Sunday 6th april,2003 11147العدد الأحد 4 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جداول جداول
لسنا قديسين لكن لسنا أبالسة
حمد بن عبدالله القاضي

** لست ضد من يرى ان لنا «خصوصية» نعتز بها لكنني ضد المبالغة في هذه الخصوصية!.
نحن خلق ممن خلق نحب ونكره.. نصيب ونخطئ.. نمارس الخير، ويقع منا الشر..!
لكن يظل لنا - كوطن مقدس وكمجموعة شعب وليس كأفراد - بعض الخصوصية فنحن نعيش في وطن يفخر ترابه بأنه مهبط الوحي، وموقع الحرمين، وهذا التميز يجب ان يكون له تأثير أو بعض التأثير في نأينا عما يغضب رب البيت، ويخدش القيم، ويسيء إلى هذا الوطن!.
***
** إننا عندما ننظر إلى معدل الجرائم في بلادنا نجدها - من واقع االاحصائيات والمقارنة - أقل بكثير من الدول البعيدة منا والقريبة!
وإن ما نراه أو نحسبه من تعدد الجرائم إنما جاء بسبب تنوع وزيادة نسبة السكان والمقيمين زيادة كبيرة فضلا عن نشر وسائل الإعلام عن أية جريمة أو حادث.. بل والمبالغة في ذلك «فخناق» بين شخص وآخر نقرأ أو نسمع عنه على أنه جريمة، وذلك بسبب المبالغة في طرح مثل هذه الحوادث البسيطة، فضلا عما يضاف إلى هذا الطرح من «بهارات وإثارة»!.
إننا لكثرة ما نسمع ونقرأ عن الحوادث والجرائم في بلادنا فإن هذا يعطي للمواطن في الداخل والمتلقي في الخارج انطباعاً عن أن حالة الخوف والجرائم هي القاعدة وان الأمن والخير هو «الشاذ».
***
** إنني بقدر ما أؤيد بوجود هامش في حرية النشر عن الجرائم والحديث عنها إلا ان ذلك لابد ان يكون موضوعياً ودقيقاً فضلاً أن يكون حقاً وواقعاً، دون مبالغة، أو بقصد الإثارة الإعلامية.
إن زيادة جرعة النشر عن الجرائم يولد الكثير من الريب، والفائض من الخوف وبخاصة في قلوب الأطفال الغضة.
بل إنه يجعل الكثيرين يعيشون في قلق مما سوف يفجعهم، وهذا هو عين الخوف ألم يقل الحكيم - «إن توقع المصائب أعظم من وقوعها»!.
***
** إننا لو نظرنا إلى معدل الجرائم لدينا وجدناه لايشغل شيئاً أمام إحصائية إحدى المدن الغربية التي جاء في إحدى الاحصائيات عنها: «انه في كل ساعة يقتل إنسان، ويخدش شرف امرأة»
ومع كل ذلك لم تبالغ وسائل الإعلام لديهم، ولم تكن الجريمة هي حديث مجالسهم مع أن الأمر يكاد يبلغ حد الكارثة لديهم!.
إن النشر عن الجرائم -بحدود - يسهم - فعلا- في نشر الوعي، والعمل على تجنب الحوادث، وفعل الأسباب والاحتياطات لمنع وقوعها لكن المبالغة في النشر يحدث العكس فينتج ارتباك ورعب وقلق.
فضلاً عن ان المبالغة في نشر التفاصيل وتكرار ذلك يربك رجال الأمن والقضاء، ويؤثر عليهم، وربما يكون لذلك أثر على مسار التحقيق الذي يوصل إلى الحقيقة ويرشد إلى المجرمين!.
خلاصة القول:
إننا لسنا قديسين لكننا لسنا أبالسة..!
وهذا هو «الخط المتوازن» الذي يحسن بنا ان نتعامل معه ونحن ننشر ونقرأ ونسمع عن الحوادث والجرائم التي تحصل في كل الدنيا وليست بلادنا معصومة فيها!
خبر مضيء
في هذا الزمن القلق..!
** في غمرة الأحداث والأخبار التي تصدمنا بها «قنوات الإعلام»، كل ساعة وكل دقيقة «تعثر» عيناك بين ركام ظلام الأخبار ودماء الحروب والأحداث على «ضوء خبر» جميل يطل عليك من عتام هذه الأخبار المظلمة!
لقد سعدت وأنا أقرأ في صحيفة «الاقتصادية» في 24/1/1424هـ عن تبرع سمو الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك ببناء (11) مسجداً في منطقة تبوك منها خمسة جوامع، وتصل تكلفة هذه المساجد «25» مليون ريال.. والأجمل ان هذا التبرع جاء بصمت، فالمساجد توشك الآن على الانتهاء، ولم نقرأ عن هذا العمل الخيري إلا هذا الخبر بعد اقتراب انتهاء هذه المساجد! فجزى الله المتبرع خير الجزاء، وجعله صدقة جارية له يوم لا ينفع مال ولا بنون.
أما قلت: كم نحن بحاجة إلى مثل هذه الأخبار المشرقة التي تنشر الفرح في جداول نفوسنا. وحسبها انها تتجه إلى «بناء بيوت الله» التي هي «ملاذ الطمأنينة» في هذا الزمن القلق!.

ف: 014766464

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved