انتهى الدور نصف النهائي من مسابقة كأس ولي العهد إلى حيازة الفريقين الأكثر استحقاقاً من ناحية المستوى الفني شرف اللعب في اللقاء الختامي وهما بالطبع فريقا الهلال والأهلي..
ومن المؤكد هنا ان لقاءي نصف النهائي قد حفلا بالعديد من الأشياء والمواقف التي تستحق ان نتوقف عندها في هذا المقال وسوف أتطرق لها بالتفصيل.
لنتحدث أولاً عن مباراة الأهلي والنصر وهي شهدت تأهل الأهلي لرابع نهائي هذا الموسم بعد (الصداقة - كأس الأمير فيصل- البطولة العربية) فيما خسر النصر البطولة السابعة عشرة على التوالي حيث كان آخر لقب فاز به بطولة الأمير فيصل بن فهد لموسم (1418)..
هذه المباراة شهدت تكافؤاً فنياً من ناحية المستوى وكان لركلات الترجيح كلمة الفصل في تحديد الفريق الفائز.. وبعد المباراة احتج النصراويون كثيراً على المستوى الذي ظهر به حكم المباراة عمر المهنا ومساعداه لدرجة القول بأن المهنا كان السبب في الخسارة..
المؤكد في هذا الشأن ان قرارات عمر قد جانبت الصواب في كثير من المواقف في المباراة وبالذات:
- عدم طرد سيزار بعد تعمده ضرب المدافع الأهلاوي بدون كرة.. حتى وإن كان ذلك قرار مساعده إلا ان الأحرى به كان إبراز الورقة الحمراء (وبالمناسبة لا أدري هل سيوقف سيزار بناء على اللقطة التلفزيونية كما أوقف يوسف الثنيان عام 1419؟)!!
- عدم احتساب ضربة جزاء على صالح الداود بعد تعمده إعاقة ابراهيم سويد وإسقاطه بكوعه!!
- الاكتفاء بانذار الخوجلي بعد ضربة الجزاء المحتسبة!!
- عدم طرد بوشعيب الذي تعمد لمس الكرة بيده وإنذار تورينيو الذي وقع في نفس الخطأ!!
ومما سبق يتضح الفريق الأكثر استفادة من أخطاء الحكم غير المقصودة بالتأكيد!!
وفي نفس السياق يؤكد بعض الكتّاب النصراويين ان المهنا قد تخصص في إبعاد فريقهم عن البطولات وهذا كلام مردود عليهم حيث استفاد النصر من أخطاء المهنا عدة مرات كان أبرزها أمام الفريق الهلالي في ثلاث أخطاء لا تنسى:
- الأول في نهائي كأس الملك (1407هـ) عندما حوّل الخطأ لمصلحة يوسف خميس وهو في الأساس لمصلحة التخيفي ومن هذا الخطأ سجل النصر هدف الفوز..
- والثاني في المربع الذهبي لموسم 1417هـ عندما الغى هدفا للاعب الهلال خميس العويران وبررته اللجنة وخبيرها آنذاك بأن عيون اللاعب كانت باتجاه مضحي الدوسري!!
- والثالث غض الطرف عن إعاقة الخوجلي للكاتو في مربع عام 1421هـ وإهدار حق الهلال بتعديل النتيجة وخروجه من المسابقة وإيقاف المهنا ستة أشهر!!
نحن هنا لا نتهم الحكم ولا نسعى لسرد أخطائه ولكن ايضاح الحقيقة والاستفادة من التاريخ الذي لايكذب بالتأكيد..
أما بالنسبة لمباراة الهلال والاتحاد فقد كانت رائعة من كافة النواحي وظهرت بمستوى تحكيمي جيد وشهدت إقالة المدرب الاتحادي أوسكار الذي فشل في كافة الفرص التي منحها إياه الاتحاديون ورسب في الاختبار الصعب أمام آديموس مدرب الفريق الهلالي..
وبعد المباراة يبرز سؤال حول تصرف قائد الاتحاد باسم اليامي الذي واصل تصرفاته المرفوضة فبعد رفضه الخروج من الملعب بعد طرده العام الماضي أمام النجمة وتصرفاته في نهائي العام الماضي.. قام أخيراً بدفع لاعب الهلال سوفو بحركة غريبة وبجانب الحكم ،وقد جاء قرار إيقافه عادلا ومنصفاً كونه داوم على الوقوع في الخطأ وكم نتمنى ان يكون هذا القرار بداية جديدة له وأن يدرك ان الفشل الفني لا يمكن ان يعوَّض بالخروج عن النص!!
الأكثر روعة في مباراة الفريقين الروح الرياضية بين مسؤولي الهلال والاتحاد فالفائز أكد على قوة الخاسر واحترامه المطلق له.. أما الخاسر فبارك للفائز وأكد أحقيته بالفوز ولم يذهب إلى إلقاء الاتهامات يمنة ويسرة بل بادر بدراسة أسباب الاخفاق من أجل إيجاد علاج لها بحثا عن عودة قوية في قادم المنافسات وهو الأمر الذي نتمنى استمراره نهجاً في المنافسات السعودية وفي كافة الأحوال!!
سامي ولاغيره
عندما كان المذيع الداخلي في استاد الأمير فيصل بن فهد يذيع أسماء لاعبي الفريق الهلالي ووصل لصاحب القميص رقم (9) سامي الجابر صاحت الجماهير مرددة اسم هذا النابغة الكروي الفريد الذي بات مثل «العود» الذي يزيده الاحتراق طيباً!!
أما متنبي الملاعب.. ودافينشي الملاعب.. وبيتهوفن الملاعب.. وذئب الملاعب فلم يخيِّب ظن هذه الآلاف التي علمتها الأيام ان سامي الحسم. يظهر في الوقت الأهم..!! فمن أول كرة يلمسها في المباراة كان «الحاسم» قد هز المدرجات وأدمى الشباك وبث الرعب في الدفاع المقابل وزرع الفرحة في القلوب الهلالية التي حفظت سامي اسما ورسماً.. كيف لا وهو أحد ابرز صانعي تاريخ الهلال الحديث؟؟
هذا هو سامي ولا عزاء لمن ينتظرون سقوطه وابتعاده ولا عزاء لمن لا يدركون ان الثمر قد يكون محاقاً لكنه لا يلبث ان يعود بدراً مضيئاً.. ومضرب المثل في قلوب العشاق!!
مراحل
هداف النصر «المدمرة» تورينيو غاب عن التسجيل في أهم المقابلات وفي المقابل فإن لاعب الهلال باتريك سوفو سجل حضوره هذه المرة!!
خالد بدرا أكد ثانية وثالثة انه أعاد هيبة الدفاع الأهلاوي في المقابل أكد الدفاع الهلالي أنه أفضل بمراحل عندما يغيب عنه عبدالله سليمان!!
- قالت العرب فيما مضى المستحيل ثلاثة الغول والعنقاء والخل الوفي والظاهر انها راح تصير أربعة!!
- أحدهم قال ان عمر المهنا احتسب أغرب ضربة جزاء في دول العالم الثالث.. ولا تعليق!!
- أحد من النصراويين لم يتحدث عن ما فعله طلال المشعل أمام هادي شريفي من حركات «لا» علاقة لها بكرة القدم عندما كان يوحي له بأنه يريد ملامسة الكرة بيده.
أما لماذا؟ فلأن لاعب النصر السابق فهد الهريفي هو أول من اخترع هذه الحركة عام 1412هـ أمام لاعب الهلال عبدالرحمن التخيفي ومرت الحادثة بسلام أمام محمد البشري وإن كنت أرى ان الأفضل كان طرد اللاعبين!!
- يبدو ان حسين عبدالغني قد استفاد كما يجب من قرار ايقافه الأخير فقد عاد عبدالغني لاعباً رائعاً متمكناً هادئاً.. ولو وقف الحظ معه لحسم المباراة في وقت كانت تريد فيه الذهاب عنوة إلى ركلات الترجيح!!
- دخول النجعي بديلاً لتيسير أعاد للأذهان دخول الخوجلي بديلاً لمضحي في نصف نهائي البطولة العربية في الرياض التي نظمها النصر وفاز بها الهلال!!
- خطوة ممتازة أقدمت عليها الإدارة الهلالية عندما قررت إلغاء كافة الحسومات التي كانت قد فرضت على بعض اللاعبين وذلك بمناسبة تأهلهم للمباراة النهائية والأفضل منها الاستمرار على صرف الرواتب فور استحقاقها حيث يقبض اللاعب أجره قبل ان يجف عرقه!!
- أوسكار قدمه الهلاليون للكرة السعودية قبل عشر سنوات عندما جاء للهلال بترشيح من كندينو.. وهاهو يرحل للمرة الثالثة..
- وجهة النظر الفنية والتدخل في عمل المدرب صارا أمرين يجاهر بهما بعض الإداريين عيانا بيانا وكأن الأندية من أفلاكهم الخاصة!!
- العارضة حرمت الأهلي من هدف ذهبي فأنصفه القائم وتصدى لكرة الجنوبي في ركلات الترجيح!!
- المدرب كان يعرف أنه سيرحل إذا خسر فريقه المباراة!!
- التأهل للنهائي يجب ألا يوحي للهلاليين بأنهم قد حققوا كل ما كانوا يبحثون عنه.. فالواقع ان فريقهم قد قطع خطوة واحدة وبقي له خطوات أخرى وأصعب!!
- أخيراً ليس للإنجازات إلا أهلها.
| 
