كلما جَنَّ ليلي أخذت أتصعلك على قلمي..وكلما هبت رياح نفسي أجهضت فكري لاشتات غريبة تلامس كل ذرة من كياني الذي يكاد يهدم.. لولا
التماسك العنيف الذي يربط فواصله.. ولعل كل ذلك يهمس في أذن الليل الهادئ.. بالعشق .. والحب.. ليكتب لك أجمل أنشودة للفجر.. ولأمسياتك التي تنساب عبر أحاسيس كلما نزعت رداءها.. انكمشت على حقيقة بلهاء سطرها نور القمر.. وصدعت بها شمس النهار.. وفي ليلي أتوه مع قارب صغير يحملني الى دنيا غريبة عن حالي.. استسلم لمجدافه. وأحرق عيوني بلطماته.. ومع هذا أصرخ كعويل المرأة الفاقدة لزوجها.. كتذكار هدمه الزمن مع ريح الشمال وهبوب الجنوب.. فامّحت آثاره.. جعلت منه أطلالاً تلهمه ذكراه.. وتنشد قصيدة الماضي في نفس محطمة غلبها اليأس.. وفي قاربي الصغير أحمل قيثارة تبعثرت أسلاكها.. أحرقتها نظراً.. ومزقتني عزفاً.. دموع الحب عاشقة الليل.. ودموع الفجر أمنية العذراء في خدرها.. ودموع الطفل غيث رحمة يغسل العاشق الذي أحرقت جفونه.. أكلها الليل .. قضى عليها الفجر في دنياه الحالمة.. ببزوغ فجر جديد.. يسكب معه دموع الفرحة.. في ترتيلة خالدة للزمن.. مع أنشودة تصرخ في أعماقه.. تعطيه زمام الأمل.. نشدو به بعيداً عن الدموع.. عن الأجفان المحترقة بسواد الليل.. وفوضى الزمن.. في دنياه التي أضحت ثملة غير واهية.. تحتاج الى وصفة جديدة.. لإعادة الحياة لها.. دون معانقة لليل.. وانتظار الفجر.. مع جذرها الجميل.. يطمئن قلبه.. تغمض أجفانه للنوم .. و... تحياتي..
|