اختيروا للعمل مع الجنرال الاميركي المتقاعد جاي غارنر مسؤول الادارة المدنية المؤقتة المقبلة للعراق الذي اختاره الرئيس الاميركي جورج بوش في منتصف اذار/مارس الماضي.
وفي الموقف الرسمي ابقت واشنطن يوم الجمعة على الغموض بشأن نظام الادارة المقبل المؤقتة في العراق وهي مسألة تثير احتكاكات ايضاً مع الامم المتحدةوالدول التي لا تشارك في الحرب.
وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر: «الشعب العراقي سيحكم العراق. وسيكون هناك دور للامم المتحدة وسنواصل مناقشات حول الدور المحدد الذي ستتولاه».
وفيما يتصل بكولن باول فقد عرض يوم الجمعة على الامين العام للامم المتحدةكوفي عنان افكاره المتعلقة بدور الامم المتحدة في العراق ما بعد صدام ولكنه لم يكشف عن مضمونها.وكان باول قد عاد مساء الخميس الى واشنطن من اوروبا حيث سعى الى تطمين المسؤولين الاوروبيين القلقين على دور الامم المتحدة في اعادة اعمار العراق.
وقال باول بعد لقائه في وزارة الخارجية الممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا: «نحن في بدء عملية حوار براغماتي من اجل تحديد دورالامم المتحدة».
واضاف: ان «الامم المتحدة ستكون شريكاً في كل هذا وكل الناس يفهم ذلك». واوضح: «ليس هناك اي خلاف في هذا المجال» معتبراً ان الامور ستتوضح اكثر حول هذا الموضوع خلال الايام المقبلة.
وظهرت مؤشرات الخلاف بين اركان البيت الابيض مرة أخرى عندما اعلنت مستشارة الرئيس الاميركي جورج بوش لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس ان دور الامم المتحدة في اطار مرحلة ما بعد الحرب في العراق. ليس كما يتم التداول فيه حالياً مع الحلفاء.
وقالت خلال مؤتمر صحافي: ان «دور الامم المتحدة ليس ما يتم التداول فيه في الوقت الراهن» مضيفة: ان التحالف الاميركي البريطاني سيلعب «الدور الاساسي» في المراحل الاولى من عملية اعادة الاعمار في العراق وان هذا الامر «يجب الا يفاجئ احداً».
واوضحت «نظراً الى ما تحملنا وما زلنا نتحمل من معاناة فليس من المفاجأة ان يكون للتحالف الدور الرئيسي».
واشارت الى ان الامم المتحدة سيكون لها دور في اعادة اعمار العراق ولكن: «احذركم من ان العراق ليس تيمور الشرقية او كوسوفو او افغانستان» مؤكدة ان «الحالة العراقية هي فريدة من نوعها».
وتحدثت رايس بالتفصيل عن خطة واشنطن لادارة العراق ما بعد صدام وقالت: «سوف نقضي على البنى التحتية الظالمة لنظام صدام حسين. سوف نعمل مع العراقيين ومع شركائنا في التحالف ومع الاسرة الدولية من اجل اعادة اعمار العراق. لكن سنترك العراق كلياً تحت اشراف العراقيين في اسرع وقت ممكن».
واشارت الى ان الادارة المدنية المؤقتة ستكون «ادارة انتقالية بقيادة العراقيين حتى يشكل الشعب العراقي حكومة مؤقتة».
واضافت ان: «قاعدتها ستكون عريضة تضم مختلف المجموعات الدينية والعرقية وتضم عراقيين يعيشون حالياً في داخل وخارج العراق. وستكون الوسيلة التي تمكن العراقيين من المشاركة فوراً في عملية اعادة الاعمار الاقتصادي والسياسي لبلدهم».واوضحت ان وزارة الدفاع الاميركية ستكون «الوكالة الاميركية الرئيسية» في عمل المكتب من اجل اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية المكلف احياء البنى التحتية الاساسية في العراق مثل الكهرباء والماء والخدمات الطبية وتوزيع المساعدات الانسانية.
واوضحت ان هذا المكتب سيكون بقيادة الجنرال الاميركي المتقاعد جاي غارنر. واشارت الى ان العراقيين سيكونون «ضالعين كلياً» في ادارة المكتب الذي سيكون له بعد انتهاء مهمته «دور استشاري».
واكدت ان «المكتب ليس حكومة موقتة» مضيفة: ان «الهدف هو نقل المسؤوليات الى الشعب العراقي في اسرع وقت ممكن».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved