اطلعت على ما كتبه الأخ إبراهيم بن صالح المحيميد في موضوع «تخفيض» المهور والمبني على عدة مقالات تعنى بهذا الموضوع.
ولقد أشار الأخ مشكوراً إلى أهمية اعتبار هذا الأمر وأن الحاجة ماسة إلى عدم المغالاة في المهور. وذكرنا بتأمل قوله عليه الصلاة والسلام: «أكثرهن بركة أيسرهن مؤونة» وبناء عليه أقول:.. نعم إن شبابنا أحوج ما يكونون لمن يقف معهم.. ويؤازرهم.. ويسهل أمورهم وأهمها مسألة الزواج وتكوين الأسرة..
نعم.. إن مسألة المهور بالجملة لا تزال مرتفعة بغض النظر عن التفاوت الذي يحصل هنا أو هناك. لاسيما مع ازدياد الحاجة وقلة الدخل لدى بعض فئات المجتمع. ثم إن مسألة تحديد المهور ببضعة آلاف.. أو حفنة من الريالات ربما يسهم هو الآخر بعرقلة تيسير مهور الزواج.. ذلك أن تكون المرأة أشبه ما تكون بالسلعة المحددة سعراً.. فالثيب لا تزيد على.. !! والبكر تصل إلى..!!
ثم تنشأ لدى الناس فكرة التباهي والتفاخر فعلى قدر المهر تكون قيمة.. المرأة المخطوبة.. وعليه فإن مسألة المهور يجب أن تكون سهلة وميسرة في الجملة وفي متناول القدرة الذاتية للشخص.. بعيداً عن المبالغة أو المزايدة.. في ذلك.
ثم إن الواجب علينا أن ننظر إلى المعاني السامية والمقاصد النبيلة لأبعاد الزواج وآثاره الحميدة.. وأن نعمل لتحقيق الأهداف المرجوة منه كاستمرار أخلاق الزواج وديمومته والتي يجب ألا تكون في زيادة المهر.. والتفاخر في بهرجة الزواج وتفخيم المناسبة ومن المؤسف حقاً أن نغض الطرف عن الآثار السيئة والتبعات اللاحقة والتي تأتي نتيجة لعدم فهم المقاصد النبيلة لأمور الزواج ومنها.. العنوسة.. والانحراف الأخلاقي.. والتشتت الأسري.. الخ ومن تلك الأسباب والمفاهيم الخاطئة.. غلاء المهور.. والتباهي في مراسم الزواج..
بل ربما أن للعادات والأعراف السائدة دور فاعل ومؤثر في تأجيج مثل هذه المشكلة.. كأن يتباهى الناس في الأعراس ويتفاضلون في المناسبات والأفراح.. وعندها يصبح المَهْرُ «مُهْراً».. بمعنى أنه يشكل جزءاً مادياً يسيراً أمام تكاليف ما بعد الزواج الباهظة.
بل الأدهى والأمر أن تتحمل الحمالات.. وتشغل الذمم بالالتزامات التي تتجاوز «الحدود المعقولة» المحددة لتلك الأمور السالفة لتعود بنتائج عكسية لا يحمد لها عاقبة.. فهل أدركنا ذلك.
خالد بن عايض البشري / محكمة التمييز بالرياض
|